الجوبة.. محاولة جديدة لذراع إيران لحسم معركة مأرب

تقارير - Saturday 02 October 2021 الساعة 09:55 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

تشهد جبهات مديرية الجوبة جنوبي مأرب، معارك هي الأعنف، على إثر دفع جماعة الحوثي بتعزيزات بشرية ضخمة تعكس وجود قرار نهائي لديها بحسم المعركة بغض النظر عن التكلفة البشرية.

الحماس الذي تبديه ذراع إيران في اليمن، لحسم المعركة في الجوبة، يعود إلى المكاسب العسكرية التي ترى بأنها ستجنيها في حالة سيطرتها عليها، وربما تحسم معركتها في مأرب وهو ما يؤسس لمشهد جديد في اليمن، كما تراها.

فالجماعة الحوثية تدرك أن الجوبة هي معقل قبيلة مراد إحدى أقوى قبائل مأرب، والرقم الصعب في المعركة هناك، كما أنها تمثل الحاجز الجغرافي قبل الأخير الذي يفصلها عن مدينة مأرب.

الهجوم الشرس الذي تشنه الجماعة على الجوبة يأتي مع دخول المعركة الواسعة التي أطلقتها للسيطرة على مأرب شهرها السابع، دون تحقيق هدفها بالسيطرة على المدينة والوصول إلى حقول النفط والغاز في صافر.

حيث فشلت مليشياتها في حسم المعركة عبر تحقيق أي اختراق يذكر في الجبهات الشمالية والغربية لمدينة مأرب، ورغم أن الإعلام الإيراني توعد بالسيطرة عليها في شهر رمضان الفائت، الا أن المعارك تحولت خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى معارك كر وفر.

ويعود هذا الفشل لأسباب عديدة منها صعوبة التضاريس وكثرة التباب التي تحيط بمدينة مأرب من جهة الغرب، وشمالاً فإن المساحات الصحراوية الفاصلة بين مأرب والجوف تجعل تقدم مليشيات الحوثي هدفاً سهلاً لطيران التحالف.

وهو ما يفسر نقل جماعة الحوثي للمعركة جنوباً، كمحاولة جديدة للوصول إلى مدينة مأرب وحسم المعركة، وبتسهيل من جماعة الإخوان التي فتحت الطريق أمامها سالكاً من البيضاء مروراً بمديريات بيحان الثلاث في شبوة، ثم إسقاط مديرية حريب ووصولاً إلى المرتفعات المطلة على الجوبة.

إلا أن هناك من يرى أن اندفاع مليشيات الحوثي نحو مديرية الجوبة، يعكس تغييراً استراتيجياً في خطط المليشيات، وأن الهدف الحقيقي لها بات تطويق مدينة مأرب بدلاً من اقتحامها.

فالهجوم الأخير للمليشيات نحو الجوبة، سبقه كشف الجماعة عن مبادرة قدمتها للوفد العماني حول مدينة مأرب، تتلخص في تقاسم عائداتها وإدارتها مقابل عدم اقتحامها عسكرياً.

ومع انطلاق الهجوم نحو جنوب مأرب، بثت الجماعة عبر أحد أبرز قياداتها الإعلاميين وهو محمد العماد، مزاعم تلقيها مبادرة من قبل قيادات في مأرب من حزب الإصلاح (الذراع المحلي للإخوان في اليمن)، لا تختلف كثيراً عن مبادرة الحوثي المقدمة للوفد العماني.


كما أن الهجوم يتزامن مع تكثيف قيادات بالجماعة توجيه رسائل إلى قبائل مأرب وبخاصة قبيلة مراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحثهم على التجاوب مع مبادرتها لوقف الهجوم مقابل تقاسم عائدات النفط والغاز وفك ارتباطها بالتحالف، وهو ما يعكس إدراك الجماعة بصعوبة حسم المعركة عسكرياً وتكلفتها الباهظة عليها.