إسقاط المحافظة وتسليمها لذراع طهران.. سيناريو التآمر على شبوة

السياسية - Saturday 06 November 2021 الساعة 09:10 am
شبوة، نيوزيمن، محمد يحيى:

بعد قيامها بتحركات عديدة ذات طابع تآمري، وانسحابها من عدد من المناطق والمديريات التي كانت تسيطر عليها، تخطط مليشيا الشرعية لتسليم محافظة شبوة بأكملها إلى قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية.

يأتي ذلك ضمن سيناريو يتضمن إسقاط شبوة بالتزامن مع تحركات مشابهة في مأرب، حيث تواصل مليشيا الشرعية الانسحاب من المواقع والجبهات، بعد انسحابها من آخر مواقعها على أطراف مديرية عسيلان، بالإضافة إلى مواقع قريبة على طريق نصاب، تمهيدًا لتسليمها إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعد تسليمها بيحان بمديرياتها الثلاث إلى الحوثيين، سعيًا إلى جر الجنوب إلى الصراع، واستمرار استنزاف ثرواته.

هذه التحركات تعكس مساعي مليشيا الشرعية، بحسب المراقبين، في تمكين الحوثيين من فتح طريق شبوة - مأرب، ليكون ذلك مصدرًا لتعزيز الحضور العسكري والتسليحي لمليشيا الحوثي الإرهابية على مدار الوقت، سواء في إحكام قبضتها شمالًا أو تمددها أكثر صوب الجنوب.

نوايا مبيتة لتسليم شبوة كاملة للحوثي

---------

خلال الأيام الماضية ارتفعت حدة المواجهات العسكرية بين مليشيا الحوثي ورجال القبائل في جبهة الجوبة بمحافظة مأرب، بالتزامن مع تصاعد التوتر في محافظة شبوة المجاورة، بين مليشيا الشرعية المدعومة من قطر، وبين النخبة الشبوانية التي تتمركز في معسكر العلم بمديرية "جردان" الذي غادرته قبل أيام قوات التحالف العربي.

وتؤكد جميع المؤشرات توجه ميليشيا الشرعية إلى تسليم ما تبقى من مديريات شبوة للحوثيين على غرار ما حدث في مديريات بيحان وجبهات ومحافظات أخرى.

التطورات العسكرية في محافظة شبوة، كشفت عن نوايا مبيتة لدى مليشيا الشرعية إثر انسحاباتها المتكررة التي كان آخرها الانسحاب من جبهة الصفراء في بيحان، والتوجّه صوب معسكر العلم لاستهداف قوات النخبة الشبوانية، ضمن مخطط لتسليم ما تبقى من مديريات شبوة إلى مليشيا الحوثي، وإعادة سيناريو بيحان والعين وعسيلان وغيرها، التي سيطر عليها الحوثيون بعمليات تسليم وتسلم دون أي مواجهات عسكرية.

إقالة القيادات العسكرية التي تواجه الحوثي

-------

بدأت مليشيا الشرعية في شبوة بالترتيب لتسليم بيحان لمليشيا الحوثي من خلال إضعاف وإقالة القيادات العسكرية التي تواجه الحوثيين، ووضع حلفاء للحوثيين في المعسكرات والألوية كقيادات عسكرية.

وفي تسجيل مصور كشف العميد الكليبي قائد اللواء 19 مشاة بشبوة، عن قيام قوات الشرعية بإضعاف الدعم عن الألوية العسكرية التي تقاوم الحوثي، وإعطاء ألوية أخرى متخاذلة وهشة دعما كاملا ورواتب من دون انقطاع.

وأشار الكليبي إلى قيام مليشيا الشرعية بحرف مسار المعركة باتجاه الجنوب بدلا من الحوثي، مؤكدا أن إقالته من منصبه جاءت على خلفية رفضه لمخطط مليشيا الشرعية بتسليم مديريات بيحان للحوثيين.

وتعمل مليشيا الشرعية المدعومة من قطر ضمن مخطط لاستنزاف السعودية والتحالف العربي وذلك من خلال تسليم شبوة للحوثي، والذي بدأ في بيحان.

اقتحام معسكر العلم بدلاً عن تحرير بيحان

-------

بالتزامن مع انسحابها من نقطة الصفراء، ولتأمين تحركات مليشيا الحوثي وتسهيل مهمتها في السيطرة على كامل عسيلان، قبل توغلها بتوافق الطرفين إلى عقبة الطفيل في مرخة، اقتحمت مليشيا الشرعية معسكر العلم في مديرية جردان، بعد حصار وقصف استمر عدة أيام، قبل أن تتمكن القوات المسلحة الجنوبية من تأمين خروج قوات النخبة من المعسكر.

عكس الهجوم العنيف لمليشيا الشرعية على المعسكر مدى الرغبة للسيطرة عليه وتفريغه، بهدف تمهيد الطريق أمام مليشيات الحوثي لتتوسع أرضًا، حيث استخدمت مليشيا الشرعية مدفعيتها لشن هجوم عنيف على معسكر العلم، في مسعى للإجهاز على قوات النخبة الشبوانية التي تتمركز في المعسكر، لتقوم بعد خروج قوات النخبة منه تحت تأمين القوات المسلحة الجنوبية، بنهب محتوياته.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لهروب أطقم لمليشيا الشرعية من المعسكر محملة بأجهزة تكييف، وخزانات مياه.

وسخر القيادي الحوثي محمد البخيتي في تغريدة له من اقتحام مليشيا الشرعية لمعسكر العلم قائلا:

‏"جماعة الإخوان تنتقد الانتقالي لعدم قتاله في صفها ضدنا وفي نفس الوقت هاجمته في شبوة وسيطرت على معسكر العلم بمجرد أن أتيحت لها الفرصة".

وبحسب قائد كتيبة في القوات الخاصة بمحافظة شبوة، فإنهم كانوا ينتظرون التوجيهات لتحرير بيحان من الحوثيين، لكن ما حدث العكس أمروهم باقتحام معسكر العلم بجردان ضد إخواننا من أبناء شبوة.

كما كشفت مصادر عسكرية في شبوة عن توجيهات أصدرها المحافظ ابن عديو للقوات التابعة لجماعته، بإخلاء آخر مواقعها على أطراف مديرية عسيلان بعد تسليم بيحان لمليشيا الحوثي دون قتال، والتوجه لملاحقة جنود من أفراد النخبة ورجال القبائل في مديرية جردان والذين عملوا على تأمين معسكر العلم.

مغادرة القوات السعودية بعد انكشاف الخيانة

-------

أثار سقوط مديريات بيحان مخاوف التحالف على قواته المتواجدة في شبوة من وجود مخطط لمليشيا الشرعية لتسليم محافظة شبوة لمليشيا لحوثي، وأن معركة القوات المحسوبة على الشرعية لم تعد مع الحوثي.

فبعد ساعات من مغادرة القوات الإماراتية شبوة وبقاء قوات رمزية من النخبة الشبوانية، سارعت مليشيا الشرعية في تطويق معسكر العلم واقتحامه، ذلك ما عزز مخاوف التحالف العربي على قواته، بعد انكشاف خيانات تتعرض لها قوات التحالف من قبل قوات الشرعية وسلطة المحافظة وخصوصًا المحافظ ابن عديو، وتأكد ذلك من خلال تسليم ثلاث مديريات ومهاجمة معسكر العلم، بدلًا من الاتجاه نحو بيحان لتحريرها، لتغادر القوات السعودية مطار عتق، عائدة إلى الأراضي السعودية، وهي المرة الأولى التي تغادر منذ وصولها المحافظة. 

مصادر عسكرية اعتبرت، أن القرار السعودي بالمغادرة "ليس تخليا عن شبوة بقدر ما هو خطوة في الاتجاه الصحيح ضمن مسار المملكة في ضرب مشروع تنظيم الإخوان العالمي من خلال منع أي استغلال من قبل فرع التنظيم باليمن لقوات التحالف العربي وخصوصًا الجيش السعودي".

وقالت، "إن محافظة شبوة ستكون على موعد مع المقاومين الحقيقيين الذين سيحررونها من سطوة الإخوان وإرهابهم، وفي ذات الوقت منع سيطرة المليشيا الحوثية على محافظة شبوة وطردهم من المديريات التي تم احتلالها".

انشقاقات عسكرية بسبب تسليم بيحان

----------

ومنذ تسليم مديريات بيحان لمليشيا الحوثي تواصلت حملة الانشقاقات العسكرية والأمنية في محافظة شبوة عن سلطة المحافظ محمد صالح بن عديو، وسلطته العسكرية.

وأعلن عدد من ضباط وصف ضباط في القوات الخاصة انشقاقهم عن سلطة القائد عبدربه لعكب قائد القوات الخاصة، والانضمام لصفوف المدافعين عن شبوة وأمنها من أي أخطار قادمة، بسبب خيانات قيادة السلطة المحلية في شبوة والقيادة العسكرية والأمنية للمحافظة وتسليم أول ثلاث مديريات في بيحان لجماعة الحوثي، تمهيدا لتسليم مديريات المحافظة كافة لذراع إيران في اليمن.

طائفية الحوثي في بيحان

----------

في 21 سبتمبر 2021، سيطرت مليشيا الحوثي على مناطق في مديريات (بيحان، عين، وعسيلان) شمالي غرب شبوة، دون مقاومة تذكر من قبل القوات الحكومية.

وبدأت المليشيا الحوثية عقب سيطرتها على المديريات الثلاث في التلاعب بالمناهج الدراسية وفرض خطباء موالين لها على منابر المساجد، وأوقفت بث القرآن الكريم في مديرية العلياء بيحان.

واقتحم مسلحو المليشيا الإرهابية، مسجد السنة، في منطقة الخالدية، حيث مقر إذاعة القرآن الكريم، وأجبرت القائمين عليها على إنهاء البث والإغلاق تحت التهديد.

وتعد بيحان منطقة استراتيجية قريبة من حقول نفطية وهي مثلث يربط محافظات شبوة والبيضاء ومأرب، وكانت قد استعادت القوات الحكومية بمساندة قوات التحالف العربي السيطرة عليها في أواخر 2017.

وتقود قوات الشرعية المدعومة من قطر حربًا مفتوحة مع خصوم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في شبوة، في خطى متسارعة لتسليمها وإخضاع المحافظة كاملة للمشروع الفارسي.