الحرس الثوري الإيراني وأفواج الموت الحوثي.. مأرب وصراعات "طهران"

تقارير - Wednesday 15 December 2021 الساعة 09:17 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

رغم الخسارات الكبيرة التي تمنى بها ذراع إيران مقابل كل شبر في مأرب، تستميت الجماعة في مواصلة القتال وكأنها في معركة نهائية للسيطرة.

التضحيات الحوثية التي تجعل من مارب حاضرة في كل بيت، سواء عبر شهدائها ضد الصلف الحوثي أو من يزج بهم الحوثي ويلقون مصرعهم على تراب البلق.

وتشارك الأدوات الإيرانية في إيران ولبنان إلى جانب الحوثي في اعتبار "مأرب" معركتهم جميعا على الارض اليمنية، على الرغم من التداخلات السياسية لايران مع دول التحالف العربي، حيث هناك مفاوضات بين الرياض وطهران من أجل تقارب وجهات النظر في الملف اليمني على الأقل، وزار وفد اماراتي رفيع المستوى طهران ايضا.

وتكشف "مأرب" ظهر ايران، فالحرب الضروس بكلفتها العالية تؤكد أن طهران غير جادة في إقامة شراكة حقيقية لإنهاء الأزمات المتلاحقة سواء في اليمن أو لبنان وحتى سوريا.

وتغذي إيران الحروب بالتصريحات المعادية وبالدعم المسلح، وتواصل عبر الحوثي ضرباتها الصاروخية وإرسال الطيران المسير على منشآت واعيان في العمق السعودي.

وبدلا من التهدئة التي تفرضها المفاوضات السياسية، فان التحالف العربي وحتى الولايات المتحدة الامريكية اعادوا التصعيد ضد "مغامرات ايران". 

كما عادت ضربات طيران التحالف سواء على مواقع معادية في عاصمة الدولة الحوثية أو المناطق المتاخمة لمدينة مأرب.

ووسط كل ذلك، يتعزز موقع "مأرب" في اتجاهات الصراع، حيث يستميت "الحرس الثوري الايراني" في معركته لاقتحام مأرب التي يهدد صمودها ما يدعيه "الملالي" من اسقاط اليمن تحت قبضتهم.

فاليمن هي الدولة الوحيدة التي فشل الحرس الثوري في السيطرة عليها، منذ تحرر الجنوب من قبضة ذراع ايران، وكانت مأرب قد سجلت انتصارها ضد الحرس الثوري في 2016 قبل ان تعود قوات الحوثي لتحاصرها من جديد اليوم.

وفي المقابل، فان التحالف العربي يرى "مأرب" مفتاحا مهما لادارة حربه ضد النفوذ الأيديولوجي المسلح للثورة الاسلامية الشيعية وعاصمتها طهران.

مأرب.. والملفات الانسانية

طول احتدام المعارك، يواكبه عجز دولي كامل عن احداث أي تغيير على الارض، من قبيل مبادرات سلام واتفاق سياسي خاصة بعد فشل الحوثي في السيطرة على عاصمة المحافظة.

عدم قدرة المجتمع الدولي على ايقاف الحرب يضاعف كلفتها الإنسانية التي بلغت ذروتها في مأرب مع تدفق جديد لأعداد النازحين الذين يبحثون عن مناطق آمنة وهو ما يترتب عليه مآسي والتزامات أممية وإقليمية تجاه هؤلاء. 

وحتى اللحظة لم يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن أي جديد باستثناء ترتيب اللقاءات مع الأطراف في مسقط وعمان والرياض والقاهرة مع بعض التصريحات التي تدين المليشيا الحوثية من جهة وتحاول من جهة أخرى الوصول إلى نقطة إجماع مفقودة في ظل معطيات ضبابية على الأرض.

ومقابل تطرف الحرس الثوري الايراني، الذي يبدو انه كلف الحوثي بالاستمرار في الحرب مهما كان الثمن، وعلى طريقة افواج الموت التي نفذها الخميني ضد العراق، فإن جميع الأطراف الأخرى تقف موقف المتفرج حتى الآن، سواء الامم المتحدة او بريطانيا وواشنطن وأطراف إقليمية مناهضة للنظام الإيراني.