أوهام عقوق طهران.. عن "ايرلو" وقومية الحوثي المستعادة كذباً

تقارير - Sunday 19 December 2021 الساعة 07:32 am
عدن، نيوزيمن، عدنان الحمادي:

قبل 4 أعوام قال سفير واشنطن في اليمن، إن هناك جناحاً حوثياً غير متطرف، ويمكن بناء عملية سلام مع هذا الجناح.. وخلال السنوات الأربع التي مضت لم نر أثراً للسلام أو للجناح الحوثي المسالم.

الحوثية كتلة واحدة من الشر والموت والتوحش ولها أهداف واضحة ومعلنة بالسيطرة على كل اليمن، وخلال كل جولات التفاوض ومبادرات السلام كان الحوثي يتحرك في الميدان وفق ما هو مرسوم له ومن قبله ومعه الحرس الثوري الإيراني.

واليوم تعود أصوات غير يمنية إلى حديث عن السلام مع الحوثي وخلافات بين طهران وقيادة المليشيات الحوثية وفق المقاربة الأمريكية القديمة التي تمني النفس بفصل الحوثيين عن طهران واستمالتهم إلى طرف عربي.

في المقابل تتحدث التقييمات الأمريكية الحديثة ومراكز الدراسات عن ضرورة استعداد واشنطن ليمن تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني بعد سقوط مأرب الذي ترجحه هذه المراكز، بل ينصب التفكير حاليا في هذه المراكز حول خيارات واشنطن وكيف بإمكانها إسناد الرياض في التعايش مع فرع للحرس الثوري على حدودها الجنوبية.

ووسط كل هذا الضجيج الذي أشعله طلب حوثي بالسماح لجنرال الحرس الثوري حسن إيرلو بمغادرة اليمن، تواصل المليشيات قضم مساحات جغرافية شاسعة في محافظة الجوف الحدودية مع المملكة العربية السعودية وتستميت للسيطرة على ما تبقى من مأرب بثروتها النفطية.

هل يمكن لمليشيات الحوثي أن تقبل بالسلام وهي على أبواب مأرب وعتق بعد أن رفضت هذا السلام وقوات الشرعيه في نهم.. وهل رفض قيادات المليشيا استقبال المبعوث الأممي الجديد مؤشر إيجابي على تعاطي الحوثيين مع السلام.. أم أن سجل هذه المليشيا كافٍ لمعرفة نواياها وخبث أطماعها التي تتجاوز اليمن إلى المنطقه بالكامل.

هذه الخفة في التعاطي مع مليشيات الحوثي وحربها وارتباطها بطهران وتحولها إلى فصيل من الحرس الثوري الإيراني في اليمن تمنح المليشيات مساحة تميز وأفضلية حتى في رسم وإعادة رسم صورتها في ذهنية خصومها من غير اليمنيين، بينما في الداخل يعرف الجميع بأن هذه العصابة خطرها بقدر ما تؤمن به من أفكار هدامة وأطماع توسعية طائفية.

يبقى السلام وإنهاء الحرب وتطبيع الأوضاع مطلب وحلم كل اليمنيين أفرادا وقوى سياسية وجيشا وفصائل محاربة، غير أن الطرف الذي يرفض السلام كان ولا يزال هو حليف طهران وذراعها العسكرية في اليمن مليشيات الحوثي، كما أن الرهان على انصياع هذه العصابة الدموية للسلام في حين هي تحقق اختراقات عسكرية تمكنها من استكمال مخططها التوسعي يتجاوز المنطق والعقل.

يقول قادة المليشيا إن زعيمهم عبد الملك كلفته السماء بهذه الحرب ليحكم الأمة كلها وفق تفويض إلهي وتمكين رباني، ولا نقاش حول مشروعية وصدق هذا الطرح النسبة لهم، وفي هذه الحالة لا مجال للحلم ببناء تسوية سياسية سلمية يكون الحوثي فيها شريكا بقدر حجمه لا بجغرافيا سيطرته.

الجنرال إيرلو واحد من منضومة خبراء وقادة عسكريين وخبراء إيرانيين يقودون حرب المليشيا ويخططون لها، واستخدامه كقفاز لإسقاط حقيقة التبعية الحوثية لطهران وتسويق المليشيات باعتباره مكونا عربيا أصيلا يمكن أن ينحاز لإخوانه العرب، والكفر بالدعم الإيراني دعاية مجانية لم تكن تحلم بها مليشيات الحوثي.

المؤكد أن الحرس الثوري هو صاحب القرار في صنعاء، وفطام الحوثيين عن أمهم إيران عقوق غير وارد في عقيدة الحوثيين السياسية والفكرية، بل إن الارتباط الحوثي بطهران يتفوق حتى على ارتباطهم بيمنيتهم وليس فقط بعروبتهم.. الحوثية ليست فصيلا وطنيا قوميا حتى يستعيد وعيه، بل حركة دينية طائفية تعتبر هذه التبعية والولاء لطهران جزءاً من الدين بل أوامر سماوية.