بيحان.. القشة التي قصمت ظهر الإخوان في الجنوب

تقارير - Tuesday 28 December 2021 الساعة 03:52 pm
شبوة، نيوزيمن، خاص:

شكلت مشاهد وصول قوات العمالقة الجنوبية إلى عاصمة محافظة شبوة عتق، أمس الاثنين، حدثاً فارقاً قد يؤشر على مرحلة جديدة يُعاد فيها رسم الخارطة السياسية والعسكرية للمحافظة، بل ولليمن ومسار الحرب بشكل عام.

ورغم أن الهدف الواضح من وصول قوات العمالقة إلى محافظة شبوة وهو تحرير مديريات بيحان التي سقطت بيد مليشيات الحوثي بدون قتال أواخر سبتمبر الماضي، إلا أن وصولها مثل إعلاناً رسمياً بكسر قبضة الإخوان المحكمة على المحافظة منذ أغسطس 2018م.

وبدا ذلك واضحاً من مشهد استقبال قوات العمالقة من قبل قائد محور عتق العميد الركن عزيز العتيقي، ومعه قائد القوات الخاصة بشبوة العميد عبدربه لعكب، أدوات الإخوان التي حكمت بها المحافظة في عهد المحافظ السابق محمد بن عديو والذي أطيح به الأحد الماضي.

حيث رحب قائد محور عتق بقوات العمالقة، وقال بأنها "تأتي في سياق توحيد الصف وجمع الكلمة لمواجهة العدو المشترك المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية الإيرانية"، في موقف مناقض تماماً لموقف سلطة المحافظة في عهد ابن عديو التي رفضت عرضاً تقدم به رئيس المجلس الانتقالي في المحافظة علي الجبواني بعد شهر من سقوط بيحان "بتنسيق الجهود لمواجهة الخطر الحوثي".

حيث ردت سلطة ابن عديو، حينها، عبر نشطاء مقربين منها بالسخرية من هذه الدعوة، بل توعدوا بمواجهة أي تحرك لقوات النخبة الشبوانية المتواجدة في منشأة بلحاف جنوب المحافظة ومعسكر الطلح غرب المحافظة، ووصفها بأنها "مليشيات ممولة من الإمارات"، وتجسد ذلك بمهاجمة معسكر العلم بمديرية جردان أواخر أكتوبر لطرد قوات النخبة منه بعد انسحاب قوات التحالف من المعسكر.

هذا الهجوم أجج الغضب الشعبي داخل المحافظة ضد سلطة الإخوان لتشهد مديرياتها اعتصامات وحراكاً واسعاً يطالب بإسقاطها، وكان ذروة هذا الحراك في لقاء الوطأة بمديرية نصاب منتصف نوفمبر بقيادة الشيخ عوض الوزير، لينجح الحراك الشعبي بالإطاحة بسلطة الإخوان بإقالة ابن عديو وتعيين الوزير بدلاً عنه.

ليأتي وصول قوات العمالقة بعد 24 ساعة من أداء الوزير اليمين الدستورية أمام هادي، تأكيداً على تحرير شبوة من قبضة الإخوان وفي الطريق لتحرير مديريات بيحان من قبضة مليشيات الحوثي.

وفي الوقت الذي كانت فيه طلائع قوات العمالقة تصل إلى شبوة، كانت قوات المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة الإخوان والجنرال علي محسن تتلقى هزيمة مذلة على يد قبائل وادي حضرموت التي أجبرتها على إخلاء معسكر الخالدية بمديرية رماه والقريبة من الحدود السعودية.

إخلاء قوات المنطقة الأولى للمعسكر جاء بعد شهر من حصار فرضته قبائل المناهل عليها داخل المعسكر، بعد رفضها قيام قوات المنطقة بالاستيلاء على المعسكر عقب خروج القوات السعودية التي قامت بإنشائه كمعسر تدريبي.

ومثّل هذا الحدث مؤشراً واضحاً على قوة الحراك الشعبي المتصاعد في حضرموت والرافض لتواجد القوات الموالية للإخوان والأحمر في الوادي، والمطالبة بنقلها إلى جبهات القتال ضد الحوثي في مأرب، ونشر قوات النخبة الحضرمية بدلاً عنها.

وفي وقت سابق قالت مصادر عسكرية لـ"نيوزيمن"، إن تغييرات قادمة في قيادة محور أبين التابع للشرعية الموالي للإخوان من خلال قرارات عسكرية لإعادة ترتيب القوة وهيكلتها للبدء في تنفيذ اتفاق الرياض والدفع بها إلى الجبهات.

أحداث ومعلومات تشير جميعها إلى وجود توجه من قيادة التحالف والسعودية تحديداً لإعادة ترتيب المشهد سياسياً وعسكرياً في الجنوب، وانتزاعه من قبضة الإخوان والجنرال الأحمر.