حصاد عام من الأحداث الثقافية والفنية مع استمرار سيطرة ذراع إيران

تقارير - Monday 03 January 2022 الساعة 06:56 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

اختتم العام 2021 بحدث رياضي شكل فرحة غير مكتملة رغم ندرته نتيجة لاستمرار الحرب التي لا تزال تقودها ذراع إيران على الشعب اليمني.

الحصاد تضمن عددا من الأحداث الإيجابية رغم قلتها والسلبية من تجاوزات وقمع وحوادث قتل واعتقالات بحق المبدعين عموما.

عام حاول فيه اليمنيون الخروج بأقل التكاليف لكن الحرب أصرت إلا أن يكون ضمن الأعوام السابقة التي انتهت بالعديد من المآسي على كل المستويات.

كانت مشاركة اليمن في اكسبو دبي 2020 من خلال الفعاليات والمواد التي تم عرضها مشاركة لافتة عكست حجم الحدث ومدى الاستعداد الذي قدمه القائمون على الجناح.

ضحايا الحرب من مختلف المجالات

انتهى 2021 مخلفا أحداثا مؤسفة في المشهد السياسي والثقافي والإعلامي توزعت على عدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات.

كان للصحفيين نصيب من ذلك، حيث شهدت عدن عدة اغتيالات تشير التحقيقات إلى وقوف مليشيات الحوثي الإرهابية خلفها.

فقد توفي مجموعة من الصحفيين في استهداف موكب محافظ عدن، تبعه عملية اغتيال رشا الحرازي قبل ولادتها بيوم واحد وإصابة زوجها محمود العتمي.

في شمال الوطن لا يزال 4 صحفيين على الأقل محكوما عليهم بالإعدام منذ 7 سنوات وآخرون رهن الاعتقال حيث تنتظر ذراع إيران مقايضتهم بأسرى حرب.

الفن في ميزان الحوثي

حمل هذا العام عشرات التجاوزات ضد الفنانين شهدت عمران وصنعاء والحديدة وذمار عددا من الاعتقالات ومصادرة الممتلكات والأدوات.

وتعتقد المليشيا أن الغناء والفن عموما يؤخر النصر في المعارك التي تخوضها ضد اليمنيين في معاركها التي لا تنتهي منذ أواخر 2014.

تدمير المؤسسات الثقافية

واصلت المليشيا تدميرها المؤسسات الثقافية والأدبية والإعلامية وتحديدا تلك التي لا تناسب مشاريعها الطائفية.

سخرت الصحافة والإعلام والاذاعات لصالح مشروعها وهمشت الكوادر ما أدى إلى وفاة كثير من المبدعين في ظروف معيشية صعبة.

توقف اتحاد الأدباء وفروعه في المحافظات عن أي أنشطة وتم الاستيلاء على مبنى الاتحاد في محافظة ذمار ونهب فرع محافظة إب وتدميره بالكامل.

كما تم تحويل "بيت الثقافة"، الذي شهد مئات الفعاليات على مدى عقدين من الزمن، إلى سوق تجاري للملابس النسائية.

حولت ذراع إيران المشهد كله لإقامة الأنشطة الطائفية الدينية والمهرجانات المتعلقة بيوم الشهيد والولاية والمولد النبوي وحشد المقاتلين من خلالها.

فعاليات ثقافية بارقة أمل

حمل 2021 كثيرا من الأحداث الثقافية في عدد من المحافظات المحررة والتي شكلت بارقة أمل في مدينة تعز وعدن وحضرموت وشبوة ومارب ومناطق الساحل الغربي في مدينة المخا.

ففي تعز أقام مكتب الثقافة عددا من المهرجانات المفتوحة ومعارض الكتاب والفنون التشكيلية وتكريم الرواد والمبرزين وكثير من المبدعين كان آخرهم الشاعر سلطان الصريمي وطباعة أعماله الكاملة.

ورغم حصار مدينة مأرب إلا أنها حاولت القيام ببعض الأنشطة ومثلها فعلت العاصمة عدن والمكلا رغم شحة الدعم ومدينة المخا والمديريات المحررة في الحديدة.

نشاط الجالية اليمنية 

أقامت الجاليات اليمنية في كثير من العواصم بعض الفعاليات التي لم تشكل أي رقم فيما يخص الداخل السياسي والثقافي، الأمر الذي يعكس مدى تأثير الحرب وانقسام النخب في ظل الصراع المستمر، وعدم قدرة هذه الجالية على إحداث فارق في الوعي.

ولم تشهد القاهرة أي فعالية سياسية أو ثقافية باستثناء بعض البازارات ومعارض فنية تشكيلية وطباعة كتب من قبل مؤسسة "أروقة" للنشر والتوزيع ودار "عناوين بوكس" وفعاليات ثقافية من قبل الدار اليمنية للكتاب.

كما شهد العام المنصرم وفاة العديد من المثقفين والإعلاميين والأدباء أبرزهم المناضلة الشاعرة فاطمة العشبي التي توفيت في إحدى المدن البريطانية شهر أكتوبر بعد معاناة طويلة مع المرض.


ينتهي العام ومعه تبدأ آمال جديدة لدى الناس من مثقفين وأدباء وصحفيين وإعلاميين بأن عودة المشهد إلى سابق عهده أمر حتمي فقط يتم تأجيله نتيجة للحرب والصراع الذي تقوده ذراع إيران في اليمن.