الحوثيون يكثفون رسائل التهديد للإمارات خوفاً من هزيمة جديدة

تقارير - Tuesday 01 February 2022 الساعة 07:11 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

هددت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، على لسان رئيس مجلسها السياسي مهدي المشاط، بشن عمليات ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد يوم من إحباط الأخيرة هجوما ثالثا على أراضيها بواسطة صاروخ باليستي.

ويأتي تصعيد الحوثيين تجاه الإمارات، في غضون تحولات هامة في مسرح المواجهات العسكرية، في اليمن، غيرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع، بعد إطلاق قوات العمالقة عملية كبيرة توجت بطردهم من شبوة ومناطق في مأرب المحاذية.

وأعادت الهجمات التي نفذت باستخدام صواريخ بالستية وطائرات دون طيار متطورة إيرانية الصنع، فتح أعين الكثير من العواصم الغربية على خطر حقيقي يتهدد أمن المنطقة من شمالي اليمن، حيث توالت ردود الفعل المنددة والمطالبة بضرورة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.

في حين دق التحول الأخير، في المعادلة العسكرية باليمن، أجراس الخطر في أوساط الحوثيين، وإيران على حد سواء، وتجلى ذلك بوضوح في قرارهم بشن هجمات إرهابية على منشآت مدنية في دولة الإمارات وقبله قرار اختطاف سفينة الشحن "روابي" قبالة ساحل الحديدة.

ورغم أن الهجمات الحوثية ليست ذات تأثير من أي نوع على الإمارات، إلا أنها عكست رغبة ملحة للانتقام من أبوظبي، على واحدة من أشد الانتكاسات العسكرية في السنوات الثلاث الماضية، ففي الوقت الذي ظن فيه الحوثيون، أنهم قد اقتربوا من السيطرة على كامل محافظة مأرب النفطية، وجدوا أنفسهم يمنون بهزائم كبيرة.

وفي وقت قصير، نجحت ضربة مضادة نفذتها قوات ألوية العمالقة، بإسناد من التحالف العربي، في إخراج المسلحين الحوثيين، من شبوة، ومديرية حريب، وضيقت الخناق بشكل كبير على خطوط إمداداتهم إلى مأرب، وقوضت بشكل هائل زحفهم للسيطرة على المدينة ومنابع النفط في "صافر".

ووجد الحوثيون أنفسهم في مأزق عسكري كبير، حيث أن حملة قوات العمالقة قضت سريعا على جميع المكاسب التي حققوها في شبوة وفي خاصرة مأرب الجنوبية، خلال النصف الثاني من عام 2021. وكان أساس النصر الأخير قائما على ترتيب عملي أدارته الإمارات.  

وألقت الجماعة باللائمة في الانتكاسة الجديدة على دولة الإمارات التي حركت ألوية العمالقة من الساحل إلى شبوة، وللمرة الأولى منذ سنوات، كان عدد من قيادات الصف الأول العسكرية والسياسية للحوثيين يطلقون رسائل تهديد نحو أبوظبي.

وارتفع منسوب الغضب الحوثي تجاه الإمارات، مع وصول العملية العسكرية إلى مأرب وسيطرة قوات العمالقة على مديرية حريب، حيث هدد المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، باستهداف معرض إكسبو الدولي في دبي، فيما هددت قيادات أخرى باستهداف برج خليفة.

ويقول خبراء إن مخاوف الحوثيين من تكبد هزائم إضافية في ساحة المعركة ستدفعهم إلى شنّ المزيد من الهجمات ليس على الإمارات فحسب، بل على السعودية وعلى حركة الشحن الدولية أيضاً.

ووفقا لتقرير الخبراء الدوليين، فقد أطلقت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، حتى 1 أكتوبر 2021م نحو (92) زورقا مفخخا بالبحر الأحمر، وهو ما أدى إلى تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية.

إرهاب حوثي بأسلحة إيرانية 

المؤكد في اليمن، هو أن الإمارات استطاعت تسديد ضربات عسكرية مميتة إلى صدر جماعة الحوثيين، ضمن مهام التحالف العربي بقيادة السعودية، وهي ضربات فاقمت خسائر المتمردين، وأفقدتهم ميزة السيطرة على مناطق فائقة الأهمية.

وإن كان لدى الجماعة أسبابها الخاصة لشن هجمات صاروخية على السعودية أو الإمارات، فإن إمكانياتها الذاتية لا تسعفها بالوصول إلى أي مكان تريده، كما أن مغامرتها العسكرية العابرة للحدود، تظل محكومة بحسابات الراعي الإقليمي (إيران).

ومن وقت مبكر وجدت طهران في الحوثيين، أداة مفيدة لممارسة ضغط حقيقي على السعودية، لا سيما أنهم يضربون أهدافًا مدنية في جميع أنحاء المملكة، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات دون طيار يحصلون عليها من فيلق القدس وحزب الله الإيراني، وفقا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

ويرتبط الحوثيون بشكل كبير بجزء من شبكة الإرهاب الإقليمية للحرس الثوري الإيراني، وأصبح الاثنان مرتبطين أيديولوجيا وعمليا وكأنهما توأم ملتصق.