بإعلان الميليشيات التعبئة في مناطقها.. عودة أحلامها ضد مأرب

تقارير - Thursday 17 February 2022 الساعة 08:28 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

أعلنت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، الأربعاء، التعبئة العامة في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما فيها المؤسسات والمرافق الحكومية، في أول تحرك لها عقب جلسة مجلس الأمن الدولي التي تم فيها إعلان قرب إطلاق مشاورات تهدئة بين الأطراف المتصارعة في اليمن.

وذكرت وكالة سبأ الرسمية الخاضعة لسيطرة الميليشيات، أن رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، أعلن تدشين عملية تحشيد واسعة تحت مسمى "إعصار اليمن للتحشيد والاستنفار"، لمواجهة ما أسماه "العدوان"، وهي التسمية التي اتخذتها الميلشيات لعملياتها الإرهابية تجاه الامارات والسعودية مؤخرا، في إشارة واضحة لتوسيع إرهابها خارج الحدود.

وأشارت الوكالة إلى أن إعلان التعبئة جاء عقب اجتماع ضم المشاط ورؤساء مجالس النواب يحيى الراعي، والقضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، والشورى محمد العيدروس، والوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، حيث تم فيه حث تلك الجهات القيام بدورها بشكل فاعل في الحشد والاستنفار.

وذكرت بأنه تم التوجيه بتدشين حملة "إعصار اليمن" للتحشيد والاستنفار على كافة المستويات الرسمية والشعبية والنخبوية"، لإسناد عناصرهم الإرهابية في الجبهات، لمواجهة ما أسماه "العدوان".

يأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أنه سيبدأ الأسبوع المقبل مساعي جديدة للتهدئة في اليمن، من خلال التحضير لعقد جولة مفاوضات جديدة بين أطراف الصراع، لوقف التصعيد العسكري الذي يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.

وأبلغ غروندبرغ في إحاطة جديدة لمجلس الأمن، أنه سيبدأ سلسلة من المشاورات الثنائية مع الأطراف المتحاربة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والخبراء السياسيين والأمنيين والاقتصاديين اليمنيين، مؤكدا أن هذه المشاورات فرصة للأطراف اليمنية لرسم طريق سلمي ممكن إلى الأمام.

وكانت الحكومة اليمنية حذرت، من استغلال ميليشيات الحوثي، مساعي الأمم المتحدة للتهدئة، واتخاذ الورقة الإنسانية لابتزاز المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية وإطالة أمد الحرب، كما حدث في نهاية العام 2018 من خلال وقف تحرير ميناء ومدينة الحديدة عبر اتفاق السويد.

الأمر ذاته، حذرت منه المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة، خلال إحاطتها، أمس، أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن، حيث قالت: "كنا قد استمعنا خلال الأشهر الماضية إلى إحاطات عديدة بما في مداخلة غراندبرغ تدعونا لإتاحة الفرصة أمام جهوده لإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات، لكن وبعد أن تعرضت المنشآت المدنية بدولة الإمارات لهجمات إرهابية راح ضحيتها مدنيون أبرياء، لا يسعنا إلا أن نتساءل متى ستنتهي مهادنة هذه الجماعة الإرهابية؟".

وشددت نسيبة، على ضرورة إيقاف السلوك العدواني لميليشيات الحوثي والذي يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جدية وحاسمة حيث يتوجب عليه ممارسة ضغط شديد على هذه الميليشيات ومن يدعمها لوقف جميع انتهاكاتها ومحاولاتها لفرض السيطرة بالقوة على الأراضي اليمنية.

وأشارت أن هذا الضغط يبدأ عبر تشديد العقوبات عليها وتجفيف منابع تمويلها فضلا عن تطبيق حظر الأسلحة المفروض على اليمن بموجب قرار مجلس الأمن 2216، مع فرض حظر بحري وتعزيز إنفاذه.

وقالت في هذا الصدد: "بما أن الحوثيين ارتكبوا أعمالا إرهابية، فيجب تصنيفهم منظمة إرهابية". وأشارت إلى أنه بدون ضغوط دولية واضحة، رفض الحوثيون مرارا وتكرارا الالتزام بأي اتفاقيات أو التمسك بوعودهم كما يتضح ذلك من خلال منع فريق أممي من تقييم حالة ناقلة النفط صافر.

وتوقع مراقبون للشأن اليمني، أن تستغل الميليشيات مساعي الأمم المتحدة للتهدئة بدعم الدبلوماسية القطرية والإيرانية التي سعت خلال الأيام القليلة الماضية، لحشد تأييد دولي تجسد بالموقف الأمريكي والروسي والصيني، في مجلس الامن، بشأن تهدئة التصعيد القتالي ضد الميليشيات الحوثية التي كانت على وشك الانهيار، عقب هزيمتها على يد قوات العمالقة الجنوبية في شبوة وجنوب مأرب.

وحذر المراقبون بأن يكون المجتمع الدولي قد منح الميليشيات فرصة جديدة لشن هجمات واسعة ضد مناطق النفط والغاز في محافظة مأرب والتي فشلت في السيطرة عليها خلال الفرصة التي منحت لها وانتهت نهاية العام الماضي.

وكانت القوات الحكومية والتحالف، فشلت في استعادة المناطق التي سقطت في جنوب مأرب، نتيجة تسليمها للحوثيين من قبل عناصر الإصلاح في صفوف قوات الجيش الوطني، في سبتمبر من العام الماضي، رغم الدعم الكبير من مقاتلات التحالف، والضوء الأخضر من قبل المجتمع الدولي، ما دفع الحوثيين لاتخاذ خطوات جديدة نحو التصعيد قبل تلبية المساعي الأممية للجلوس على طاولة المفاوضات، بعد تحقيق مكاسب على الأرض، ما استدعى قيامها بإطلاق عملية التعبئة والتحشيد.