خونة الداخل ودبلوماسية عربية إقليمية تعرقل تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

تقارير - Saturday 19 February 2022 الساعة 03:23 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر مطلعة عن تحركات أطراف محلية وصفتهم بـ"خونة الداخل" تعرقل تصنيف ميليشيا الحوثي الانقلابية "منظمة إرهابية"، تدعمها دبلوماسية بعض الدول المهادنة للحوثيين.

وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع إعلان إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن، أنها تدرس إعادة التصنيف، ومطالبة جامعة الدول العربية كافة الدول بتصنيف جماعة الحوثي "كمنظمة إرهابية بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات"، وبدء المجتمع الدولي على وقع المطالبات المتكررة في دراسة نفس الأمر.

نشطاء الإصلاح خونة الداخل 

وذكرت المصادر، أن تلك الأطراف تضم نشطاء وسياسيين ينتمون لـ"حزب الإصلاح"، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، ويقيمون في تركيا وقطر وعُمان، وتعمل على إجهاض أي جهود لتصنيف الميليشيات الحوثية بحكم قربها من صناع القرار في الشرعية اليمنية المختطفة لدى الإخوان، مشيرة إلى أن قناة بلقيس المملوكة للإخوانية توكل كرمان والتي تبث من تركيا تحولت مؤخراً إلى قناة تتبنى رؤى ومصطلحات الميليشيات الحوثية في تعاملها مع الأزمة اليمنية وتحاول إظهار الميليشيات كضحية.

وأثار توجه قناة بلقيس مؤخراً استياء عشرات الصحفيين والمتابعين في الداخل، خاصة بعد وصفها لضحايا قوات العمالقة الجنوبية، بـ"القتلى" وضحايا غارات التحالف العربي من قيادات الحوثي بـ"الشهداء".

ووصفت المصادر دور هذه الأطراف بـ"الخطير"، مؤكدة أن تحركات هذه الأطراف تمولها الدول التي تقيم فيها وتغذيها أهداف إيران الرامية إلى إحكام قبضتها على المنطقة من خلال ميليشياتها الطائفية كحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن.

دبلوماسية عمان وتركيا والإعلام القطري

وبالتزامن تدعم الدبلوماسية العمانية والتركية منع صدور أي قرار أمريكي أو دولي يصنف الحوثيين "منظمة إرهابية".

وتستضيف سلطنة عمان على أراضيها قيادات حوثية بارزة على رأسهم الناطق باسم الميليشيات، محمد عبدالسلام، وتسمح لهم بممارسة نشاطهم السياسي وعقد اللقاءات مع حلفائهم الإيرانيين على الرغم من أن الدستور العماني يمنع ذلك.

كما كشف تحقيق أمني بريطاني حديث عن تورط سلطنة عمان في عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية والمخدرات إلى الحوثيين من خلال استخدام سواحلها والزوارق المرخصة من السلطات العمانية.

فيما شهدت مدينة اسطنبول التركية التي تحتضن المئات من إخوان اليمن، عشرات التظاهرات المؤيدة للحوثيين والمناهضة للتحالف العربي.

ومطلع فبراير الجاري، أقيمت فعالية في (حديقة فاتح التذكارية)، وهي عبارة عن متنزه طبيعي يقع في منطقة الفاتح وبمقابله يقع مبنى بلدية اسطنبول الكبرى، رفعت فيها صور زعيم الميليشيات الحوثية والشعارات المؤيدة لها.

وتؤكد مصادر يمنية في تركيا أن هذا المكان لا تغيب فيه دوريات الشرطة على الإطلاق، وأي فعالية أو وقفة أو تجمع لا يتم إلا بموافقة السلطات، وهو ما اعتبره سياسيون تأكيدا على موقف الحكومة التركية المساند للحوثيين.

يشير سياسيون إلى أن الآلة الإعلامية القطرية، وعلى رأسها قناة الجزيرة أضحت من أبرز الداعمين لميليشيا الحوثي الانقلابية، خاصة مع بدء المقاطعة الخليجية في يونيو 2016م.

وبرغم المصالحة الخليجية التي تمت مؤخراً إلا أن الإعلام القطري الرسمي والإعلام الإخواني الذي تموله لا يزال يتبنى سياسة الحوثيين ويدعم تحركاتهم التي تهدد المنطقة.

ويرى سياسيون أن جميع هذه الأطراف تكمل بعضها البعض، حيث يصنع خونة الداخل الأحداث الداعمة للحوثيين سياسياً وعسكرياً، وتقوم دبلوماسية تركيا وعمان وإعلام قطر بتسويقها خارجياً لدى المجتمع الدولي لعرقلة صدور أي قرار يضع الحوثي على لائحة الإرهاب.