مهرجان "عيدنا موكا" يختتم فعالياته بقصائد شعرية أبهجت جمهور المخا

المخا تهامة - Saturday 16 July 2022 الساعة 06:15 pm
المخا، نيوزيمن:

إذا كنت ممن حضروا مهرجان «عيدنا موكا» الذي نظمه مكتب الثقافة بالمديرية واختتمت فعالياته الثلاثاء، فدون شك لن يخلو مقيلك اليوم من استحضار قصائده الشعرية التي ألقاها شعراء مخاويون، وجدوا في المهرجان مسبارا لمغادرة البقاء المغمور إلى ما هو أبعد من البحر والفضاء والعتاقة.

يستهل الشاعر محمد خضيري في مساء اليوم الأول للمهرجان الأمسية الشعرية القصيرة، أمام الحشد المتدفق دون توقف للجماهير، وبصوته الجهور يبدأ قصيدته الأولى: «عيناكِ مَتنُ قصيدةٍ محمومةٍ/ أسندتهُ للقلبِ حين تَغَزَّلا //فرأى رموشكَ أشرأبَّت نحوه/ فتسارعت دقَّاتهُ فتعقَّلا// ورأى المنيّة صوّبت بسهامِها/ من خوفهِ كتم الهوى أن يُقتَلا».

تلقى الجمهور الأبيات الأولى بالتصفيق، ليتابع: «ومضى يُحدِّث نفسهُ/ بدأ القصيدة بالرموشِ وأكملا// فلتقرأي شغفاً على أوراقةِ/ شرح المعاني في هواكِ ودلّلا// صلّى صلاة الحُبِّ في محرابهِ/ وعلى غرامكِ في خشوعٍ أقبَلا».

هنا ألقت القصيدة بكامل طغيانها العذب في ذاكرة كل فرد، وما كان تصفيقا، للتعبير عن الإعجاب، أصبح استغراقا دافئا في «الزمن الجميل» بحسب توصيف أحد المشاركين، وهو ما أوحت به الوجوه المتجمدة في لحظة تبسم.

واصل خضيري إلقاء قصيدته الغزلية بسلاسته الشعرية التي بدأها «أنتِ التي أهديتِ قلبي نبضهُ/ وفتحتِ للأشواق باباً مُقفلا// ومنحتني من طرف عينك نظرة/ فسرى الهوى بين الحشاء وتغلغلا// زدني بربك في هواكَ تولّهاً/ لأراكَ في عيني ملاكاً مُنزَلا».

وفيما ينتظر الجمهور الفقرة التالية من مهرجان مكتب الثقافة، كان الشاعر سالم المخاوي يصعد على المنصة مملوءا بالعرفان الذي يمحضه الجميع لداعم الفعالية رئيس المكتب السياسي، وهو ما عبر عنه الشاعر بـ«رعايته تجلت إذ علتنا/ كما تعلو على الغيم السماءُ// ويعنى بالمواهب في بلادي/ يطورها لتبلغ ما تشاءُ/ تزين ساحلي من بعد عزلٍ/عن الأنظار عاوده السناءُ».

بشاعرية سالم المخاوي نفسها يطل من على المنصة الشاعر طارق زايد ليذكر المخا بمجدها القريب في الخلاص من المليشيا الحوثية "أذناب المجوس"، على حد وصف الشاعر، ليكون هذا الخلاص إيذانا بربيع المخا الجديد كما تقول الأبيات الأولى من القصيدة: "أرضَ المخــاءِ  تحــية وســلامُ/ عاد الزمـانُ، وعـادتِ الأحــــلامُ// وتضوَّعـت مِسـكاً رُباك وأعلنت/ عـهـدَ الربيــعِ  تـهـزهُ الانســـامُ// وإذا براياتِ العــــروبة أقبلتْ/ تُخبرك كيـف تأهـبَ الضــرغامُ// وعليها أذنابُ المجوس تقطعت/ يبكـون كـسـرى، هـدَّهُ الإســلامُ".

واختتم مهرجان "عيدنا موكا" الذي نظمه مكتب الثقافة بالمديرية بدعم من المكتب السياسي للمقاومة الوطنية فعالياته يوم الثلاثاء، بعدما حقق الكثير من أهدافه، أقلها إحياء الفعل الثقافي في مدينة لها من الإرث الحضاري الضارب في الأعماق.