بطقوس وأهازيج خاصة وبرودة البحر الهائج.. موسم "البلدة" ينطلق في المكلا

متفرقات - Monday 18 July 2022 الساعة 08:03 am
المكلا، نيوزيمن، خاص:

(ماشي كما حضرموت)، هكذا غرد مرتادو موسم البلدة المعروف إقامته في نفس هذا الوقت من كل عام في سواحل المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وسط أجواء باردة وأهازيج وطقوس حضرمية خاصة.

وبدأ نجم موسم البلدة يسطع حتى من قبل يوم إطلاقه أول من أمس، في المكلا، حيث قال مغردون إن البحر أبرد من الثلج بساحل الشقين وممتع جداً.

فيما يقول أبناء حضرموت، إن الاغتسال في المياه الباردة في موسم البلدة، يساعد على علاج العديد من الأمراض الجلدية.

ويشهد موسم البلدة قبولاً زخماً، ازدحم على إثره كل شبر من البحر، وسط فرحة واسعة وطقوس خاصة، حيث برع الشباب بمجسمات في غاية الدقة والروعة قاموا بصناعتها من الرمال.

وقال الناشط الحضرمي عمر الكسادي، إن الاغتسال في البحر في موسم البلدة هي عادة قديمة جداً في الحامي ولها طقوس جميلة ونظام متوارث بين الأجيال. 

وأشار أن للاغتسال في البحر العربي الذي يكون في أشد درجات البرودة طقوسا خاصة وأهازيج خاصة بكل فئة، فالنساء لهن أهازيج والرجال لهم أهازيج، والأولاد كذلك لهم أهازيجهم الخاصة بهم.

وكتب الصحفي السياسي نبيل الصوفي، قبل عام، اكتشفت نفس الظاهرة في باب المندب. قال لي شيخ المكان وأنا بضيافته، مستغرباً: بذا الصيف الحار بحرنا بارد ثلج، فذكرت بلدة حضرموت، وقلت له: نفس بلدة حضرموت، وهو ما قد سمع بذي البلدة فرد عليّ: بردة بردة مش بلدة.

وأضاف، وقلت يومها لقيادة المقاومة الوطنية: أمامكم مهرجان بلدة في باب المندب، يمكن أن يكون مهرجان إحياء للباب، ودعوة مجتمعنا "الجبلي" للتبرد في مياه بحر الصيف القائض.

من جانبه قال الإعلامي يوسف العقيلي، بدأ اليوم أول أيام البلدة في مدينة المكلا، يستغرب البعض هذه الظاهرة التي تتكرر في نفس الموعد من كل عام لم يصدر أي تفسير رسمي لهذه الظاهرة من قبل جهة متخصصة، حيث وهذه الظاهرة تجعل البحر في شواطئ المكلا يتحول إلى بارد رغم ارتفاع الحرارة في المنطقة، وتستمر هذه الظاهرة لمدة عشرين يوما من كل عام وخصوصا في شهر يوليو بالتحديد يقول بعض الخبراء إن هناك كتلة ثلجية تأتي من القطب الجنوبي المتجمد وتتحرك في البحر حتى تستقر بشواطئ مدينة المكلا.

وأضاف، الغريب في الأمر هو تكرارها في كل عام وفي نفس الموعد وتستمر نفس المدة العشرين يوما لا تزيد ولا تنقص.. وحتى الحظة لا يوجد اي تفسير مقنع او منطقي لهذه الظاهرة التي تجعل من مدينة المكلا مقصدا للسياحة الداخلية في هذه الأيام.

فيما تُعتبر المياه الباردة جزءاً لا يتجزأ من الطب الشعبي البديل بالنسبة لكثير من الناس على مستوى العالم، فهي تستخدم أحياناً لغرض العلاج من بعض الأمراض لا سيّما الجلديّة. ومع ذلك، لا يوجد تفسير علمي واضح لفوائد الاغتسال فيها حتَّى الآن.

الأستاذ محمد الفضلي، وهو من أبناء المدينة القدماء، شرح سرّ هذه التغيرات التي تتأثر بها سواحل المكلا سنوياً. وقال: "ترتكز درجة برودة مياه البحر على كل أجزاء سواحل محافظة حضرموت؛ بسبب دفع الرياح الموسمية بالأمواج العنيفة القوية. يؤدَّي ذلك إلى الدفع بالمياه الباردة الكامنة في أعماق المحيط إلى السواحل بالمحافظة"، حسب مركز سوث24.

وأضاف: "لولا الرياح الشمالية الشديدة، لما كان البحر بارداً على السواحل، وقد لوحظ أنّه إذا توقفت الرياح التي تدفع بالأمواج العاتية إلى الساحل، فإنَّ البرودة تتراجع في بعض أيام موسم البلدة، وكلما استمرت الرياح كانت البرودة شديدة".

وتصل درجات البرودة في سواحل المكلا، خلال موسم البلدة، إلى نحو 12 درجة مئوية، ويعتبر البعض هذا الأمر غير اعتيادي وفيه خصائص علاجية لا يمكن الاستفادة منها باقي العام، حسب مختصين.