قطع الـ4G عن صعدة.. مخاوف الحوثي تحاصره في وكره

تقارير - Thursday 13 October 2022 الساعة 11:00 am
صعدة، نيوزيمن، خاص:

منذ أكثر من أسبوع، تواصل جماعة الحوثي قطع خدمة الاتصالات الـ4G عن محافظة صعدة بعد أقل من شهر على تدشين الخدمة في المحافظة من قبل شركة "يمن موبايل" الخاضعة لسيطرة الجماعة.

حيث تفاجأ المستخدمون في مدينة صعدة الثلاثاء قبل الماضي، بوقف خدمة الـ4G عن هواتفهم من قبل الشركة وعودتها إلى خدمة البيانات بسرعة الـ3G  والـ1x، بعد 20 يوماً فقط من إعلانها تدشين الخدمة.

وفي حين لم تقدم الشركة أي توضيح حول أسباب توقف الخدمة، أكدت مصادر محلية ونشطاء بأن إيقاف الخدمة جاء بأوامر من قبل المشرف على المحافظة المدعو/ أبوعبدالله الحمران، وكان لافتاً الاعتراض الواسع من قبل نشطاء موالين لجماعة الحوثي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسخر البعض منهم من التبريرات التي قدمت لقطع الخدمة عن صعدة ومنها منع إفساد المجتمع وانحراف الشباب والفتيات واعتبروا ذلك إساءة مباشرة لباقي المحافظات التي تعمل فيها الخدمة، متسائلين عن سبب السماح بتدشين الخدمة من الأساس.

في حين أشار بعض النشطاء في حديثهم إلى أن قيادات حوثية تبرر ذلك بالمخاوف الأمنية من أن يسهل انتشار الخدمة في رصد وتتبع عناصر وقيادات الجماعة في المحافظة والتي تعد المعقل الرئيس لها في اليمن.

وفي مقابل ذلك، شكك متابعون في صحة هذه التبريرات، معتبرين أن إثارة القضية من قبل نشطاء موالين لجماعة الحوثي يعكس أن القضية انعكاس لصراع بين قيادات حوثية، وأن القرار لم يكن صادراً عن رأس الجماعة وهو ما يمنع مناقشته وطرحه من قبل عناصر الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبعيداً عن ذلك فإن الحادثة تعيد تسليط الضوء على الوضع الخاص الذي تعيشه صعدة وأبناؤها منذ سيطرة جماعة الحوثي عليها مستغلة حركة الاحتجاجات التي شهدتها اليمن عام 2011م، لتفرض سيطرتها على المحافظة وتحولها إلى ما أشبه بسجن محكم الإغلاق وشديد الرقابة.

فمنذ اللحظات الأولى لسيطرتها على المحافظة عام 2011م وحتى اليوم، والمحافظة تعيش وضعاً خاصاً، حيث يعد الدخول إليها وزيارتها أمراً صعباً على اليمنيين ويتطلب تنسيقاً أمنياً مع قيادات ومشرفين، أما التنقل داخل المحافظة فلا يقل صعوبة عن ذلك ويظل تحت المراقبة الشديدة.

كما أن المحافظة من أولى المناطق التي فرضت فيها جماعة الحوثي منذ ما قبل 2014م تطبيق قوانينها الخاصة وفكرها المتطرف والإرهابي على المجتمع بقوة السلاح فحفلات الغناء وكل ما له علاقة بالفن بات من المحرمات، إما المرأة فهي الأكثر تضرراً ويكاد وجودها في الحركة اليومية يختفي جراء القيود المفروضة عليها.

قيود وإغلاق وحصار شديد تتعرض له صعدة من قبل جماعة الحوثي يعكس حجم المخاوف التي تعتريها من المجتمع وحقيقة رفض غالبية أبناء صعدة لمشروع الحوثي والذي تجلى بوقوفهم ووقوف قبائل المحافظة في صف الدولة عام 2004م لمواجهة الجماعة خلال الحروب الستة.