300 طن يومياً.. صادرات الذهب الأحمر تنعش آمال مزارعي المخا والساحل

المخا تهامة - Friday 31 March 2023 الساعة 12:18 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

في حقول الرمة الزراعية الواقعة شرق مديرية المخا، لم تكن هذه الابتسامة قبل سنوات ترافق شفاه المزارع سليم المرادي، عندما كان يعيش حياة التهجير والنزوح، لكنه اليوم بعد عودته إلى ممارسة مهنة زراعة البصل يستقبل صباحه بفرحة تعبر عن الرضا للحياة الجديدة التي يعيشها.

الكميات التي حصدها من حقله هذا جاءت بعد أشهر من العمل والتعب حتى بدأت حقوله المترعة بحبات البصل جاهزة اليوم لبيعها، وذلك ما يفسر السر الذي يقف خلف تلك الابتسامة البارزة. 

يقول المرادي لنيوزيمن، إن عودته مع أصدقائه المزارعين إلى حقولهم كانت نتاج جهود كبيرة بذلتها الفرق الهندسية لنزع الألغام التي قامت مليشيا الحوثي بزراعتها بكثرة قبل طردها، وهو ما أتاح للمزارعين العودة بأمان بعدما أدركوا أن خطوتهم القادمة لن تكون الأخيرة في حياتهم. 

يضيف. إن الزراعة كانت واحدة من أهم القطاعات الإيرادية في أودية الساحل الغربي لقرون، كما كانت المصدر الرئيسي للأمن الغذائي لآلاف الأسر على مدى أجيال، ومع ذلك خلقت حرب مليشيا الحوثي تأثيرات سلبية على هذا القطاع، وأجبرت العديد من المزارعين التخلي عن أراضيهم، وترك محاصيلهم وراءهم.

وبالنسبة إلى المزارع سيف عبدالله، فإنه يؤكد أن أودية الساحل الغربي الخصبة، كانت إحدى هذه المناطق التي عانت بشدة، حيث كانت زراعة البصل تجارة مزدهرة لسنوات، قبل أن يصيبها الدمار بسبب الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي، والتي أجبرت المزارعين على التوقف عن الزراعة، والتسبب لهم بخسائر اقتصادية كبيرة.

عودة رغم المخاطر

من آثر العودة منهم غير مدرك لمخاطر الألغام، كان صيدا سهلا لأدوات الموت الحوثية التي زرعتها بكثافة، وكثير منهم كانوا يجهلون المخاطر التي أصبحت عليها حينها حقولهم، كما هي حالة المزارع يوسف الذي فقد قدمه في انفجار لغم أرضي وخسر 6 من أشقائه.

يقول يوسف إنه عاد بعد تحرير القوات المشتركة وادي الرمة لزراعة حقله، لكنه سلك مع 6 من أشقائه طريقا غير مدرك أن الحوثيين قاموا بزراعتها بالألغام عوضا عن الحبوب والفواكه.

يضيف. كانت لتلك الحادثة المحزنة مأساة كبيرة، توفي 6 من أشقائي، بعد أن داس أحدهم على لغم مضاد للأفراد، وكنت أنا الناجي الوحيد من تلك الكارثة.

فقد يوسف قدميه وتعرض لإصابات فادحة تركته طريحا في إحدى غرف مستشفيات عدن لأشهر في انتظار استعادة عافيته.

لم يكن يوسف وأشقاؤه الوحيدين الذين سقطوا نتيجة الألغام وإنما العشرات من المزارعين، كما يتذكر المزارع سيف أسماء أصدقائه ممن التهمت ادوات الموت أرواحهم.

لكن اليوم تعود مزارع وأدوية الساحل الغربي إلى وضعها قبل سنوات بفضل جهود أولئك الذين عملوا على إزالة الألغام الأرضية، حيث تشهد المنطقة انتعاشًا في زراعة البصل، مما يمنح السكان إحساسا متجددا بالأمن والأمل في المستقبل.

يتجلى صمود السكان في تصميمهم على التغلب على الظروف الماضية، على الرغم من التحديات التي أحدثتها حرب الحوثيين.

صادرات البصل

مع الإمكانات الهائلة لزراعة وتصدير المنتجات الزراعية، فإن القطاع الزراعي لديه القدرة على أن يصبح محركًا مهمًا للنمو الاقتصادي للمنطقة ويسهم بشكل أكبر في مكافحة الفقر في البلاد.

 بفضل جهود أولئك الذين عملوا بلا كلل لإزالة الألغام الأرضية، تشهد المنطقة انتعاشًا في زراعة البصل، مما يمنح السكان إحساسا متجددا بالأمن والأمل في المستقبل.

وتجلب عودة الزراعة أملا جديدا ووعدا لسكان الساحل الغربي، بتزايد كميات البصل، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 300 طن يوميا، فيما تتضاعف الكميات سنويا مع دخول حقول جديدة للزراعة.

ويتم تصدير الغالبية من البصل إلى الخارج، فيما يتم تسويق الكميات الأخرى إلى الأسواق المحلية.