خبراء يُقللون من فرصة تحقيق السلام في اليمن بمعزل عن الاقتصاد

إقتصاد - Sunday 16 April 2023 الساعة 11:50 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

قلل خبراء محليون ودوليون من فرصة صناعة السلام في اليمن، والتي تناقش مجرياتها حالياً في صنعاء، مؤكدين أن اليمن بحاجة إلى خطط إعادة الإعمار ومسارات للمصالحة والانتعاش الاقتصادي لتحقيق السلام.

وغادر صنعاء وفد سعودي وآخر من عمان، أول من أمس، بعد إجراء محادثات بشأن إنهاء الصراع. وبدأت، الجمعة، عملية تستغرق ثلاثة أيام لتبادل حوالى 900 سجين.

ويشك هشام العميسي، محلل النزاعات وكبير مستشاري اليمن في المعهد الأوروبي للسلام ومقره بروكسل، في أن محادثات السلام الحصرية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين يمكن أن تؤدي إلى سلام ملموس.

وقال: "يوجد في اليمن 21 محافظة بها 333 مديرية، لكل منها مشكلاتها الفريدة، وبدون الشمولية، وبدون نهج من القاعدة إلى القمة في اليمن، فإن أي عملية سلام لن تكون مستدامة".

وقال العميسي، إن اليمن بحاجة إلى خطط إعادة الإعمار ومسارات للمصالحة والانتعاش الاقتصادي لتحقيق السلام، "وبدون كل ذلك، وبدون إجراءات بناء الثقة أيضاً، فإننا لا نسيطر على محادثات السلام الحالية".

في المقابل يحذر دبلوماسيون من بعض المحاذير الرئيسية لهذه اللحظة من "التقدم الحقيقي"، حيث لم يشارك المجلس الرئاسي اليمني، الحكومة المعترف بها دولياً، في المفاوضات، ولم تشارك الأطراف المتحاربة الأخرى في النزاع، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي. 

كما تظهر الصور من المحادثات، لم يتم تضمين أي نساء أو مجموعات مهمشة أخرى في المناقشات على الإطلاق.

ويرون أن الصفقة لا تعالج الاستثمارات الهائلة التي قد تتطلبها لإعادة بناء اقتصاد اليمن المنهك تقريباً أو مساعدة المدنيين المصابين بصدمات نفسية والذين أنهكتهم الحرب على التعافي من الصراع على المدى الطويل.

يقول سكوت بول، كبير مديري السياسات الإنسانية في منظمة أوكسفام أمريكا، إن الاتفاق يمكن أن يجلب إغاثة فورية لسكان اليمن الأكثر ضعفاً ويساعد في تحديد الحجم المناسب للاقتصاد الذي مزقته الحرب، لكن السلام المستدام لا يزال بعيد المنال.

ويرى بول، أن مفاوضات السلام الحالية واعدة، لأن لديها القدرة على معالجة بعض الدوافع الرئيسية للانهيار الاقتصادي في اليمن. 

وأضاف: "لكن هذه الجولة من المحادثات لن تحقق سلاماً مستداماً، وللقيام بذلك، يجب على الأحزاب والوسطاء وضع الأساس لعملية سياسية شاملة بقيادة يمنية تشمل أصوات وأولويات النساء والشباب والفئات المهمشة الأخرى".

وقال سكوت بول، إن الصفقة لا تعالج الاستثمارات الهائلة التي قد تتطلبها لإعادة بناء اقتصاد اليمن المنهك تقريباً أو مساعدة المدنيين المصابين بصدمات نفسية والذين أنهكتهم الحرب على التعافي من الصراع على المدى الطويل.

لكن الخبير في الشؤون اليمنية بدر القحطاني، يرى أن اليمن والخليج على حد سواء سيستفيدان من اتفاق السلام.

وقال القحطاني: "اليمن دولة مجاورة لدول الخليج التي تمتلك اقتصادات ضخمة وتدرك تماماً حقيقة أنها لا تستطيع النمو في ظل وجود دولة غير مستقرة لجار".

وأضاف: "يمكن لليمن أن يستفيد من الامتيازات الاقتصادية للنظام الخليجي، مما يجعل السلام ليس فقط اتفاقاً سياسياً ولكن أيضاً خطوة من شأنها أن تساعد اليمن على الابتعاد عن الوضع الصعب نحو وضع أفضل".