الحوثي يشرعن نهب المقابر في إب

الحوثي تحت المجهر - Monday 17 April 2023 الساعة 02:38 pm
إب، نيوزيمن، خاص:

رفعت مليشيا الحوثي – ذراع إيران في اليمن، وتيرة عمليات البسط والاستيلاء على  أراضي المواطنين والدولة في محافظة إب، الخاضعة لسيطرتها، وسط اليمن، لتصل إلى مقابر الموتى التي تعرضت للاعتداءات والمصادرة، في سابقة هي الأولى من نوعها.

وسجلت مديريات المحافظة، الواقعة على بعد 192 كيلومتراً جنوب صنعاء؛ حوادث متكررة لاعتداءات على مقابر وأراضي الأوقاف على يد قيادات وعصابات تابعة للميليشيات الحوثية، تمهيداً لبيعها بملايين الريالات.

آخر تلك الاعتداءات، قيام عناصر مسلحة تتبع قياديا حوثيا بهدم سور مقبرة "السارة" في مديرية العدين، وسط ذهول المواطنين الذين أبلغوا الأجهزة الأمنية بالاعتداء. إلا أن القوات الأمنية المختطفة من قبل الميليشيات لم تحرك ساكناً لمنع عملية الاعتداء على المقبرة بهدف شق طريق إلى منزله.

كما شهدت ذات المديرية اعتداءً حوثيا مماثلا على "مقبرة المقابرة" بمنطقة ممسى ذعتام، حيث تم البسط على أجزاء من المقبرة لصالح نافذين في الجماعة.

المقابر هدف للبسط

وتركزت عمليات النهب الحوثية مؤخراً على المقابر وأراضي الأوقاف، لتفادي أي اشتباكات مع ملاك الأراضي، كما حدث في بعض المساحات التي حاولت قيادات ونافذون حوثيون نهبها بالقوة في بعض مديريات المحافظة.

مقبرة "الشعابي" في الظهيرات بمزارع بيوت العدن في مديرية ريف إب بمدينة إب، هي الأخرى تعرضت لعملية بسط بالقوة من قبل قيادات حوثية في ظل ممانعة مجتمعية للاعتداء على المقبرة. وقالت مصادر محلية إن الأهالي حاولوا منع المعتدين غير أنهم لم يستطيعوا نتيجة استقدام القيادات الحوثية لعشرات المسلحين لحماية عملية الاعتداء.

كما تعرضت مقبرة الجوز في مديرية حزم العدين شرق إب، للاعتداء من قبل عصابة مسلحة موالية لميليشيا الحوثي متخصصة في نهب أراضي الأوقاف. وتم البسط على أجزاء منها.

ووفقا لمصادر في مكتب الأوقاف بمحافظة إب، فإن المكتب قام بتوثيق أكثر من 8 حالات بسط على أراض تتبع وقفا للمقابر في مختلف مناطق مديرية العدين، مشيرة إلى أن أغلب أراضي المقابر غير مسورة وتصبح عرضة لمحاولات البسط من قبل نافذين واستغلالها لأغراض سكنية أو تجارية.  

نهب منظم 

الاعتداءات على المقابر تأتي ضمن عمليات مصادرة ونهب تقوم بها الميليشيات الحوثية وقياداتها بحق أراضي الأوقاف وممتلكات خاصة وعامة، وتحت حماية الأجهزة الأمنية وفرع مكتب هيئة الأوقاف، الخاضع لسيطرتهم.

وقالت مصادر محلية، إن قياديا حوثيا شرع بنهب أراض تابعة للأوقاف في منطقة "القرامعة" بمديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب، مستخدما نفوذه وعشرات العناصر الحوثية، موضحة أن مواطنين اعترضوا على عملية البسط إلا أن القيادي الحوثي استعان بعناصر مسلحة من إدارة أمن مديرية جبلة لحمايته في عملية البسط وأطلق الرصاص وطارد من يعترضونه.

كما شهدت أراض تابعة للأوقاف في منطقة المحمول جنوب مدينة إب، وأخرى بمديرية المخادر شمال محافظة إب، عمليات نهب مماثلة نفذتها قيادات حوثية وأخرى موالية لهم ضمن توزيع الغنائم وممتلكات الأوقاف.

وتشرف ما تسمى "اللجنة العدلية" التي يقودها القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي، عمليات نهب الأراضي لصالح جماعته. حيث زار القيادي قبل أشهر إب والتقى الكثير من ناهبي الأراضي الموالين له تحت مسمى "الأعيان".

وقالت مصادر في مصلحة أراضي وعقارات الدولة ومكتب وزارة الأوقاف في إب: إن القيادي محمد علي الحوثي وأثناء زيارته الأخيرة لمحافظة إب، أخذ قائمة بأسماء ناهبي الأراضي الموالين لجماعته والذين تم الإبلاغ عنهم من قبل المواطنين ومصلحة الأراضي ومكتب الأوقاف، وتم عقد لقاء معهم لشرعنة أعمال العصابات وتمكينها من المساحات التي تم نهبها. واستغربت أن يتم منح هذه القيادات المتهمة بنهب الأراضي صفة الأعيان والشخصيات الاجتماعية والقبلية.

وأكدت المصادر أن خفايا لقاءات محمد الحوثي في إب برزت مؤخرا من خلال تكثيف عمليات نهب أراضي الأوقاف وصولاً إلى المقابر التي بدأت بالتعرض لعمليات مصادرة وبسط من قبل قيادات شاركت في اللقاءات أدارها القيادي الحوثي قبل أشهر. 

وقالت المصادر إن محمد علي الحوثي وعبر لجنته المسماة «اللجنة العدلية» تشرف على إدارة النزاعات الخاصة بالعقارات والأموال ونهبها لصالحهم. حيث تم البسط على الكثير من المساحات في إب بتوجيهات من هذه اللجنة الحوثية.

مؤشر خطير.. وقضاء حوثي

وأكد نشطاء وتقارير حقوقية في إب تنامي نهب الأراضي منذ اجتياح ذراع إيران في 2015؛ وتوسعت عمليات السطو والمصادرة، وازدادت جرائم القتل بسببها. وأبرزت الاحصائيات الأمنية التي تؤكد ارتفاع الضحايا المدنيين أثناء وقف عمليات البسط على أراضيهم من قبل جهات حوثية ونافذين موالين لهم.

وأشاروا إلى أن سيطرة الحوثيين على الأجهزة الأمنية والقضائية مكنتها من تجريف واسع لأراض عامة وخاصة. بينها شوارع وحدائق عامة وساحات مدارس وأراضي أوقاف وصولاً إلى المقابر، موضحين أن ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات في محافظة إب دفع بالقيادات الحوثية إلى سباق محموم على البسط والنهب لبيعها بأسعار مرتفعة جدا.

وتعدّ أراضي محافظة إب من أغلى الأراضي اليمنية؛ كون أبناء هذه المحافظة مغتربين في الخليج والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يفسر تنافس القيادات الحوثية على نهبها والسيطرة عليها. وتصاعد التنافس بين القيادات الحوثية على نهبها خلال الأشهر الماضية، وهو ما دفع بقيادات حوثية بارزة للخروج من صنعاء وزيارتها للمشاركة والإشراف على الاستحواذ على أكبر المساحات وبيعها بمبالغ طائلة.

الكثير من المواطنين ممن تعرضوا لنهب أراضيهم بقوة السلاح من قبل نافذين حوثيين يرفضون اللجوء إلى المحاكم لاسترداد حقهم المسلوب، حيث تقوم المحاكم بإحالتهم إلى «اللجنة العدلية» الحوثية، التي تقوم بدورها بوضح حلول قمعية باستقطاع أجزاء من الأراضي المنهوبة أو إجبارهم على البيع من أجل تقاسم الأموال.