الغلاء يعدم فرحة الأضحية في مناطق ذراع إيران

الحوثي تحت المجهر - Friday 30 June 2023 الساعة 05:28 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أصبحت الأضاحي من الأمور غير الضرورية لغالبية السكان في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، إذ تخلى المواطنون عن شراء الأضاحي، بعدما أصبح الوصول إلى رغيف الخبز أولوية في ظل الوضع المتردي الذي أفرزته ذراع إيران في اليمن.

وبحسب نشرة السوق والتجارة في اليمن، الصادرة عن منظمة الفاو في 18 مايو 2023، فإن أسعار الثروة الحيوانية أعلى بنسبة 6 في المائة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي و21 في المائة في مناطق الحكومة الشرعية من مستوياتها في العام الماضي، مما يؤكد عزوف المواطنين عن أكل اللحوم.

لكن المواطنون يؤكدون لـ"نيوزيمن" أن أسعار الأضاحي من الماعز والخرفان ارتفعت بنسبة 100 بالمائة، وبلغت ذروتها قبل عطلة عيد الأضحى، مما اضطروا إلى التخلي عن شراء الأضاحي هذه السنة، بسبب ارتفاع أسعارها وعدم قدرتهم على الشراء.

تأتي مناسبة عيد الأضحى المبارك للسنة الثمانية وصنعاء والمحافظات الشمالية، لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، ومعها كل تداعياتها، الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وحتى الثقافية، مع انعدام الدخل وتوقف الرواتب، وغلاء المعيشة الذي أفرزته الميليشيا الحوثية، بتضييق سبل العيش، وتوسيع الأوعية الجبائية.

وتؤكد الدراسات والمسوحات التحليلية، أن غالبية الأسر في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، قاطعت اللحوم والجبن والحلويات بالكامل تقريباً من وجباتها الغذائية لتوفير تكاليف الطعام، فيما أكد البعض أنهم يعيشون بالتقشف، وأسرهم تحولت إلى تقاسم وجبتين فقط في اليوم.

يقول مواطنون في مديرية خدير، شرق جنوب محافظة تعز، إنهم لم يستعطوا شراء أضحية العيد هذا العام، مؤكدين أن دخلهم لم يكف حتى لشراء ماعز بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي.

وقال أحد المواطنين: "أنا موظف في القطاع الخاص لم أستطع شراء الأضحية، فكيف بشريحة الفقراء فهي لن تستطيع شراء حتى كيلو من اللحم".  

وشهدت أسعار الأضاحي في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي ارتفاعا غير مسبوق يفوق قدرة المواطنين الشرائية، جراء ارتفاع تكاليف النقل، والرسوم غير القانونية في نقاط التفتيش على كل رأس من الماشية، ما فاقم من معاناة المواطنين وراحتهم بهذه المناسبة الدينية. 

وتفاوت سعر الأضحية في أغلب الأسواق في مديريات محافظة تعز الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي بين 100 و140 ألف ريال للخروف الواحد، بينما وصل سعر "الثور" في بعض المناطق إلى مليون ونصف المليون ريال.

وكانت ميليشيا الحوثي قد فرضت مبالغ لا تقل عن خمسة آلاف ريال على كل ماشية في النقاط والأسواق، تحت مسمى رسوم "مسالخ" وتؤخذ في النقاط وليس في المسالخ التي تحمل مسمى الرسوم المفروضة.

 في المقابل أكد أحد تجار الماشية تراجع الإقبال على شراء الأضاحي إلى مستويات قياسية في أسواق بيع الماشية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ما تسبب بركود غير مسبوق.