الوحدات الصحية.. ملاذ وحيد لتخفيف أوجاع المرضى بريف الحديدة

المخا تهامة - Monday 17 July 2023 الساعة 09:29 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

تمثل الوحدات الصحية في القرى الريفية المحررة بالحديدة، غربي اليمن، ملاذاً وحيداً لأهالي المناطق المحررة بالمحافظة من أجل تلقي الرعاية الصحية والعلاج.

تواجد هذه المنشآت الصحية البسيطة، ساهم كثيراً في التخفيف من معاناة الناس والمرضى، إلى جانب تخفيفه على الأسر تكاليف نقل مرضاهم إلى المستشفيات الرئيسية في مراكز المدن للحصول على العلاجات المتكاملة والتطعيمات اللازمة للأطفال.

عشرات الأمهات مع أطفالهن يزرن الوحدة الصحية في قرية محل الرَبيع شمال غربي مدينة حيس، للحصول على الرعاية اللازمة والخدمات الطبية والعلاجية التي يقدمها هذا المرفق الحكومي وفقاً للإمكانيات المتاحة. إلا ان هذا المرفق يفتقر لأبسط الاحتياجات والمعدات الطبية مثل الأدوية وجهاز الفحص وغيره من الأجهزة والمستلزمات الصحية التي تعد كأبسط الأشياء التي يجب على المعنيين توفيرها للأهالي.

الاُم، بدور محمد، أسبوعياً تقطع مسافة هي وطفلتها من قريتها مشياً على الأقدام، لأجل تلقي الرعاية الصحية وتحصين طفلتها، قالت لـ"نيوزيمن": آتي من أجل تحصين طفلتي، للوحدة الصحية في قرية محل الربيع في حيس، في هذا المركز تتلقى طفلتي العلاجات والتغذية كونها إحدى المصابات بمرض سوء التغذية. وأشارت إلى أن الأهالي يقومون بإسعاف أطفالهم عندما يمرضون إلى هذه الوحدة، كونها قريبة على قريتنا، وتخفف علينا تكاليف المواصلات والطريق إلى مستشفى حيس الريفي الحكومي. 

من جانبها أوضحت زهور حسن، إحدى المستفيدات من الوحدة الصحية بمحل الربيع، نستفيد من هذا المركز رعاية الحوامل والأمهات المرضعات كتغذية الأمهات والحوامل، والصحة الإنجابية، وتحصين الكزاز للأمهات الحوامل، وتغذية الأطفال والمصابين بسوء التغذية.

مؤكدةً أن وجود هذه الوحدة الصحية في قريتها خفف الكثير عليهم من وعورة الطريق والمتاعب إلى مستشفى المدينة، خصوصاً وأنهم في قرية ريفية نائية وهذا المركز يقدم خدمات وفق ما هو موجود لديهم. 

وتطرقت زهور، إلى أن المواطنين بحاجة إلى تزويد هذه الوحدة بمعدات طبية وأدوية حتى تقدم خدماتها على أكمل وجه وتقديم كافة الرعاية للمواطنين.

رغم عدم توافر الإمكانات إلا أن الوحدة الصحية والعاملين الصحيين يبذلون جهوداً إنسانيةً ويقدمون خدمات ملموسة للأهالي خصوصاً الأمهات والأطفال. وتؤدي هذه الوحدة عملها الصحي في ظرف ومكان استثنائي أيضاً نتيجة الاستهداف الحوثي ونظراً للمخاطر التي تحدق بقرية محل الربيع القريبة من خطوط المواجهات، وتباشر عملها في قرية بيت مغاري.

يقول مدير الوحدة الصحية بمحل الربيع الدكتور حسن سفيان، لـ"نيوزيمن": إنه يستقبل يومياً حوالى 70 طفلاً وأماً مترددين للتحصين والتغذية لأطفالهم. مضيفا: إن القرى المستفيدة من هذه الوحدة هي قرى (محل الربيع، بيت مغاري، الخُضيري، بيت بيش، الكمب الغربي والشرقي) فضلاً عن الأسر النازحة التي تعيش في تلك القرى وتستفيد من الخدمات التي نقدمها لهم وفق المتاح.

ولفت سفيان، إلى أن الوازع الديني والإنساني هو من أجبره لتخصيص شقة مستقلة من منزله الكائن بقرية بيت مغاري، وفتح المركز الصحي فيها حتى لا يحرم المواطنون من الخدمات والرعاية الصحية، مشيراً إلى أن الوحدة الصحية تعمل في بيت مغاري عندما كانت القرية خط نار وتعمل في تلك القرية ما قبل تحرير قرية محل الربيع منذ خمس سنوات. 

متمنياً من الجهات المعنية، ممثلة بوزارة الصحة ومكتب الصحة بالمحافظة والمديرية والمنظمات الإنسانية، دعم الوحدة الصحية بالعلاجات والمعدات الطبية والمتطوعين الذين يعملون من أجل تقديم الخدمات للمواطنين.

بدورها قالت العاملة الصحية سعده سليمان لـ"نيوزيمن": كنا نعمل في قرية محل الربيع سابقاً قبل الحرب، وبسبب الحصار الحوثي والاستهداف والظروف الحاصلة الآن، نباشر عملنا بشكل مؤقت من قرية بيت مغاري، مضيفة: "لنا عام متكامل نعمل بدون أي داعم، ونرجو من الجهات الحكومية الاهتمام بنا وتوفير كافة الاحتياجات حتى نقدم كل الخدمات للمواطنين والنازحين".

في المراكز الصحية بالمناطق الريفية بالحديدة يقوم الكادر الصحي بعمله، قبل أن يكون خدمة للوظيفة فهو واجب إنساني للوظيفة التي تقلدوها على عاتقهم، لذا يجب على المعنيين، دعم المرافق الصحية والاهتمام بالمتطوعين الذين يؤدون رسالة الصحة بشكل إنسانيٍ دؤوب وفي أحلك الظروف.