مقتل وإصابة 22 ألف مدني.. حصار تعز يضاعف فاتورة الضحايا

الجبهات - Tuesday 18 July 2023 الساعة 09:53 am
تعز، نيوزيمن:

تعز، مدينة محاصرة، يقطنها 4 ملايين إنسان، فُرض عليها حصار محكم من قبل المليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن، وحُرم أبناؤها من المياه والكهرباء وبقية الخدمات الإنسانية على مدى 8 سنوات.

أطفال هذه المدينة ونساؤها خصوصاً في مناطق التماس أصبحوا أهدافاً لرصاصات القنص وقذائف الهاون التي تطلقها الميليشيات لاستهداف أي تحركات بشرية في الأحياء المجاورة لمواقعها.

يعجز الأطفال والنساء عن الخروج والذهاب من أجل الحصول على شربة ماء خوفاً من القتل الممنهج الذي يتعرضون له أثناء مرورهم في الشوارع وقرب منازلهم. علاوة على ذلك تستمر الميليشيات الحوثية في قصف منازلهم وتدمير ممتلكاتهم وكل المؤسسات الحكومية والأهلية، ناهيكم عن استمرار زرع الألغام وكل أدوات الموت".

وتحت عنوان "تعز أطول حصار في التاريخ.. 8 أعوام من الحصار والقتل الممنهج"، لخص مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، ومقره مدينة تعز، ما يجري في محافظة تعز من جرائم طالت المدنيين في هذه المحافظة المحاصرة من قبل ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن.

أكثر من 22 ألف قتيل وجريح سقطوا جراء الانتهاكات الحوثية خلال الفترة الممتدة من 21 مارس 2015 وحتى 30 يونيو 2023. جرائم لا تزال مستمرة حتى اليوم في ظل صمت مريب من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

على مدى سنوات الحصار، رفضت الميليشيات الحوثية تنفيذ بنود الاتفاقات الأممية بشأن فتح الطرقات وإنهاء أعمال القصف والاستهداف التي تطال المدنيين في تعز. 

تفنيد الجرائم

ووفق تقرير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، تسببت الميليشيات الحوثية في مقتل 4105 مدنيين وإصابة 17948 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال الفترة المذكورة. من بين القتلى 878 طفلاً و464 امرأة ومن بين الإصابات 2132 طفلاً و2660 امرأة.

وأوضح التقرير أن عشرات الآلاف من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي حصدت حياة نحو 779 مدنياً بينهم 38 طفلاً و23 امرأة، وأصيب إثرها 1296 مدنياً بينهم 71 طفلاً و30 امرأة. في حين بلغت حالات الاختطاف 496 حالة لمدنيين و175 حالة إخفاء قسري، و897 حالة احتجاز تعسفي، و102 حالة تعذيب، و97 حالة اعتداء على مدنيين، و78 انتهاكا لحرية الرأي والتعبير.

الاستهداف الحوثي طال الممتلكات العامة في المدينة، حيث سجل التقرير 614 حالة انتهاك ضد الممتلكات بينها تفجير 11 مبنى، وتدمير 87 مبنى ومنشأة عامة ولحق الضرر كليا بـ62 منشأة ومبنى، وجزئيا 379 أخرى واقتحام ونهب 29 ممتلكا عاما.

ولفت التقرير إلى أن إجمالي الممتلكات الخاصة التي طالها الانتهاك بلغت نحو 3387 ممتلكا تم تفجير 169 منزلا وتدمير 208 منازل ومنشآت خاصة ولحق الضرر كليا بـ323 منشأة ومنزلا، وجزئيا بـ1941 أخرى وتم اقتحام ونهب نحو 48 منزلا ومنشأة.

وأكد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، أن حصار المليشيات الحوثية المطبق على مدينة تعز يعد أطول حصار في التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن المليشيا تعمد بهذا الحصار وممارسة القتل اليومي إلى استمرار منهجها نحو إبادة المدينة، وارتكاب أشنع جريمة على وجه التاريخ بشكل عنصري ضد أبناء المحافظة الأكثر سلمية ونضالاً.

وصمة عار

من جانبه أكد مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني "متين"، أن الحصار الحوثي على تعز والممتد لأكثر من 3000 يوم جاء بمباركة دولية وتواطؤ واضح، ويفضح كل دعاوى السلام الأممية المزعومة.

واعتبر بيان المجلس أن حصار تعز أصبح وصمة عار في حق الأمم المتحدة وكل الدول الراعية للسلام في المشهد اليمني، موضحين أن الهدنة الأممية الأخيرة الممتدة من 2 أبريل وحتى أكتوبر من العام 2022 قدمت للحوثي الكثير من فتح ميناء الحديدة لدخول النفط والغاز الإيراني وغيرها من الأشياء والبضائع دون قيود تذكر، وكذا فتح مطار صنعاء الدولي مع زيادة متتالية ومتنوعة للرحلات الجوية من وإلى صنعاء وبدون مقابل. 

وأوضح أن كل المدنيين في المناطق اليمنية المحاصرة في مقدمتهم أبناء تعز لم يستفيدوا من الهدنة الأممية المزعومة رغم الوعود الأممية بفتح طرقات تعز وفك حصارها.  

ووفق البيان: "تحت ذريعة الهدنة الانسانية في اليمن تعهدت الدول الراعية للسلام والمبعوثان الأممي والأمريكي بفتح طرقات تعز وفك حصارها ولكنهم منحوا (المجرم) من يحاصر تعز مزايا وامتيازات كثيرة على حساب أبناء تعز المحاصرين- والمعايير الإنسانية لا تقبل الكيل بمكيالين".

وأشارت المنظمات المدنية في تعز إلى أن الميليشيات الحوثية تسببت في تدمير 180 مدرسة، ترتب عليها حرمان حوالي (32000) ألف طالب وطالبة من العملية التعليمية، إلى جانب تدمير وتعطيل المستشفيات والمرافق الطبية المختلفة وغيرها من المؤسسات الخدمية، كما أثر الحصار على تكاليف النقل والمواصلات بسبب إغلاق الطرق واللجوء إلى طرق بديلة (غير مؤهلة) وبعيدة.