الأول في حضرموت.. مصنع "باضاوي" يعزز التدوير الزراعي المستدام

الجنوب - Friday 15 September 2023 الساعة 03:22 pm
حضرموت، نيوزيمن، هبة البهري:

"لدينا همم كبيرة لنشر الكمبوست داخل وخارج حضرموت لفوائده الكثيرة"، هكذا وصف باضاوي حلمه بعد العمل الزراعي والتدريب لسنوات طويلة وإنشاء أول مصنع متواضع في حضرموت للسماد الطبيعي.

الستيني سالم عوض حيمد باضاوي، من محافظة حضرموت، انخرط بالعمل الزراعي عقب التحاقه بالدراسة الأساسية، ليتخصص بعدها بعمل وصناعة الكمبوست، وأصبح مدربا محترفا وخبيرا في الاستزراع السمكي البلطي عبر المياه العذبة.

نجح باضاوي بعمل مصنع متواضع -كما يصفه- للكمبوست في تريم يتكون من ساحة مستوية ومصدر ماء قريب. يتم جمع المخلفات النباتية الجافة والخضراء ومخلفات الحيوانات في المصنع، ويوجد مكان خاص لتخزين الكمبوست بعد صناعته.

إلا أن عطل بعض المكائن أوقف العمل بالمصنع ليكمله باضاوي وعماله بشكل يدوي والعمل مستمر حتى اللحظة.

الفرق بين السماد العضوي والكيميائي 

يقول باضاوي لـ"نيوزيمن"، الفرق بين السماد العضوي والسماد الكيميائي يتضمن في تحضيرهما ومكوناتهما. الأول سهل التحضير حيث يمكن لشخص واحد إلى ثلاثة أشخاص تحضيره بسهولة، ولا يحتاج لمعدات ثقيلة ويستخدم مواد طبيعية مثل مخلفات النباتات والحيوانات. 

بالمقابل، السماد الكيميائي يحتاج إلى مصانع كبيرة ويستخدم مواد غير معروفة. السماد العضوي يؤثر إيجابًا على الزراعة والبيئة، حيث يعزز نمو النباتات وجودة الثمار.

بالإضافة أن السماد العضوي يؤثر بشكل إيجابي على المحاصيل وعمر النباتات، ويحسن خواص التربة وزيادة نسبة المادة العضوية فيها. يعتبر السماد العضوي من أهم مخصبات التربة. بالمقابل، تؤدي المركبات الكيميائية إلى تدهور الأراضي الزراعية، حيث تصلب التربة وتقتل الكائنات الحية الدقيقة فيها، مما يؤدي إلى فقدان قوام التربة وقيمتها. تشكل المركبات الكيميائية خطرًا على الإنسان، حيث تسبب الأمراض السرطانية والفشل الكلوي. هناك العديد من الفروقات الأخرى التي لا يسعنا ذكرها في هذا التقرير.

توسع استخدام السماد الطبيعي

تم تدريب المزارعين على صناعة الكمبوست في عام 2011 تحت إشراف الخبير الزراعي البروفيسور جمال الدين. وفي عام 2016، أقام باضاوي أول دورة تدريبية للمزارعين والمهندسين في صناعة الكمبوست. وبدأ انتشار استخدام السماد العضوي بعد هذه الدورات، حيث بدأ الناس يتعلمون صناعة الكمبوست وتوسع في المناطق المجاورة مثل تريم ومحافظتي لحج وأبين. تم توزيع السماد عن طريق بيعه وإقامة دورات تدريبية في صناعة الكمبوست.

وناشد باضاوي السلطات المحلية والمنظمات الداعمة لمشاريع الزراعة بدعمه لعمل تدريبات واسعة أكثر.

وأوضح أن السماد العضوي كان غير منتشر سابقًا بسبب عدة عوامل، منها استخدام مخلفات الحيوانات في تحضيره وتوفر السماد الكيميائي بأسعار رخيصة وسهولة الحصول عليه، مما جعل المزارعين يعتمدون على السماد الكيميائي لنتائجه السريعة.

واستخدام الكمبوست حقق العديد من الفوائد المهمة للمزارع والمزارعين. شمل تحسين خواص التربة وتحسين الأراضي غير الصالحة للزراعة بشكل سريع عند ممارسة العمليات الزراعية الأساسية مثل الحراثة والري المنتظم. 

أما بالنسبة للنباتات، يؤدي الكمبوست إلى زيادة النمو الأخضر والتفرع والإنتاج العام للمحاصيل. وزيادة في الإنتاج لجميع المحاصيل عند استخدام السماد العضوي. بالإضافة إلى ذلك، يقلل التسميد العضوي من تكاليف المزرعة عن طريق تقليل الحاجة لشراء المبيدات الكيميائية ويقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بالسماد الكيميائي، مما يعود بفوائد صحية إضافية للمزارعين والبيئة.