وصول 1.5 مليون طن متري.. ارتفاع أسعار الوقود في صنعاء رغم تدفقه عبر ميناء الحديدة
إقتصاد - Saturday 16 September 2023 الساعة 02:36 pmلا تزال أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، مرتفعة في ظل وصول السفن المحملة بالوقود تباعاً إلى ميناء الحديدة.
وأشار تقرير أممي صادر عن برنامج الغذاء العالمي، إلى أن موانئ الحديدة تشهد تناميا في حجم واردات الوقود والغذاء خلال السبعة الأشهر الماضية من العام الجاري 2023.
وأضاف التقرير إن إجمالي واردات الوقود منذ مطلع العام الماضي بلغت 1.584 مليون طن متري، وبزيادة كبيرة بنسبة 81% مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام 2022، التي دخل فيها ما مجموعه 876 ألف طن متري من الوقود.
وأوضح البرنامج الأممي أن أسعار البنزين والديزل في مناطق سيطرة الحوثيين شهدت انخفاضاً طفيفاً بنسبة أقل من 2% في يوليو الماضي، بالرغم من التدفق المستمر للوقود عبر موانئ الحديدة وانخفاض أسعاره عالمياً.
التقرير الأممي كشف حقيقة افتعال أزمة المحروقات التي شهدتها صنعاء ومناطق الحوثي مطلع سبتمبر الجاري؛ في ظل استمرار تدفق سفن الوقود إلى ميناء الحديدة دون أية قيود أو عراقيل كما تحاول القيادات الحوثية الترويج له لتبرير الأزمة.
وقال مواطنون في صنعاء إنهم يعيشون بين الحين والآخر منذ مطلع العام الجاري 2023، أزمات متكررة وثقيلة في مادتي الديزل والبنزين. موضحين أن محطات الوقود أغلقت خلال الأيام الماضية أبوابها بحجة عدم وجود أي مشتقات نفطية؛ في حين توجد كميات كبيرة من الوقود في السوق السوداء التابعة لقيادات ومشرفين حوثيين وبأسعار مضاعفة.
وتشهد صنعاء سخطا شعبيا في ظل استمرار الميليشيات الحوثية فرض تسعيرات مضاعفة على أسعار البنزين والديزل، بالرغم من استقرار صرف العملة الأجنبية -الدولار الأميركي- والانخفاض العالمي لأسعار الوقود.
رفض الميليشيات الحوثية خفض أسعار المشتقات النفطية في مناطق سيطرتها يكشف عن وجود تلاعب تقوده قيادات حوثية بارزة في الجماعة واستحواذ متعمد على أطنان من الوقود الواصل تباعا إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم.
وقالت مصادر عاملة في شركة النفط بالحديدة: إن عملية تدفق سفن الوقود إلى ميناء الحديدة منتظمة ومستقرة وليس هناك أية أزمات كما يتم الترويج له. موضحة أن أغلب شركات استيراد المشتقات النفطية تتبع قيادات حوثية بارزة بينهم كبير المفاوضين محمد عبدالسلام، وهي من تتحكم بالسوق المحلية.
وأشارت المصادر إلى أن الكثير من الكميات الواصلة يتم نقلها إلى مخازن تابعة لتلك القيادات التي تدير وتشرف على تجارة الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. موضحة أن قيادات حوثية تقوم بعقد سلسلة من الاجتماعات في مقر شركة النفط بالحديدة وصنعاء لتحديد خطة التصرف بكميات الوقود الواصلة ميناء الحديدة.
وكانت الحكومة اليمنية، كشفت عن حجم الإيرادات التي حصلت عليها جماعة الحوثي من المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة منذ بدء الهدنة في أبريل 2022، مؤكدة أنها بلغت نحو 200 مليون دولار.
وأوضحت الحكومة في بلاغ صادر عن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني منتصف أغسطس الماضي: أن 157 سفينة محملة بالنفط تم التصريح بدخولها وأفرغت حمولتها في ميناء الحديدة منذ عام ونصف منذ أبريل 2022، مؤكدا أن السفن أفرغت نحو 4 ملايين و98 ألفا و67 طنا متريا من المشتقات النفطية.
واتهم الإرياني جماعة الحوثي "بتضليل" الرأي العام اليمني والمجتمع الدولي بشأن الأزمات المفتعلة وما تجنيه من أرباح المشتقات النفطية ودون أي مبالاة بحياة المواطنين أو تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية.