محال تجارية وحافلات نقل ومطاعم توزع الشكولاتة والحلوى على المواطنين بعدن.. والسبب؟

إقتصاد - Monday 05 March 2018 الساعة 05:38 pm
عدن – نيوز يمن – خاص:

يوما بعد آخر يذهب اليمن، الذي أصبح غير سعيد، بعيدًا عن هموم المواطن، وتفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي، الذي أفرزته الحرب، في ظل حكومة، وبحسب مراقبين "أذن من طين وأخرى من عجين"، مؤكدين أن "المواطن الذي لا حول له ولا قوة وحده من يكتوي بنارها".

اختفاء السيولة النقدية للعملة المحلية فئة الـ (50و100و200و250 ريالا) مشاكل تؤرق سكان مدينة عدن، وبعض المحافظات اليمنية، إذ تسبب لهم مشاكل كثيرة ليس أقلها تداول العملات التالفة من هذه الفئات.

وشكا كثير من المواطنين في أحاديث لـ"نيوز يمن"، تبعات الكارثة الاقتصادية عليهم بما فيها انعدام السيولة النقدية، مضيفين أنهم"عند شراء سلعة أو منتج وبقي عند البائع مبلغ من الفئة الصغيرة فإنه لا يرده نقدا بمبرر انعدام الصرف، ويمنحهم بمقابل المتبقي قطعة شوكلاتة أو حلوى أو ما شبه.

المواطن أحمد اليافعي يقول في حديث لـ"نيوز يمن": "قد الرواتب ما فيش والأعمال متوقفة وشبه معدومة وعاده هذي الأيام ظهرت لنا الفلوس المقطعة تجيب للدكان ألف وتشتري ب600او700 ويا الله تبقي لك من الألف قليل مصروف للجهال يقول لك صاحب البقالة مافيش صرف شل لك أي شيء بباقي فلوسك أو يجيب لك فلوس مقطعة تحنب بها لو اجيت تشتري بها من مكان آخر ما يقبلوها منك".

ولا تقتصر تبعات المشكلة على هؤلاء فقط، فمالكو البقالات وسائقو باصات النقل (الأجرة)، هم أيضا يشكون عدم توفر الصرف ويلقون باللوم على المواطنين الذين يعزفون عن الشراء أو المشاوير.

أحمد القباطي صاحب بقالة في مديرية المعلا بعدن سرد بعض تفاصيل معاناته من انعدام السيولة النقدية لفئة ال50و100و200 ريال يمني، ويقول في حديث لـ"نيوز يمن": "لا تشك لي أبك لك.. كلنا قدحنا سوا، البائع والمشتري، الفلوس حقنا قده كلها من ابو 1000وابو 500 غارق السوق فيبه.. اما الفكة (الصرف أو الفئات النقدية الصغيرة)" ما نحصله طاروا الزبائن علينا بسبب الصرف ما نقدر نرجع لهم الباقي ولا يقول لك سجل وكم با تسجل قد البقاله فاضي ولو واحد معه ابو 100 قدحنا نشل ال900 ب 1000 عشان ما نخسر الزبائن ولا بقي لزبون 50 او 100 قدحنا نجيب له شوكلاته ولا اي شيء وعاده بعضهم يرفض ما عاد درينا كيف نعمل والحكومة والبنك طالبنا لمن قلنا بس ولا حياة لمن تنادي".

محمد علي الشميري، سائق باص خط التواهي عدن، أوضح في حديث لـ"نيوز يمن"، أن "سائقي الباصات يريدون بترول وزيت وغيرها من المتطلبات والراكب حينما يعطيك ألف ريال خاصة في بداية العمل صباحا، من وين نصرف لهم تفاريق والفلوس ابو 50وابو100 معدوم تماما قده منقرض ولا عاد به قليل قده مقطع حالته حاله تشله من الراكب وتحنب به ولا عاد يقبله منك"، وأضاف أنه "حينما تأخذ الراكب من التواهي إلى عدن وبالأخير ينزل وليس لديك صرف تضطر لأن ينزل الراكب وبدون حساب، اما من تبقى له 50 ولا 100 معانا باكت شوكلاته نرجع لهم الباقي شوكلاته ولا مافيش".

المطاعم في مدينة عدن هي الأخرى، طالتها أزمة السيولة النقدية، إذ يسرد عادل فريد وصاحب مطعم في "كريتر" معاناته قائلا: "تعبنا كثير وطول اليوم واحنا نمكن الزبون سمحك الله هنيئا ما يمشي زبون الا وعاد باقي عنده 100او 200 واحيانا300 ايش تعمل له يجيب لك 1000 ولا 500 من فين تجيب له باقي قده نقول الله يجعلها خير وصدقه اما اللي يبقى له 100 او 150 قدحنا جاهزين بباكت الشوكلاته ونوزع لهم بالباقي حقهم"، وأضاف، أن "هذا الأسلوب ليس معي فقط فمطاعم عدن كلها تعمل كذا"، وأشار إلى أن "سبب غياب الأوراق النقدية التفاريق هي الحكومة والبنك الذين لا يعرفون أو يتجاهلون معاناتنا".

البنك المركزي جزء من المشكلة

تساؤلات كثيرة يطرحها المواطن في عدن عن سبب تدهور وانعدام العملة ومن المسئول عن ذلك وما هو الدور الذي يجب أن تقوم به الجهات المعنية تجاه ذلك؟ خاصة وأن التعامل وخلال الآونة الأخيرة أصبح بفئة 500ريال وال1000ريال فقط.

الخبير الاقتصادي، محمد النمر، أكد في حديثه لـ"نيوز يمن"، أن "السبب في اختفاء العملات الورقية فئة الـ 250 و100 ريال، هو عدم ضخ البنك المركزي لها، بالإضافة إلى رداءة الورق التي طبعت بها تلك الفئات، وهو ما تسبب بإتلافها وبشكل سريع جدا خلال التداول على غير النقود الورقية فئة 500ريال وال1000ريال"، وأضاف أن "الاقتصاد اليمني وبشكل عام يشهد مؤشر هبوط غير مسبوق، وما نلاحظه هو أن لا بوادر اهتمام من قبل الحكومة لتفادي ذلك".

في حين أكد مسؤول في البنك المركزي بعدن، فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، أن "البنك تسلم عملة جديدة من فئة الـ 250 و100 ريال يمني من أجل تغطية السوق وسحب الأورق النقدية التالفة واستبدالها"، وأفاد بأن "الأسواق المحلية في عدن سيضخ لها كميات من الأوراق النقدية لهذه الفئات في القريب العاجل، ولم يفصح عن الوقت بالتحديد".