واشنطن تهدد إيران بـ"أقوى عقوبات" إذا لم تنفذ 12 شرطاً بينها وقف دعم الحوثيين

السياسية - Tuesday 22 May 2018 الساعة 12:11 am
(اف ب)، نيوزيمن:

هددت واشنطن طهران بفرض "اقوى عقوبات في التاريخ" اذا لم تلتزم بجملة من الشروط بينها ايقاف التدخل في نزاعات المنطقة ومنها اليمن ووقف دعمها للجماعات الإرهابية ومنها حزب الله والحوثيين.

جاء ذلك خلال عرض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الاثنين، في واشنطن "الاستراتيجية الجديدة" للولايات المتحدة بعد القرار المثير للدهشة الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب في الثامن من ايار/مايو الحالي .. محذرا في ذات الوقت انه "لن يكون لدى ايران مطلقا اليد الطولى للسيطرة على الشرق الاوسط" بعد الآن.

وتنتقد واشنطن طهران بشدة بسبب حلفها مع الرئيس بشار الاسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وحدد الوزير الأمريكي قائمة تضم 12 شرطا قاسيا للتوصل الى "اتفاقية جديدة" مع إيران بعد الانسحاب الاميركي المثير للجدل من الاتفاق النووي الايراني.

وفي الشق النووي، تتجاوز مطالب الولايات المتحدة اتفاقية عام 2015 التي لا تنوي واشنطن "إعادة التفاوض بشأنها".. مشددة في هذا الجانب بانه يجب أن توقف ايران كل تخصيب لليورانيوم وتغلق مفاعل الماء الخفيف الخاص بها وتمنح المفتشين الدوليين حق الوصول غير المشروط إلى جميع المواقع في البلاد.

وقال بومبيو "يجب على طهران ايضا وضع حد للصواريخ البالستية واطلاق او تطوير صواريخ ذات قدرات نووية".

وشدد على ضرورة ان تنسحب ايران من سوريا وتتوقف عن التدخل في نزاعات المنطقة منها النزاع في اليمن وتمتنع عن دعم الجماعات "الإرهابية" (حزب الله والحوثيين والجهاد الاسلامي وحركة طالبان افغانستان والقاعدة)، فضلا عن وقف التدخل في شؤون جيرانها كما هو الحال في العراق او لبنان ، او ان تهدد الآخرين مثل إسرائيل او السعودية.

لكن بومبيو ابدى انفتاحا ازاء النظام الايراني، قائلاً : " نحن مستعدون للتفاوض معه على "اتفاق جديد" اوسع بكثير لكن اكثر صرامة بهدف "تغيير سلوكه".

ومضی قائلا: انه "في مقابل القيام بتغييرات كبيرة في إيران ، فإن الولايات المتحدة مستعدة "لرفع العقوبات في نهاية المطاف و"اعادة جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران" و"دعم" الاقتصاد الايراني.

واوضح بومبيو، ان هذا لن يحدث الا بعد "تطورات ملموسة يمكن التثبت منها مع مرور الوقت".

وختم "في نهاية الامر، سيتعين على الشعب الايراني اختيار قادته" في اشارة الى رغبة سائدة لدى البعض في الادارة الاميركية في تغيير النظام.

وسارع الرئيس الايراني حسن روحاني الى رفض التهديدات الامريكية قائلا ان "العالم اليوم لا يرضى بان تقرر الولايات المتحدة عنه (...) من انتم لتقرروا عن ايران وعن العالم؟ ان زمن هذه التصريحات قد ولى".

واثار الانسحاب الاميركي من الاتفاق المبرم عام 2015 بين القوى العظمى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والمانيا) وطهران لمنعها من حيازة القنبلة الذرية غضب الاوروبيين الذين حاولوا بدون جدوى التفاوض مع واشنطن للتوصل الى حلول من شانها ان "تشدد" هذا الاتفاق للتصدي لسلوك ايراني يعتبر "مزعزعا لاستقرار" المنطقة.

من جهتها، اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان "خطاب الوزير بومبيو لم يثبت البتة كيف ان الانسحاب من الاتفاق النووي جعل او سيجعل المنطقة اكثر امانا حيال تهديد الانتشار النووي، او كيف سيجعلنا في موقع افضل للتأثير في سلوك ايران في مجالات خارج اطار الاتفاق".

وحلفاء الولايات المتحدة اكثر انزعاجاً لان قرارها يفرض اعادة العمل بالعقوبات الاميركية بشكل كامل، الامر الذي يدينه الاوروبيون لانه سيتعين على شركاتهم العاملة في ايران التخلي عن استثماراتها هناك اذا ارادت الوصول الى السوق الاميركية.

وانتظر الاتحاد الاوروبي وخصوصا باريس ولندن وبرلين خطاب بومبيو الذي وعد بتقديم رؤيته للمرحلة المقبلة.

لكن وزير الخارجية الاميركي، المعروف بخطابه المتشدد، لم يمد لهم يد العون. وطالب بـ"دعم" حلفاء الولايات المتحدة لاستراتيجيته.

ومع ادراكه الصعوبات التي تواجهها الشركات الاوروبية، فقد حذر بشدة الشركات التي ستستمر في القيام بأعمال تجارية في إيران في قطاعات محظورة بموجب العقوبات الاميركية من انها "ستتحمل المسؤولية".

وعلی صعيد متصل اعلن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية أن بلاده ستمارس "ضغوطا مالية غير مسبوقة على النظام الايراني" مع "اقوى العقوبات في التاريخ"، مؤكدا ان ذلك "مجرد بداية فقط".

كما وعد "بملاحقة عملاء ايران ورديفهم حزب الله حول العالم لسحقهم".

واعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية ان الوزارة تدرس اتخاذ "اجراءات جديدة" بمواجهة نفوذ ايران في الشرق الاوسط.

وقال الكولونيل روب مانينغ ان "ايران لا تزال قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة وسنبذل كل ما في وسعنا لمنع ذلك".

كما اعربت الامارات والبحرين عن دعمهما للاستراتيجية الاميركية حيال ايران.

وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش ان "توحيد الجهود هو الطريق الصحيح لتدرك طهران عبثية تغولها وتمددها".

بدورها، أعلنت المنامة ان "مملكة البحرين ترى نفسها في موقع واحد مع الولايات المتحدة الاميركية في مواجهة الخطر الايراني، والتصدي لمحاولات إيران لتصدير العنف والإرهاب".

لكن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون حذر من ان المفاوضات الموسعة مع ايران ستكون "صعبة للغاية". وقال إنه لم يسمع باتفاق شامل "من السهولة بمكان تحقيقه ضمن جدول زمني معقول".

اشاد محللون محافظون مثل مارك دوبوفيتز، من معهد الدفاع عن الديموقراطيات، بهذه "الضغوط القصوى"، التي تذكر بالاستراتيجية الاميركية تجاه كوريا الشمالية.

ويعتبر دوبوفتيز ذلك "خطة بديلة واضحة تقضي بتكثيف الازمة السياسية والضغوط على السيولة لدى النظام الايراني لاجباره على تغييرات اساسية مع وعد باتفاق دبلوماسي كبير".