الامتحانات في زمن المليشيا.. تكريس للعنصرية وخداع للمجتمع

السياسية - Tuesday 03 July 2018 الساعة 02:37 pm
مهدي العمراني، نيوزيمن، خاص:

لا تكتفي مليشيات الحوثي الكهنوتية بتلغيم مستقبل الأجيال عبر تدجين المناهج التعليمية ثارات طائفية وخلافات مذهبية أكل عليها الدهر وشرب، ولا بالعبث بالمنظومة التربوية والتعليمية ومحاولة تجهيل طلاب المراحل الدراسية الأساسية والثانوية، وحرمانهم من حقوقهم التعليمية، ومعاقبة المدرسين وأولياء أمور الطلاب بحرمانهم من مرتباتهم للعام الثاني على التوالي، ولا بتحويل بعض المدارس إلى ثكنات عسكرية للمليشيا وتعريض حياة الطلاب للخطر، والدفع بهم إلى جبهات معاركها العبثية دفاعا عن مشروعها التجهيلي الطائفي.

تكريس أنماط عنصرية جديدة في أوساط المجتمع

لا تكتفي بكل ذلك، فهذه امتحانات الشهادة العامة، تبدو موسماً سنوياً للمليشيا لإفساد العملية التربوية والتعليمية برمّتها، وإخراج عملية الامتحانات من مضمونها الاجتماعي والتربوي، كوسيلة للتقييم والإرشاد والتوجيه، باعتبارها قضية وطنية وقاسما مشتركا بين أفراد المجتمع تقوم على قواعد المواطنة المتساوية وقيم الصدق والالتزام والقدوة والعدالة والمساواة، تتحول عملية الامتحانات في زمن مليشيا الحوثي إلى مناسبة سنوية لممارسة المزيد من التمييز، وتكريس أنماط جديدة من العنصرية في أوساط المجتمع.

تعيين مشرفين للرقابة على لجان الرقابة

في هذا السياق أقرت مليشيا الحوثي التي تسيطر على وزارة التربية والتعليم تعيين مشرفين موالين للجماعة من خارج موظفي التربية، للرقابة على لجان الامتحانات على مستوى المراكز الامتحانية والمديريات والمحافظات، في واحدة من صور انهيار الثقة بين المليشيا والعاملين في قطاع التربية والتعليم في المحافظات الواقعة تحت سلطة المليشيا.

وفي أحاديثهم لـ(نيوزيمن)، اشتكى طلاب يؤدون امتحانات الشهادة الاعدادية، نزول أسئلة امتحانات لمادة التربية الإسلامية والقرآن وعلومه، من خارج المقررات عليهم في منهج العام الدراسي 2017 - 2018 م، فيما عد تخبطاً واضحاً لدى القائمين على العملية التعليمية والمناهج والامتحانات بشكل عام.

ويبلغ عدد الطلاب المتقدمين لأداء امتحانات الثانوية العامة في المحافظات الواقعة تحت سلطة المليشيا 198 ألفا و 136 طالبا وطالبة، في حين بلغ عدد المتقدمين لأداء امتحانات الشهادة الأساسية 271 ألفا و 62 طالبا وطالبة.

محاضرات طائفية في قاعات الامتحانات

ويقول الطالب (ع، ر، س) إنهم بدأوا امتحانات الشهادة الاساسية يوم الأحد الماضي، في محافظة صنعاء بحضور 3 مشرفين حوثيين، أحدهم امرأة، مشيرا إلى إلقاء مشرفي الحوثي كلمات قصيرة في لجان الامتحانات تضمنت تحريضا للطلاب للاندفاع عقب الامتحانات للجبهات "ودحر الغزاة المحتلين".

ممارسات عنصرية

وفي ظل الأجواء المحشوة بالقلق وانعدام الثقة بين الإدارة التربوية ومليشيا الحوثي، لم يستبعد عبدالله سفيان، ولي أمر أحد طلاب الإعدادية، وقوع ضغوطات على الطلاب وممارسات تعسفية ابتزازية، تقايض نجاحهم في الاختبارات بالانخراط في جبهات القتال، وأضاف عبدالله سفيان، "العام الماضي منحوا شهائد إتمام المرحلة الأساسية والثانوية لعدد من الطلاب دون أدائهم للامتحانات وبمعدلات نجاح عالية تحت مبرر أنهم في واجب وطني في بعض المواقع والأحداث التي تمر بها البلاد"، معتبرا مثل هذه الإجراءات تمييزا عنصريا ومخالفة صريحة لأنظمة وقوانين التعليم، وقال "هناك عدة طرق وأساليب لتكريم من يشاركون في المهام الوطنية بعيدًا عن مخالفة قانون التعليم".

تشكيك مجتمعي في نزاهة الامتحانات

توقف العملية التعليمية في عدد كبير من المحافظات ولفترات طويلة خلال العام الدراسي، والإضرابات الناتجة عن عدم تسليم مرتبات المعلمين، وعدم توافر الكتاب المدرسي، واقتحام وعسكرة المليشيا لآلاف المدارس، جعل من العملية التعليمية في زمن المليشيا قاعدة للحشد والتجييش نحو جبهات القتال، في حين يرى أولياء الأمور أن الامتحانات في ظل هكذا بيئة ستكون عبارة عن عملية شكلية خادعة للتعليم وللمجتمع وللطالب، مشككين في هذا الصدد بنزاهة الامتحانات، متهمين بعض القائمين على الامتحانات بممارسة التلاعب في النتائج وتغييرها لصالح فئات معينة..