قصص مؤلمة من الساحل الغربي.. ألغام الحوثي تقتل نساء وأطفال اليمن

المخا تهامة - Thursday 05 July 2018 الساعة 09:12 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

في جرائم حرب ضد الإنسانية لا يكاد يمر يوم، دون وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين في الساحل الغربي لليمن ما بين قتلى ومعاقين؛ بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران معظمهم نساء وأطفال، ما يشكل جرائم حرب، تحرمها القوانين والتشريعات الإنسانية والدولية، ترتكبها المليشيات الانقلابية.

ومازالت النساء في اليمن أكثر ضحايا الحوثيين وجرائمهم، إما بالتجويع أو التشريد أو القتل، كجزء كبير من الألم والمعاناة التي أذاقتها المليشيات الحوثية المرأة اليمنية بكل وسائلها.

سميرة عبدالله، امرأة يمنية في الأربعينيات من عمرها، أذاقها الحزن ويلات الفقد والفقر والحاجة، قتلت المليشيات فلذة كبدها بعبوة ناسفة زرعتها بجوار منزلها ليكون ضحيتها نجلها الأكبر الذي كان يعيلها وأسرته المكونة من 8 أفراد جُلهم من الأطفال.

رسم القهر خطوطاً عميقة بوجه سميرة تروي ل "نيوز يمن" قصتها فتقول: "أنا من منطقة الخوخة إحدى مديريات الحديدة على الساحل الغربي، توفي زوجي وترك لي 8 أطفال، أكبرهم عبدالله الذي كان يعيلنا قبل أن تقتله ألغام الحوثيين المجرمين".

من حنجرة خنقتها الدموع قالت سميرة، "فى أحد الأيام وكعادته اليومية خرج عبدالله ليشتري لنا كيلو دقيق لأنه ليس لدينا في البيت ما نأكل، ورغم الخوف والحذر لم يعلم أن هناك ألغاما قد زرعها أعداء الله (الحوثيين) بجوار منزلنا البسيط بعد أن تم طردهم من الخوخة، لكنهم تركوا لنا رعب الموت بالالغام في كل مكان.

تذرف الأم دموعها وتحكي كيف مزق اللغم الحوثي جسد عبدالله ولم ينجُ منه ليفارق الحياة، فيما هي وإخوانه ينتظرون عودته بالدقيق وهزهم دوي انفجار اللغم فتقول، "صرخت حتى غبت عن وعيي وأفقت والناس قد تجمعوا يلملمون أشلاء عبدالله التي نثرها اللغم".

وتكمل سميرة "صعقت ولم يعد بيدي وسيلة إلا البكاء، ورضيت بما كتبه الله وتشردنا من بعده لا نملك أى دخل ولا يتوفر لنا القوت الضرورى اليومي.. وجع وألم".

وتواصل سميرة حديثها بغصة تخنقها قائلة: "كل الذي قلته يعد جزءاً صغيراً من الحياة المريرة التى تجرعناها من المليشيات، وأتمنى أن يعود ولدي وأن أرى أسرتى كاملة ولو لم نجد ما نأكل".

سميرة ومثلها المئات من اليمنيين قتلتهم أو أعاقتهم ألغام الحوثيين وعبواتهم الناسفة التي زرعوها في كل مكان على امتداد الساحل الغربي.

فرق نزع الألغام.. جهود مستمرة

ورغم ما تقوم به الفرق الهندسية من القوات اليمنية والمقاومة المشتركة والتحالف العربي في الساحل الغربي من استمرار إجراء المسوحات الميدانية وعمليات نزع شبكات الألغام في القرى والمديريات التي زرعتها مليشيات الحوثي الانقلابية مازال هناك الكثير من عبوات الموت التي زرعتها المليشيات في القرى والطرقات وجوار المنازل للمواطنين الأبرياء.

وكانت مصادر إعلامية في الجيش اليمني والمقاومة المشتركة أكدت أن الفرق الهندسية تمكنت من نزع آلاف الألغام خلال الأيام القليلة الماضية من المناطق المحررة مؤخراً في الحديدة.

وتؤكد المصادر أن طبيعة وحجم الألغام تختلف باختلاف وظيفتها وأهدافها، حيث تقوم عناصر المليشيات بزراعتها على مقربة من المناطق والقرى الآهلة بالسكان وفي محيط القرى وداخل مزارع المواطنين بعد انسحابها.

وأظهرت تقارير حقوقية محلية ودولية، أن الميليشيات زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات اليمنية المحررة بينها ألغام محرمة دوليا أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.