الوجع في الحديدة والصُّراخ في تركيا.. هدف واحد وأدوات متعددة

السياسية - Sunday 08 July 2018 الساعة 08:53 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

ما إن يضيق الخناق على مليشيات الحوثي الكهنوتية المدعومة إيرانياً في محافظة الحديدة (غرب اليمن) وعلى سواحل البحر الأحمر وعلى مقربة من الممر الدولي ذي الأهمية البالغة، حتى تتبدى بالتوازي مع ذلك ملامح المشروع الاستيطاني الحقيقي الذي يستهدف اليمن وجيرانها، كدولة عربية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ..

فعلى وقع الضربات الموجعة التي تتلقاها مليشيا الحوثي تباعاً في جبهات الساحل الغربي، يأتي صراخ حلفاء مليشيات الحوثي في لبنان والعراق، صراخ يبدو متفهماً لمحاولة إنقاذ مشروعهم الطائفي التقزيمي لليمن العربية، كموطئ قدم استراتيجي ومنطلق لتحقيق أهداف إقليمية أخرى ليست مليشيا الحوثي فيها سوى أداة و(شيعة شوارع) لا أكثر..!

وإذا كان صراخ حلفاء (شيعة شوارع اليمن) في العراق ولبنان متوقعاً جراء الضربات الموجعة المتتالية لعملائهم في سواحل البحر الأحمر، فإن ما لم يكن بالحسبان، وما لم يخطر في ذهن المتابع السياسي للأحداث المتسارعة، هو أن يرتد صدى هذا الصراخ في مظاهرة محدودة لمؤازرة المليشيا وزعيمها من العاصمة التركية اسطنبول، في واحدة من أبهى صور تجلي المشروع التدميري للمنطقة العربية تاريخاً وانساناً وحضارة، وتناغم المشروع (الإسلام- سياسي) بشقيه الشيعي- والسني، وخرافتيه العالقتين منذ 1400 عام ماضية، بين ركبتي (فقيه الولاية، وخليفة المسلمين)..!

يهاجم زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، بشدة النظام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبألفاظ نابية، وانفعال غير مسبوق، يعكس حالة من هستيريا ما قبل السقوط، فيشبع بتلك الألفاظ السوقية نهم نظام (الدفع المسبق) في قطر و(إخوان تركيا)، في المنطقة، والمتوجعين بآثر رجعي، على إعادة (الخليفة مرسي وعشيرته) من رأس هرم السلطة، إلى قعر السجون في مصر العروبة والكنانة.

وبين خرافتي (ولاية الفقيه) و(خلافة المسلمين)، تتجلى صور المشروع الاستيطاني للمنطقة العربية برمتها أكثر فأكثر، فهذه المظاهرة التركية المؤازرة لعملاء إيران في اليمن، تذهب باتجاه السفارة السعودية في اسطنبول، فتبدو كما لو أنها تطالب برحيل النظام (العائلي) هناك، وتطالب بخرافة أحقيتها في إدارة دولة (الخلافة) في مهبط الرسالة وقبلة المسلمين..! دولة الخلافة التي بشّرت بظهورها قيادات (إخوان صنعاء) مطلع العام 2011م في صنعاء من على شاشة قناة (الجزيرة)، ومن ذات الخيمة المؤسسة لخرافة (ولاية) الفقيه المستنجد اليوم بـ(ولاة أمره) في طهران واسطنبول، لإنقاذه من لظى نيران حراس الجمهورية اليمنية..!!