قبر الصماد المُضَاء.. شاهد على الحماقة

السياسية - Monday 16 July 2018 الساعة 09:31 pm
مهدي العمراني، نيوزيمن، تقرير خاص:

تحت النصب التذكاري للجندي المجهول الواقع بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، دسّت مليشيا الحوثي الكهنوتية جثمان رئيس مجلسها السياسي صالح الصّماد ومرافقيه، والذي قتل في غارة لطيران التحالف بمدينة الحديدة أواخر أبريل من العام الجاري.

اعتداء واستفزاز

لم تكتف المليشيا بالاعتداء على الموقع السيادي الواقع غرب ميدان السبعين، وتشويه معالمه وبما يمثله الموقع من رمزية وطنية وثقافة جمهورية راسخة في الذاكرة الشعبية، لارتباطه بأهداف ثورة الـ(26) من سبتمبر 1962م، ضد النظام الاستبدادي الكهنوتي، آنذاك، بل واصلت استفزاز مشاعر المواطنين وأبناء وأحفاد شهداء الثورة اليمنية (سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر)، بتحويل قبر الصماط إلى ما يشبه المزار لمسئوليها والمغرر بهم من عناصرها.

زخرفة بـ20 مليون ريال

وتكشف مصادر مسئولة في أمانة العاصمة لـ(نيوز يمن)، إنفاق المليشيات لأكثر من 20 مليون ريال من إيرادات أمانة العاصمة لزخرفة قبر الصماد ومرافقيه بمادة الرخام، منها 15 مليون ريال قيمة المواد، ونحو 5 ملايين أجور العاملين، في وقت يكمل موظفو الدولة الواقعون في المحافظات تحت سلطة المليشيا عامهم الثاني بدون مرتبات بمن فيهم موظفو أمانة العاصمة.

مصابيح خضراء جوار ظلام دامس

وبطريقة هندسية، ورسومات جمالية، زينت المليشيا قبر الصماد ومرافقيه، بمادة الرخام والزجاج الأخضر بأشكال جمالية، وعملت على إضاءته ومحيطه بالكهرباء، وتطريزه بمصابيح خضراء، مضاءة على مدار الساعة، في وقت يخيم الظلام على الأحياء السكنية المجاورة للمنطقة والعاصمة صنعاء، وتعجز وزارة الكهرباء التي تسيطر عليها الجماعة عن تشغيل محطتي كهرباء ذهبان وحزيز لإنارة عدد من أحياء العاصمة صنعاء..!

10 آلاف دولار نفقة تشغيلية للقبر شهرياً

وقال موظفون في مكتب أمانة العاصمة لـ(نيوز يمن)، إن المليشيا، رصدت ميزانية شهرية تعادل ما يقارب 10 آلاف دولار، كنفقات تشغيلية لحراسة وإنارة وصيانة قبر رئيس مجلسها السياسي السابق، صالح الصماد، الذي زودته بمولّد كهربائي لإنارته وتوفير الوقود اللازم لتشغيل المولّد، وشملت الميزانية أجور الحراسة لحماية القبر، وكذا أعمال الصيانة للقبر والمنطقة المحيطة به.

موجة استهجان وسخرية واسعة

وعلى غير ما توقعته المليشيا من أهداف سعت من ورائها لتسويق الصماد في أوساط المواطنين وسكان صنعاء، باعتباره رمزًا وطنيًا مفترضًا، قوبلت هذه الخطوات بموجة استهجان وسخرية واسعة في أوساط اليمنيين، تجلت بوضوح في مئات التعليقات الطريفة على شبكات ومواقع التواصل الاجتماعي.

دعايات تشجيعية

وفي تعليقه على قبر الصماد المضاء يكتب زكريا أمير، ساخرًا: "هذا القبر دعايات للباقيين من أجل كلهم يضاربوا يشتوا مثله او احسن..".

في حين يعتقد طلال الطاهش أن "قبر الصماط كان طافي لو ما سرجوه عرفوا انه في اليمن كهرباء..!"، ويرد عليه، رياض الدبعي، بسخرية لافتة قائلا، "ماناقص إلا يركبوا له فلاش ميموري، وإن قبره يقع مثل السماعات الصيني ابو لمبات..!".

عبث في عبث

وفي ذات السياق يعلق، محمود اليماني، كاتباً: "الجندي المجهول يطالب بإخلاء المنطقة بسبب إزعاج المولد الكهربائي"، ويرد سمير الحداد "مؤسف أن الناس تأكل من القمامة وهم ينهبون الإيرادات لحسابهم، إنه عبث في عبث.."، وينتقد الحداد إصرار الجماعة على استفزاز مشاعر اليمنيين، وإصرارهم على ما وصفها ممارسات الحماقة، لما يمثله المكان من رمز جمهوري للتعبير عن نضال اليمنيين وكفاحهم في سبيل القضاء على الحكم الإمامي وترسيخ حكم الجمهورية، مختتماً بإيراد البيت الشعري: لكل داء دواء يستطب به... إلاّ الحماقة أعيت من يداويها.