ميناء المخا.. رهان اقتصادي لإعادة تنشيط التجارة وإنعاش الساحل الغربي

السياسية - منذ ساعة و 49 دقيقة
المخا، نيوزيمن، خاص:

تلعب الموانئ اليمنية في المناطق المحررة دورًا محوريًا يتجاوز كونها مرافق خدمية، لتتحول إلى أدوات سيادية للتنمية الاقتصادية، وضمان تدفق السلع، وتحفيز النشاط التجاري، وتقليل كلفة الاستيراد، وربط الأسواق المحلية بسلاسل الإمداد الإقليمية والدولية. 

وتشير دراسات البنك الدولي والأونكتاد إلى أن كفاءة الموانئ وقدرتها التشغيلية تمثل عاملًا حاسمًا في استقرار الأسعار، وجذب الاستثمارات، وخلق فرص عمل مستدامة في المجتمعات الساحلية

وفي هذا الإطار، تبرز الجهود الجارية لإعادة تنشيط ميناء المخا كخطوة استراتيجية تهدف إلى تحويله إلى منفذ تجاري فاعل يخدم الساحل الغربي ومحيطه، ويسهم في تخفيف الضغط عن الموانئ الأخرى، ويدعم الاقتصاد المحلي في واحدة من أهم المناطق الساحلية ذات البعد التاريخي والتجاري.

وعقدت مؤسسة موانئ البحر الأحمر، في ميناء المخا، لقاءً تشاوريًا موسعًا ضم نائب رئيس المؤسسة للشؤون الفنية ومدير ميناء المخا الدكتور عبدالملك الشرعبي، ونائب رئيس المؤسسة للشؤون المالية والإدارية محمد صبر، بمشاركة عدد من الشخصيات الاجتماعية والتجارية والتجار، في إطار مساعٍ لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع عودة النشاط الملاحي والتجاري عبر الميناء.

وتركز اللقاء على استعراض جاهزية ميناء المخا من حيث البنية التحتية، والإمكانات التشغيلية المتاحة حاليًا، إلى جانب مناقشة خطط التطوير المستقبلية، وبحث آليات تسهيل الإجراءات التجارية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للتجار، بالتنسيق مع السلطة المحلية، بما يسهم في خلق بيئة أكثر جاذبية للنشاط التجاري والاستثماري.

وخلال اللقاء، أكد نائب رئيس المؤسسة ومدير الميناء الدكتور عبدالملك الشرعبي أن ميناء المخا بات يمتلك الجاهزية الفنية لاستقبال مختلف أنواع البضائع، وتقديم خدمات المناولة والتفريغ بكفاءة، مشيرًا إلى أن إدارة الميناء تعمل على بناء الثقة مع التجار من خلال تحسين الأداء، وتبسيط الإجراءات، وضمان سرعة إنجاز المعاملات.

وأوضح الشرعبي أن الميناء يستطيع حاليًا استقبال السفن بغاطس يصل إلى ستة أمتار، مع وجود خطة واضحة لزيادة الغاطس تدريجيًا ضمن مراحل تطوير مستقبلية، بما يتيح استقبال سفن أكبر وزيادة حجم الواردات، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على حركة السوق وتوفر السلع، وهو ما تؤكد عليه تقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن العلاقة المباشرة بين تطوير الموانئ وخفض كلفة التجارة

وأشار إلى أن المعدات الفنية في الميناء في وضع تشغيلي جيد، مع وجود فرق فنية متخصصة للتعامل مع أي تحديات محتملة، بما يضمن انسيابية العمليات وتقليل زمن بقاء السفن، وهو عامل رئيسي في تحسين تنافسية الميناء مقارنة بالمنافذ الأخرى.

من جهتهم، شدد المشاركون في اللقاء على أهمية إعادة تنشيط ميناء المخا باعتباره منفذًا قريبًا وعمليًا يخدم مديرية المخا ومناطق الساحل الغربي، ويوفر بدائل لوجستية تسهم في تخفيف أعباء النقل البري، وتقليل التكاليف، وتحقيق استقرار نسبي في الأسواق المحلية.

ويرى خبراء اقتصاديون أن تفعيل دور ميناء المخا يمكن أن يسهم في خلق سلسلة من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة، تشمل النقل، والتخزين، والخدمات اللوجستية، والتجارة المحلية، وهو ما يؤدي إلى تحريك الدورة الاقتصادية وخلق فرص عمل، خصوصًا في المجتمعات الساحلية، وفقًا لتقارير التنمية الساحلية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وفي ختام اللقاء، أكد المشاركون أهمية استمرار اللقاءات التشاورية بين مؤسسة موانئ البحر الأحمر والقطاع التجاري، وضرورة العمل المشترك على تحسين الأداء الخدمي، ومعالجة التحديات الإدارية والفنية، بما يعزز من مكانة ميناء المخا كمحور تجاري واعد، وقاطرة تنموية قادرة على الإسهام في إنعاش الاقتصاد المحلي للساحل الغربي خلال المرحلة المقبلة.