مطالبات للمجتمع الدولي بسرعة كبح جماح إيران وتحرير الحديدة

السياسية - Thursday 26 July 2018 الساعة 08:00 pm
عدن، نيوزيمن:

أكد الهجوم الحوثي الأخير على ناقلتي نفط في البحر الأحمر، الخطر الذي تمثله إيران ومليشياتها على أمن المنطقة، وأهمية كبح جماحها، عبر تحرير ميناء الحديدة الذي يتخذه الحوثيون قاعدة لتهديد الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب.

الحكومة اليمنية دعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بشكل فوري في مساندة جهودها ‏العسكرية لتطهير الساحل الغربي من ميليشيا الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران.‏

وطالبت، في بيان، المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيا الانقلابية للانسحاب من مدينة الحديدة، مؤكدة أن ‏استمرار سيطرتها على المدينة ومينائها الاستراتيجي ومناطق الساحل الغربي ستظل ‏هجماتها الإرهابية مستمرة ضد حركة الملاحة الدولية.‏

وأكدت أهمية توجه الحكومة بالتعاون مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية ‏السعودية الشقيقة في تطهير الساحل الغربي واليمن بشكل عام، من خطر الميليشيا الإرهابية ‏التي أثبتت أنها خطر حقيقي ليس على اليمن فحسب، وإنما على السلم والأمن الدوليين.‏

ولفتت الحكومة الانتباه إلى أن الهجوم الذي استهدف الناقلتين النفطيتين جرى في الوقت الذي ‏كان المبعوث الأممي مارتن غريفيث في العاصمة صنعاء ويسعى بجهود أممية لانسحابها من ‏الحديدة، وجاء عقب التهديدات الإيرانية باستهداف خطوط الملاحة الدولية وصادرات النفط ‏لدول الجوار، وبدأ تنفيذ تلك التهديدات من الميليشيا الموالية للنظام الإيراني من الأراضي ‏اليمنية.‏

وشدد البيان على ضرورة أن يتدارك المجتمع الدولي ‏الخطر الذي يأتي في ظل استمرار ‏سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على عدد من الموانئ ‏والسواحل اليمنية، وما يترتب عليه ‏من تهديد يطال الملاحة والتجارة الدولية.‏

البرلمان العربي من جانبه دعا المجتمع الدولي لتأمين خطوط نقل النفط ‏ومحاسبة ميليشيا الحوثي الانقلابية والدول والجماعات الداعمة ‏لها.‏

وقال رئيس البرلمان مشعل بن فهم السلمي، ‏إن استهداف ناقلات النفط التابعة للسعودية في البحر الأحمر ‏من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران يُعد عملاً إرهابياً، وتهديداً خطيراً ‏للأمن والسلم الدوليين يستوجب التحرك الفوري والحاسم من ‏المجتمع الدولي لتأمين خطوط نقل النفط للعالم، ومحاسبة ميليشيا ‏الحوثي الانقلابية والدول والجماعات الداعمة لها.‏

كما دانت منظمة التعاون الإسلامي استهداف مليشيا الحوثي ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر، الأمر الذي يؤكد استمرار تهديد الحوثيين للملاحة الدولية.

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، أن استهداف ناقلات النفط العملاقة التي تمر من باب المندب لا يعرض الاقتصاد العالمي للخطر فحسب وإنما يعرض سلامة طواقم تلك السفن للخطر، ويلحق أضراراً بالغة بالبيئة البحرية.

وقال، إن تكرار اعتداءات مليشيا الحوثي على السفن العابرة في البحر الأحمر يؤثر سلباً في أمن الممرات المائية المهمة للتجارة والاقتصاد العالمي، ويفاقم حالة عدم الاستقرار في هذه المنطقة من العالم.

وأضاف في بيان له "أن هذا الاعتداء يؤكد السياسة العدوانية لهذه المليشيا الرامية إلى تهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر وزعزعة الاستقرار في الدول المطلة عليه".

هذا وقالت السعودية إنها ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة عبر المضيق آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت.

وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي المهندس خالد الفالح، أن تهديدات ميليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وأوضح الفالح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أنه يجري حاليا سحب الناقلة المتضررة إلى أقرب مرفأ سعودي.

من جهته قال مسؤول كويتي، إن بلاده قد تتخذ قرارا بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، بعد قرار سعودي مماثل، لكنه أكد أن الأمر مازال "قيد الدراسة" وأن قرارا نهائيا لم يُتخذ بعد.

وقال بدر الخشتي، رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية، الخميس، ردا على سؤال لرويترز "الاحتمالات واردة، لكن ليس هناك شيء أكيد حتى الآن".

وشدد الخشتي على أنه "لابد أن يكون هناك بديل ولابد أن يكون كل شيء مدروسا وبعدها نقرر".

ويربط باب المندب البحر الأحمر من الجنوب بالمحيط الهندي، حيث يقع في منتصف المسافة بين السويس ومومباي، يحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتي من الغرب، ويكتسب المضيق أهمية في عالم النفط من كمية النفط المارة به، والتي تقدر بحدود 3.5 مليون برميل يوميا.

ولكونه يقصر المسافة التي تقطعها حاملات النفط بـ60 في المئة، فإن إغلاقه سيجبر ناقلات النفط على الدوران حول إفريقيا وسيرفع تكاليف نقل النفط بشكل كبير، ويعد النفط هدفا للإرهابيين.

ويبلغ عرض المضيق حوالى 30 كيلومترا تقريبا تتوسطه جزيرة بريم. وتتم الملاحة في الجزء الغربي من المضيق، لأنه الأوسع، حيث يبلغ عرضه 25 كيلومترا ويصل عمقه إلى 310 أمتار، ويطلق عليه اسم "دقة المايون".

أما الجزء الشرقي ويسمى "قناة اسكندر" فهو لا يصلح للملاحة الدولية بسبب ضيقه وسطحية المياه فيه، حيث يبلغ عرضه ثلاثة كيلومترات وعمقه في أعمق منطقة 30 مترا.