المبعوث الأممي يفشل في إقناع الحوثيين الانسحاب من الحديدة وخيار الحسم العسكري يعود للواجهة

السياسية - Thursday 26 July 2018 الساعة 09:46 pm
صنعاء، نيوزيمن:

فشل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم، مجدداً في إقناع قيادة ميليشيا الانقلاب الحوثية القبول بالمبادرة الأممية القاضية بانسحاب الحوثيين من مدينة وميناء الحديدة لتجنيبها المواجهات المسلحة، ما يفتح المجال لعودة خيار الحسم العسكري إلى الواجهة.

وأجری المبعوث الأممي في صنعاء، اليوم، ضمن جولته الجديدة، لقاءات مع زعيم ميليشيا التمرد عبدالملك الحوثي ورئيس ما يسمی "المجلس السياسي الأعلی" مهدي المشاط ووزير خارجية حكومة الانقلاب هشام شرف، دون الخروج بأي نتيجة تذكر.

ومن خلال المنشور الذي بثه الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، حول لقاء زعيم الميليشيا بغريفيث، وكذا الخبرين اللذين بثتهما وكالة سبأ الواقعة تحت سيطرة الميليشيا عن لقاءي غريفيث بالمشاط وشرف، يتضح جلياً تمسك القيادة الحوثية بأسلوب التعنت والمراوغة واللعب التكتيكي لكسب المزيد من الوقت لإعادة ترتيب صفوف جبهات ميليشياتها في الساحل الغربي التي تعرضت لانهيارات كبيرة عقب هزائم متتالية، فضلاً عن تعزيز خططهم الدفاعية في شوارع مدينة الحديدة سعياً نحو إعاقة تحريرها من قبل قوات المقاومة المشتركة.

وخلا المنشور الذي بثه الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام حول لقاء زعيم الميليشيا بغريفيث، من تحديد مكان اللقاء، ما يؤكد بأن اللقاء جری عبر دائرة اتصال الفيديو المغلق بالأقمار الصناعية من معقل زعيم الحوثيين في أحد كهوف مران بصعدة.

وبينما زعم عبدالسلام أن عبدالملك الحوثي، أكد خلال اللقاء على موقف جماعة الحوثي الذي وصفه ب"الإيجابي" تجاه مساعي المبعوث الأممي لوقف ما أسماه "العدوان" على اليمن والوصول لحل سلمي شامل، تجاهل ذكر موقف الحوثيين بوضوح من المبادرة الأممية التي تقضي بانسحاب مسلحي الحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة وتسليمهما للأمم المتحدة التي ستتكفل بادارتهما، وكذا تحصيل الموارد الی البنك المركزي لصرف مرتبات موظفي وحدات الجهاز الإداري للدولة في مناطق سيطرة الميليشيا المتوقفة منذ 20 شهراً.

وحاول زعيم ميليشيا الانقلاب التهرب من إعلان موقف صريح بالموافقة علی هذه المبادرة ولجأ إلى توجيه اتهامات إلى دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بأنها "تعرقل المفاوضات وترفض الحلول السياسية الشاملة".. مطالبا بما أسماه ب"توفر الإرادة والمصداقية وجدية في التوجه نحو السلام كأمر لابد منه لنجاح أي جولة مشاورات سياسية".

والشيء الإيجابي الوحيد الذي خرج به المبعوث الأممي من لقاء زعيم الحوثيين هو انتزاع موافقته علی خطوات إنسانية لمعالجة ملف الأسری والمعتقلين وذلك بعد أن كانت حكومة الشرعية قد أعلنت من جانبها موافقتها علی تبادل الإفراج عن كل المعتقلين والاسری في إطار خطوات بناء الثقة قبل أي مفاوضات سلام مرتقبة.

وكان المبعوث الأممي يأمل خلال هذه الزيارة الحصول علی رد مكتوب يتضمن موافقة الحوثيين الصريحة علی المبادرة الأممية بشأن الحديدة بعد أن تسلم ردا مكتوبا يتضمن موافقة حكومة الشرعية علی ذلك علی أن يكون معالجة وضع الحديدة والإفراج عن المعتقلين والاسری مدخلا لاستئناف عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام اليمنية التي كان مخططا لها الانطلاق بعد عيد الاضحی المبارك.

وباستمرار التعنت الحوثي في آخر مهلة أتاحها التحالف العربي للمبعوث الأممي لإقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة سلمياً، يعاد خيار الحسم العسكري لتحرير مدينة الحديدة ومينائها ليتصدر الأولويات مجدداً، سيما بعد تمادي ميليشيا الانقلاب بتنفيذ هجومين إرهابيين علی ناقلتي نفط سعوديتين، أمس، في البحر الأحمر، مما زاد من خطر التهديدات التي تشكلها المليشيا الانقلابية الحوثية علی خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الأمر الذي سينعكس سلباً علی حركة التجارة العالمية والاقتصاد العالمي بشكل عام.