الإصلاح يستغل الحرب ويحتل منازل نازحين في تعز ‏ويطالب دفع أموال مقابل حمايتها

السياسية - Friday 27 July 2018 الساعة 04:31 pm
تعز، نيوزيمن، تقرير خاص:

منذ اندلاع الحرب بين قوات الجيش الوطني ومليشيات الحوثي في العام 2014 تمكن ‏مسلحون ينتمون لحزب الإصلاح من السيطرة على منازل عدة في مدينة تعز نزح منها ‏مالكوها.‏

ومع بسط حكومة هادي سيطرتها على أجزاء من عاصمة المحافظة عاد الأهالي إلى منازلهم، ‏لكن مستوطنوها من مسلحي الإصلاح من بينهم أبناء قيادات كبيرة في الحزب رفضوا ‏الخروج منها، مطالبين بدفع أموال كبيرة مقابل حمايتها.‏

والآن يكتظ مكتب محافظ تعز أمين محمود بعشرات الملفات من قبل الأهالي يشكون فيها ‏سيطرة مسلحين من الإصلاح والسلفيين على منازلهم ورفضهم الخروج منها مطالبين بمبالغ ‏مالية مقابل حمايتها.‏

في مناطق المسبح والجهوري وشارع جمال والتحرير والروضة التي لم تصلها نار ‏المواجهات تمكن حزب الإصلاح من السيطرة على منازل وفلل ضخمة لرجال أعمال ‏ومغتربين في السعودية وجبوتي عبر أفراده المنضمين للواء الصعاليك.

‏في منطقة الجهوري سيطر القيادي في لواء الصعاليك عزام عبد فرحان، نجل القائد العسكري ‏للإخوان المسلمين بتعز المكنى بسالم والمعين بقرار جمهوري مستشار قائد محور تعز، سيطر ‏على منزل عبد الرحمن القرشي في منطقة الجهوري.‏

يقول مصدر مقرب من القرشي لنيوزيمن إنه منذ اندلاع المواجهات قرر الخروج من المدينة هو وأفراد ‏عائلته وأبقى على حارس وحيد في الفلة الضخمة المطلة على المدينة في منطقة الجهوري.‏ يضيف المصدر، أن عزام فرحان ومسلحيه اقتحموا الفلة بجميع ممتلكاتها والتي تقدر بملايين ‏الريالات، إضافة للسيارات الخاصة بهم وسيطروا عليها وطردوا حراستها منها.‏

ويتابع المصدر، أنه وبعد ثلاث سنوات طالب القرشي بخروج المسلحين وتسليم المنزل إلا انهم ‏رفضوا وطالب عزام الفرحان بمبلغ 30 مليون ريال مقابل الحماية.‏

وطبقاً للمصدر، فإن نجل القيادي الإصلاحي صادر سيارات كانت في المنزل وقام بتحويلها إلى ‏دوريات خاصة به بعد وصول القضية لمكتب المحافظ.‏

وفي المنزل المجاور للقرشي سيطر أيضا مسلحو الإصلاح على فلل أخرى ورفضوا تسليمها ‏حتى اليوم.

يقول محمد الشرعبي لنيوزيمن، قدمنا شكوى بمسلحين من الإصلاح سيطروا على منزلنا في حي التحرير ‏ولم نجد أي تجاوب، سوى التوصل لحل عبر وساطات وشخصيات حزبية واجتماعية.

‏يضيف: ذهبنا إلى مقر الإصلاح ومقر أبو العباس لنجد من ينصفنا ولكن تلقينا وعودا فقط.‏

وأشار الشرعبي إلى أن عمارته المكونة من ستة طوابق وسط شارع التحرير سيطر عليها ‏المسلحون بداية المواجهات.‏ ويضيف: كسروا الأقفال وسيطروا عليهم وقاموا بتسكين عوائلهم رافضين دفع ايجارات ‏وعندما طلبنهم بالخروج طالبوا بمبلغ 15 مليون ريال للخروج منها مقابل حمايتهم لها.

‏رصد "نيوزيمن" عشرات المنازل التي سيطر عليها حزب الإصلاح وتحويلها إلى مقرات ‏لمسلحيه وسجون تحت إداراته، إضافة إلى تحويل منازل أخرى سكنا لقيادته وسط رفض بتسليم ‏إيجاراتها أو الخروج منها بدعوى حمايتها.‏

بالصدفة التقى مراسل "نيوزيمن" بمجموعة من المسلحين بجوار إحدى العمائر والمكونة من 4 طوابق وكل طابق فيه شقتان، مع مالك العمارة.

قال أحد المحتلين للمنزل، وهو ضابط في الأمن، قبل ثلاث سنوات وجدنا المنزل خاليا من السكان بحثنا عن مالكه ولم نجده.
وبينما كانت الحرب تدور في مربعات محدودة اضطررنا لكسر الباب والسكن في المنزل، ونحن هنا بنمتثل للقانون وسنقوم بإخلاء ممتلكاتنا.

قال صاحب العمارة، إن الضابط يقصد بالقانون الذي يريده، لا الامتثال للنظام والقانون السائد في البلد، موضحا هو يريد 15 مليونا من أجل إقناع المسلحين في الشقق بإخراجهم.

غير أن شخصا آخر وبجوار المسلح قال لمالك العمارة، والله لن نخرج حتى تأتي بمبلغ 20 مليون مقابل حمايتنا، ملوحا باستخدام السلاح في مواجهة المالك.

وأمام هذا الملف الشائك يناشد الأهالي ومالكو المنازل السلطات بالتدخل العاجل لحله والذي قد ‏يترتب عليه مشاكل كبيرة، محذرين الإصلاح من التوغل أكثر في ملف الفساد والنهب والذي ‏مارسه منذ انطلاق المقاومة الشعبية.‏