إهمال الدولة وهيمنة حزب الإصلاح يدفعان أبناء البيضاء لتأسيس "حراك "جهوي

السياسية - Saturday 28 July 2018 الساعة 09:09 pm
البيضاء، نيوزيمن:

شهدت محافظة البيضاء تحركات جماهيرية وقبلية وشعبية في الفترة القليلة الماضية توجت بتشكيل "حراك" جهوي تحت مسمى (الحراك البيضاني) ليكون حاملاً شعبياً لمظالم ومطالب وحقوق، وصوتاً ينادي باسم أبناء المحافظة بعد أن ظلت تلك الحقوق والمطالب مكتومة فترة زمنية طويلة أو حبيسة أدراج الحكومة.

ومما طفا على السطح حتى الآن من أسباب تأسيس الحراك ما تعانيه المحافظة وما عانته خلال المراحل الماضية جراء ما تقوم به قيادات حزب الإصلاح الموجودون في محافظة مأرب الذين يديرون المحافظة ولا يتم أي قرار تعيين إلا عبرهم ولأعضاء منهم بينما يتم تهميش ممنهج لأبناء المحافظة وعدم ضمهم وإدماجهم في الجيش أو الأمن، بالإضافة للابتزاز والتخاذل في مواجهة ميليشيا الحوثي في جبهات البيضاء والتهرب من الحسم العسكري، فضلاً عن عن تحويل جبهات القتال إلى بوابة للاستثمار من قبل القيادات العسكرية المحسوبة علی الإصلاح والغارقة في الفساد المالي والإداري حتی أذنيها، وإخضاع ألوية الجيش والجهات الأمنية لمعايير حزبية وليس وطنية، إضافة إلى تردي الخدمات العامة في المناطق المحررة وإهمال احتياجات ومطالب المواطنين.

وقد تمخض عن اجتماع ممثلي مديريات محافظة البيضاء، إعلان تشكيل الحراك البيضاني، وتشكيل هيئة لإدارته في هذه المرحلة تتكون من 27 شخصا يمثلون مختلف المديريات وكافة التكوينات الاجتماعية.

وأعلن الحراك البيضاني، في أول بيان أصدره عقب التأسيس، عن جملة من المطالب تصدرها 30 مطلباً تناولت قضايا عدة تهم أبناء المحافظة، ويمكن إيجاز معظمها في نقطتين رئيستين: الأولى، تتمحور حول استقلالية المحافظة من خلال تركها لأبنائها يديرونها ووقف تدخلات الأحزاب في قرارات المحافظ، وإتاحة المجال له دون تدخل الأحزاب بأعمال المكاتب التنفيذية وقرارات المحافظ، والتأكيد علی استقلالية الجيش والأمن والمحور والألوية التابعة لمحافظة البيضاء من تدخلات الأحزاب السياسية، والمطالبة باستيعاب المجندين الجدد والمنضمين من أبناء البيضاء في المنطقة العسكرية الرابعة وتشكيل كتائب بقيادات عسكرية مستقلة من أبناء المحافظة، واستكمال تحرير محافظة البيضاء.. بينما تركز النقطة الثانية علی الوظيفة العامة في القطاعين المدني والعسكري من صرف رواتب الموظفين وتوظيف واستيعاب ودرجات وظيفية ومقاعد دراسية والقبول في الكليات العسكرية ومنح دراسية.

بينما شملت بقية المطالب، مطالب أخرى تهم أبناء المحافظة وتستهدف تطوير مستوی الخدمات وتسريع وتائر التنمية الشاملة في البيضاء في مختلف القطاعات.

ويقول قائد الحراك البيضاني المستشار القانوني فتحي العسيلي، في تصريح لـ"نيوزيمن"، إن غالبية أبناء محافظة البيضاء استجاب للحراك، وأن الشخصيات الاجتماعية في البيضاء جزء من نسيج أبناء المحافظة والكثير منهم تم تهميشه في الفترة السابقة، ما دفعهم إلی مساندة تشكيل الحراك البيضاني.

ويضيف: "قرارنا لارجعة فيه، وحقوقنا لن نساوم عليها ولن نتراحع مهما كان الأمر، يكفينا تشرذما وضياعا.. حقوقنا ومستحقاتنا أضعناها بمهاترات وصراعات شخصية بغيضة لاجدوى منها انعكست سلبيا علی البيضاء التي مازالت تعاني منها حتی اللحظة وتنتظر الفجر المشرق وتراقب أبناءها ما عساهم يقدموا لها ولأنفسهم في المرحله القادمة".

وعن موقف الحراك البيضاني في حال لم يتم تنفيذ مطالبهم، قال العسيلي "سنواصل مطالباتنا بالطرق المنظمة والمنتظمة عبر الدستور والقانون ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني حتى يتم تحقيقها".

وأوضح العسيلي، أنه بلغ عدد الأعضاء المقيدين في كشوف تأسيس الحراك البيضاني 847 شخصا بينما مايزال الانتساب اليه متواصلا بعد التاسييس.

ويرى علي الرصاص، أحد المساهمين في تأسيس الحراك، أن تسجيل الأعضاء خطوة أولية للتصعيد يتبعها تشكيل "المجلس المركزي" الذي سوف يشرف على تسيير خطوات الحراك مستقبلا. مضيفاً "لابد أن يفهم الجميع أن الحراك البيضاني بعد أن أُعلن، لا رجعة عنه الا بتحقيق مطالب أبناء البيضاء".

ومضی الرصاص قائلاً، "بدون الحراك لن يهتم قادة الدولة لمطالبنا".. لافتا إلی أن هناك جملة من المطالب سيتبناها الحراك وفي مقدمة ذلك المطالبة برفع ميزانية محافظة البيضاء بحسب موقعها وعدد سكانها، علما بأن موازنة مديرية السبعين بصنعاء 37 مليار ريال ومحافظة البيضاء لم تتجاوز ميزانيتها 11 مليار".

المستشار الإعلامي ناصر الشليلي يقول من جانبه، إن "الحراك البيضاني ليس جمعية، بل فكرة وليس اشخاصا، بل قضية".. مضيفاً "سوف نستمر في المناداة بحقوق ومتطلبات البيضاء تحت أي شعار ينتمي للبيضاء القضية والإنسان".

أولی ثمار الحراك

ويكشف قيادي في الحراك، أن أولی ثمار تأسيس هذا الحراك تمثلت باستجابة قيادة الدولة لإحدی مطالب المحافظة التي حملها الحراك والمتمثل باعتماد ميزانية أولية بمبلغ مليار ريال لمحافظة البيضاء لمواجهة الاحتياجات والالتزامات العاجلة بحسب ما أعلنه الرئيس عبدربه منصور هادي في اجتماع عقده مع محافظ البيضاء مؤخرا وتأكيده بأنه سيتم تقديم الدعم اللازم للبيضاء بكافة أشكاله المادية والمعنوية ومعاملة شهداء وجرحى البيضاء أسوة بشهداء وجرحى جبهات المحافظات التي تقع في إطار الشرعية"، بحسب ما ذكرت وكالة سبأ.

ويری محمد المشدلي، وهو أحد أبناء المحافظة هذه الخطوة أنها "نتيجة للحراك البيضاني" الذي أخذ في التصاعد والاتساع علی مستوی مديريات المحافظة ليكون حاملا لمطالب المحافظة وأبنائها.

ولم تتضح بعد المعالم كاملة لهذا الحراك الذي أخذ في التوسع، لكن لا يمكن إغفال حجم الاتهامات التي وجهها منتمون لحزب الإصلاح لهذا الحراك وأعضائه ومن يروجون له، والتي وصلت حد وصف هذا الحراك باًنه "سم في العسل". وآخرون اعتبروه حراكا لأشخاص يبحثون عن قرارات لهم في حكومة الشرعية ولم يحصلوا عليها، وشحاتين يبحثون عن استرزاق بأسماء البيضاء وجبهاتها ولم يحصلوا عليها.

بينما رأى آخرون، أن أي أشخاص أو جهات تدعي حق التمثيل لأبناء البيضاء أمام الجهات الحكومية متجاوزة صلاحيات المحافظ، فهي لا تمثل إلا نفسها، ولوحوا 
بأنه سيتم وقوف الجميع في وجههم باعتبارهم يسعون إلى شق الصف البيضاني، حد زعمهم.