ميناء الاصطياد السمكي بعدن "خرابة" تسكنها الأشباح

إقتصاد - Tuesday 14 August 2018 الساعة 08:15 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

تحول أكبر ميناء ومركز للإنزال والتصدير السمكي في اليمن، إلى خرابة تسكنها الأشباح، الأمر الذي تسبب بإفلاس شركات، ودفع آلاف الأسر إلى الفقر، وحرمان خزينة الدولة مليارات الريالات.

وتسببت الحرب التي دارت رحاها في عدن بين ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والمقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي عام 2015، بغرق 13 سفينة أصابتها قذائف الحوثي في مرسى ميناء الاصطياد السمكي، والتي لازالت قابعة تحت المياه حتى الآن.

ويدخل ميناء الاصطياد السمكي بعدن، عامه الربع من التوقف عن نشاطه الخدمي والاقتصادي، مع استمرار إعاقة السفن الغارقة لقوارب وسفن الصيد والتصدير عن العمل، كما تعرضت بناه التحتية للتآكل ويحتاج الى إصلاح وإعادة تأهيل.

تجاهل الحكومة لميناء الاصطياد السمكي ومعاناة الصيادين، يُثير سخطاً كبيراً في أوساط المواطنين والصيادين وشركات شحن وتصدير الأسماك، كون الميناء يشغل عددا كبيرا من العمالة ويعد من اهم الموارد الاقتصادية.

وأثارت تصريحات وزير الثروة السمكية، فهد كفاين، التي أطلقها من القاهرة، أمس الأول، وتناقلتها وسائل الإعلام "أن الحكومة تقوم بتعويض الصيادين وتأهيل المنشآت السمكية، ورفع مستوى الإنتاج"؛ غضب الصيادين في الوقت الذي يعيشون في وضع مأساوي، وحالة فقر مدقع، لتوقف ميناء الاصطياد السمكي بالتواهي حجيف عن الخدمة منذ سنوات.

ويرى مهتمون أن تصريحات وزير الثروة السمكية تثير غضب الصيادين مثل وليد الهبس الذي أعرب عن غضبه الشديد لتصريحات وزير الثروة السمكية في الوقت الذي تهمل الحكومة أهم ميناء اصطياد سمكي في اليمن.

وقال الهبس لـ"نيوزيمن": "وزارة الثروة السمكية تُطل على ميناء الاصطياد السمكي حجيف عدن وتبعد عدة امتار فقط، ولا تحرك ساكناً والميناء معطل وكأن الأمر لا يعنيها حيال أهم مرفق سمكي يعود بمليارات الريالات على خزينة الدولة، ويشغل آلاف الأيدي العاملة".

وبنفس الغضب والسخط، تتعالى أصوات صيادين آخرين في عدن حيث يقول أحدهم: "كان ميناء الاصطياد السمكي خلية نحل سفن تأتي محملة بالأسماك وأخرى تذهب به إلى دول العالم، واليوم أربع سنوات ونحن عاطلون عن العمل ننظر متى تتحرك الحكومة وتنتشل السفن الغارقة من الميناء".

ويضم ميناء الاصطياد السمكي بعدن ثلاجات مركزية تبلغ سعتها آلاف الأطنان لحفظ الأسماك، وأرصفة وورشا ومخازن تبريد ومصانع للثلج، وكان الميناء يضطلع بحزمة من الأنشطة والخدمات منها استقبال السفن السمكية وتنفيذ
عمليات الشحن والتفريغ والصيانة لمعدات الاصطياد.

ويملك اليمن مخزونا سمكيا هائلا على طول الشريط الساحلي الممتد 2500 كيلومتر، حيث يسمح المخزون باصطياد نحو 400 ألف طن سنوياً، وتبلغ مساهمته
في الناتج المحلي الإجمالي نحو 3.4%، لكن هذا القطاع الهام المتجدد لم يلق حقه من الاهتمام.

ويعيش القطاع السمكي في اليمن وضعاً غير مسبوق، نتيجة لجملة من الصعوبات التي تحد من أنشطة الاصطياد، وعزوف الصيادين عن المهنة، مما تسبب بارتفاع أسعار الأسماك التي باتت بعيدة عن قدرات الناس الشرائية.