محمد البيضاني يروي لـ"نيوزيمن" تجربته في مخيمات الحوثي الطائفية

السياسية - Thursday 15 November 2018 الساعة 05:51 pm
صنعاء، نيوزيمن، عماد طربوش:

"محمد. ن . ع"، أحد أبناء منطقة الوهبية في البيضاء، التحق بإحدى دورات التثقيف الطائفية التي تنظمها المليشيات الحوثية للمجندين الجدد في صفوفها لإكسابهم ثقافة كهنوتية من ملازم الصريع حسين الحوثي وخطب ومحاضرات زعيم المليشيا الحالي عبد الملك الحوثي.

يحكي محمد لنيوزيمن تفاصيل رحلته القصيرة مع عصابة عبد الملك الكهنوتية، ويقول: انضممت مع أحد أقربائي الذي أوهمني بالفيد الكثير الذي يحصلون عليه في الجبهات، وذهبت إليهم في صنعاء، وتم إرسالي إلى دورة ثقافية، كما يسمونها.

ويضيف محمد: تم نقلنا إلى محمية برع الطبيعية فى الحديدة، حيث تستغل المليشيات المنطقة بكثافة أشجارها غطاءً من الطيران وأيضاً لبعدها عن الجواسيس، كما تقول المليشيات.

وكان برنامج الدورة هو الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بساعة كاملة للتسبيح، وبعد ذلك الصلاة، ومن ثم نجلس نردد أدعية لعبد الملك الحوثي وأن ينصره الله، وتمجيده بالدعاء حتى شروق الشمس، وبعد ذلك ننتقل إلى محاضرات ودروس عن حسين الحوثي ودوره البطولي وكيف أنه منقذ للأمة، وذلك إلى العاشرة صباحاً، وتتخلل الدروس مقاطع أفلام من مسلسلات إسلامية.

وقال محمد، إن البرنامج في المساء يقتصر على دراسة ملازم حسين الحوثي ومحاضرات عبد الملك الحوثي وينتهي في العاشرة ليلا من بعد صلاة العشاء.

يحكي محمد عن حالات تذمر وضيق شديد عايشها المتواجدون في الدورة معه، ومنهم من بدأت تظهر عليه تصرفات المرضى النفسيين والمجانين، ومنهم من يعايش كوابيس مرعبة في الليل بينما يصمد القلة فقط من المشاركين في الدورة والبقية نقلوهم إلى الجراحي وتركوهم يغادرون مع إعطائهم أجرة السيارة فقط ألف ريال لاغير.

وقال إنه ذات يوم جمعة كان يتصل بزوجته في مكان بعيد قليلا عن مقر المخيم وأثناء حديثه معها بالهاتف توجه نحوه اثنان من الحوثيين وأخذا الهاتف وتحدثا مع زوجته وحققا معها حول ما دار بينها وزوجها من حديث على الهاتف.

شعر محمد بغضب واستياء شديد وقال إنه أخبرهما صراحة بعد أيام أنه لايستوعب هذه الدروس وأنه جاء ليشترك فى تدريبات عسكرية على أسلحة متنوعة كما هو الاتفاق وليس على دراسة.

وأشار أنهم نقلوه إلى الجراحي وسلموه ألف ريال فقط لكي يعود إلى بلاده، بينما هذا المبلغ لايكفي أجرة السيارة إلى مدينة حيس وانه خلال الدورة لم يتم التطرق إلى أي جانب عسكري وأن كل الدروس هي تمجيد عيال بدر الدين الحوثي.

وأكد محمد أن كثيراً من الذين يشاركون في الدورات يصابون بأمراض نفسية وجنون وأن القليل فقط منهم ينسجمون مع هذه الدروس وبالذات الذين يأتون بهم من حلقات الذكر في المساجد بصنعاء وحجة وعمران وذمار.