نقاش "صعب" أداره الاقتصادي المفاوض أحمد غالب: "مرونة الدولة" في كواليس السويد

إقتصاد - Monday 17 December 2018 الساعة 10:03 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

"الشعور بمعاناة الشعب والحرص على تخفيفها. هو ما يجعل الدولة اليمنية تستجيب لكل الدعوات وتتعامل بمرونة كبيرة مع أي مقترح يسهم في تخفيف تلك المعاناة".

جملة تفسيرية (اعتبرها البعض تبريرية)، إزاء جدل محتدم حول مخرجات مشاورات السويد والاتفاق المبهم أو الاتفاقات، بدأ بها رجل الدولة والاقتصاد الخبير اليمني المخضرم أحمد غالب، منشوراً مركزاً، وهو أصبح حوارياً ومادة أقيمت حولها طاولة نقاش مصغرة وتلقائية في حسابه على منصة الفيسبوك.

أحمد غالب، مسئول الملف الاقتصادي ولجنته ضمن الوفد الحكومي في مشاورات السويد، وهو أيضاً أحد أعمدة اللجنة الاقتصادية الحكومية، قال إنه وأمام كثرة تساؤلات واستفسارات ترده تباعاً حول المولود الذي تمخضته مشاورات السويد ارتأى أن يكتب منشوراً مقتضباً، وأصبح هو مادة نقاش استقطب إليه مهتمين واقتصاديين وإعلاميين وناشطين، وحتى موظفين في المالية راحوا يعتبون على مسئولهم السابق التقصير في الدفع نحو صرف مرتباتهم بصنعاء.

إشارة غالب التوكيدية إلى "الدولة اليمنية" في سطر المقدمة، استدعى تعليقات متنافرة، لكنها اتفقت حول مسألة جوهرية "أين هي تلك الدولة؟".

علي الجبولي سأل: "تستجيب لكل الدعوات وتتعامل بمرونة.. مفهوم يا أستاذ، ولكن إلى متى سيظل الوضع بهذه الاستجابات والفرض..؟!".

وقال شفيق الجماعي "الشعب يريد الحسم نهائيا على أن لا تعود الحرب بكرة وبعده".

يكمل أحمد غالب، بصدد مرونة الدولة والاستجابة للمقترحات تخفيفاً للمعاناة، "وفي مقدمة ذلك وفي القلب منها معالجة الوضع الاقتصادي ودفع مرتبات العاملين ومعاشات المتقاعدين وإنهاء معاناة آلاف الأسرى والمحتجزين والمخفيين قسراً، وكذلك محاولة إعادة فتح معابر تعز ورفع الحصار عنها، إضافة إلى فتح مطار صنعاء أمام الملاحة الجوية لتيسير حركة المواطنين وفي مقدمتهم المرضى وكبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة، والطلاب وغيرهم ممن يحتاجون إلى السفر لأغراض مختلفة معظمها إنساني، وإنهاء معاناتهم الحاليّة التي أضحت حكايات تروى وقصصاً تحكى".

أجمل غالب كل شيء، تقريباً، في عجالة موجزة ومركزة وعبارة واحدة بدون حتى علامات توقف أو فواصل تنفسية.

لكن الأهم في كل شيء قاله هنا، هو ما قاله ولم يقله في آن. لم يقلها صراحة، لكنه قال أولاً، إن التنازلات الكبيرة أو ما دعاها "المرونة" مبررة بالاستجابة لمعاناة الناس (..).

بالتأكيد الحديث حول السويد الآن، وما يجلبه من ردود وتعليقات متحفزة، ليس ما يوده المشاركون العائدون من ورشة ستوكهولم والنتائج المثيرة للجدل والغموض معاً.

وكتب مراد المقطري "وفقكم الله لكل خير. ولو أن هذا الأمر يعد الاعتراف بشيء من ...، وخير وسيلة للدفاع الهجوم، وإنهاء الانقلاب".

وبالمضي في تعليقات وردود، يظهر من بعيد السياسي الناصري السابق والصحفي اليمني المعروف، حسن العديني، معطياً تعليقاً أكثر إيجازاً وتركيزاً جهة صديقه "اقترح عليك أيها الصديق العزيز أن تلوذ بفضيلة الصمت... اسكت لك يا صاحبي وبس...".

يرمي العديني بإشارات بعيدة ويفهم أن صديقه يفهم ما يرمي إليه.

رد غالب أن "المحاولة مطلوبة، ومن لا يستطيع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".

ومجدداً علق مجيباً إلى نصيحة صديق "ومع ذلك، سنفكر ملياً بالنصيحة. لكن الأسئلة الكثيرة، وعدم القدرة على الرد على كل تساؤل أجبرنا على كتابة المنشور".

ويلتقط المبادرة عبدالقادر محمد النزيلي "تلك الخطوة قطرة من مطرة قادمة، وأنت أخي أحمد رجل تحب وطنك وحاير بينهم، وربنا المعين لما يعانيه الوطن والمواطن من هؤلاء جميعاً".

ونجد مداخلة قيمة تصلح كختام لهذا العرض، من زميل مالي واقتصادي ومدير حكومي (سابق)، خالد محمد الغرافي، وهو أكثر تفصيلاً ومصارحة "زعم غريفيت أنه اتفق الطرفان في استكهولم على أن يتم إدارة الحديدة من قِبل السلطة المحلية التي كانت قبل انقلاب الحوثي في 2014 والتي أعضاؤها إما هارب من جحيم الحوثي خارج الوطن أو بالداخل في المحافظات المحررة أو معتقل في سجون الحوثة أو أصبح مواليا لسلطة الانقلاب".

مضيفاً "النتيجة أن ليس هناك من قوام تلك السلطة من هو موال للشرعية، وبالتالي ستكون عملياً الحديدة تحت سلطة الحوثي بشكل مباشر من خلال أعضاء السلطة المحلية المتواجدين حالياً في مواقعهم من قبل الانقلاب الحوثي والموالين لجماعة الحوثي بشكل كلي".