إتاوات التجار تكسر ظهر المواطن.. الحوثي يلغي أرشيف الضرائب ليبتز كبار المكلفين

إقتصاد - Wednesday 16 January 2019 الساعة 11:47 pm
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

فرضت جماعة الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، زيادة في الضرائب بنسبة 200% في مناطق سيطرتها، وحركت آلتها الإعلامية لحث المشمولين على الدفع، والتهديد بإجراءات صارمة ضد من قد يتخلف.

وكثفت الميليشيا الضغوط على التجار والقطاع الخاص وملاك العقارات والمؤجرين بالعاصمة صنعاء، مع بداية العام الجديد 2019، بالتوازي مع حملة تهديد ووعيد للمتخلفين عن دفع الضرائب.

وجاء قرار الزيادة الضريبة بعدما استكملت ميليشيا الحوثي، السيطرة على قيادة وإدارات وأقسام ومكاتب مصلحة الضرائب، وحوثنة المناصب الإدارية والوظيفية بعناصر موالين للجماعة.

وقال مصدر في المصلحة لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيا الحوثي، عملت على التلاعب بملفات قديمة تخص شركات ومكلفين، لقضايا جرى تسويتها مع الحكومات السابقة، منذ سنوات، أو لمشاريع حصلت على إعفاءات حكومية لغرض تشجيع الاستثمار، في فترة ما قبل اجتياح صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة.

الضرائب تستكمل ذبح المواطن

ووصف مختصون الإجراءات الحوثية الأخيرة بأنها استكمال لذبح المواطن، خاصة بعد فرض الزيادات الضريبية على التجار وكبار المكلفين، وحتى ملاك العقار والمؤجرين، بنسب مضاعفة على الضرائب المقرة سابقاً.

وبحسب مصادر رسمية، فإن الحوثيين فرضوا زيادة بنسبة 200% في الضرائب بصنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتهم منذ مايو الماضي.

ويقول اقتصاديون إن الزيادات الضريبة لم تؤثر على المشمولين بها، فالتاجر يقوم بدوره بإضافة المبالغ التي يدفعها للحوثيين، على السلع وبالنتيجة يتحمل المواطن البسيط تبعات تلك الضرائب، ويدفعها من قوت يومه.

ويقول أشرف الغيثي لـ"نيوزيمن" تعليقا على هذا الإجراء، إن مصلحة الضرائب حين قررت الزيادة تجاهلت تماماً بأن هذه الزيادات سيدفعها المواطن وليس التاجر".

ضرائب ولا مقابل

ويتساءل المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، عن ما الذي تقدمه حكومة الحوثي للمواطن والموظف لتفرض كل هذه الضرائب، خاصة وأن أبسط الخدمات الأساسية متوقفة منذ اجتياح العاصمة في سبتمبر 2014 فضلا عن قطع مرتبات موظفي القطاع العام وسرقة المعونات الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية.

وتقول أم سهيل، من منطقة بيت بوس بصنعاء: "شغلونا كل يوم بالإذاعات ضرائب.. ضرائب.. أيش بتقدم لنا والا أيش عملت لنا هذه الدولة (دولة الحوثي).. بيزيدوا يسرقوا القوت اليومي علينا ويقطعوا مرتباتنا".

مطالبات بفارق سعر الدولار على ضرائب مدفوعة

وتفاجأ القطاع الخاص ورجال أعمال وتجار، بمطالبة الحوثيين بسداد ضرائب تم دفعها بالريال اليمني عن أعوام 2017 و 2016، وأيضا مطالبتهم دفع ضريبة عن فارق سعر صرف الدولار لعامي 2016 و2017 مقارنة بالعام 2018، وهو أمر لم يستوعبه كثيرون.

ويقول أحد تجار المواد الغذائية تعليقا على هذه الجزئية: "لا أعرف كيف طلعت لهم هذه الفكرة.. رغم أن جبي الضرائب بالريال وليس بالدولار؟ وما معنى هذه الفكرة أو ما هو المقصود منها"!

وأكمل قائلاً: "حاولنا مناقشة المسئولين بمكتب الضرائب بذمار لتوضيح الفكرة، لكن رفضوا أن يفهمونا كيف، ومن أين جاءت"!

وأضاف: "كل يوم يرسلوا طقومات أمنية لإحضارنا ويصدروا أوامر بالإحضار والحبس القهري.. وملايين تدفع لهم ومليارات تورد لخزينتهم".

وسبق أن ألزمت سلطة الحوثيين شركات القطاع الخاص ورجال الأعمال والتجار بدفع ضرائب العام القادم 2019 مضافاً عليها جبايات الزكاة وما يسمى بالمجهود الحربي مقدماً مقابل السماح لهم بمواصلة مزاولة العمل، ومنحهم البطاقة الضريبية.

وطالت الإجراءات الحوثية الضريبية أصحاب البقالات والمتاجر الصغيرة والكافتيريات، وحتى الباعة على الأرصفة والمتجولين، حيث أجبروا على دفع مبالغ نقدية يومية بذريعة الضرائب إلى جانب دفع جبايات المجهود الحربي بشكل مستمر ودوري.

واضطر عدد من التجار ورجال الأعمال والمستثمرين إلى وقف أو نقل أنشطتهم التجارية والاستثمارية من مناطق سيطرة الميليشيا، بسبب إجراءات الحوثيين وجباياتهم التعسفية للأموال.

وأغلقت الكثير من المراكز التجارية الكبرى بصنعاء، خلال العام الماضي، أبوابها منها مركز ضمران التجاري، والذي كان يعمل داخله 350 موظفا وموظفة فقدوا مصدر دخلهم هم وأسرهم.