ما عدا العود جنوباً وكتاف شمالاً جميع الجبهات متوقفة.. هل انتهت الحرب مع الحوثيين؟

السياسية - Thursday 18 April 2019 الساعة 01:18 am
محافظات/المخا، نيوزيمن، خاص:

جبهة في الجنوب وأخرى في الشمال تعملان في الأثناء، وثالثة محدودة في الوسط أخمدها تكالب حوثي أخذ جبل حلموس في أطراف البيضاء جهة يافع لحج. هل انتهت الحرب مع المليشيات الانقلابية الحوثية في بقية ومعظم الجبهات إذاً؟ لماذا تتوقف كافة الجبهات ويتفرغ الحوثيون للعود بإب وبوابة الضالع؟

حرب ضارية تتواصل في جبهة العود - مريس على جانبي إب والضالع، وهي أحدث وآخر جبهة اشتعالاً مع الحوثيين. وتخوض قوات اللواء 30 مدرع مسنودة بقوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) إضافة إلى قوات الحزام الأمني والأمن الخاص والمقاومة الشعبية معارك طاحنة في مختلف محاور جبهات العود- النادرة - حمك - مريس قعطبة، وتمكنت من التقدم في مناطق مهمة، واستعادة مواقع، وتأمين أخرى، وتكبيد المليشيات الحوثية خسائر كبيرة، سيما في الأيام الأربعة الأخيرة.

والأربعاء أعلن عن تمكن قوات الجيش، مسنودة بطيران التحالف، من تحرير مواقع جديدة في مديرية كتاف البقع شمالي محافظة صعدة. ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة، عن مصدر عسكري، أن وحدات من الجيش الوطني نفذت هجوماً خاطفاً تمكنت خلاله من تحرير مواقع جديدة بالقرب من وادي النخيل بوادي الفرع في مديرية كتاف، موضحاً أن المواقع التي تم تحريرها هي جبل الشهداء وتبة مسطح.

وبين جبهة في أقصى الجنوب وأخرى في أقصى الشمال، انسحبت (في الوسط) قبائل مقاومة البيضاء من جبل استراتيجي مشرف على الحد بيافع لحج، بعد معارك طاحنة مع المليشيات طوال أسبوع انتهت بسيطرة الحوثيين على جبل حلموس يوم الأربعاء 17 أبريل 2019.

وقالت مصادر محلية لنيوزيمن، إن مليشيات الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) شنت هجوماً عنيفاً، في الساعات اﻷولى من صباح الأربعاء، على مواقع المقاومة الشعبية المتمركزة بجبل حلموس الاستراتيجي. وانسحب أبناء قبائل آل عمر وآل حميقان من الجبل عقب معارك عنيفة مع المليشيات الحوثية التي هاجمت بغطاء ناري كثيف من قذائف الدبابات وقذائف البي إم بي وعيارات 23.

يشار إلى أن جبل حلموس الاستراتيجي يطل على مواقع المقاومة في مديرية ذي ناعم، كما يطل على أولى مناطق محافظة لحج، وهي بلاد الناصفة وبعض مناطق حد يافع.

وهذه آخر حلقة في مسلسل من الخيبات والخذلان والغرابة على كافة محاور وجبهات البيضاء التي تدخل بياتاً بارداً وطويلاً دونما مقدمات أو استراتيجية مفهومة فيما إذا كانت هناك أي استراتيجية.

وباستثناء العود وكتاف البقع تكاد تكون بقية الجبهات في عموم المحافظات والمحاور باردة أو مبردة، الأمر الذي يبعث على الأسئلة من كل نوع، وكانت هناك توقعات بأن البرلمان يمكن أن يستدعي إلى سيئون وزير الدفاع لمساءلته بشأن توقف الجبهات (..) لكن الأمر ذهب أدراج الأمنيات ورفعت الجلسة باستجواب وحيد لوزير الإعلام حول عدم نقل وبث جلسات النواب.

وطال انتظار عملية مرتقبة لتحرير صرواح مأرب بحسب وعد وإعلان سابق من وزير الدفاع عن خطة جاهزة في هذا الصدد قبل أسابيع طويلة. في حين أن قوات المنطقة الخامسة في حجة أنهت مبكرا فاصلا قصيرا من العمليات في عبس وبني حسن وعادت الأمور إلى حال البرود.

ولا جديد في نهم صنعاء كما في محور الجوف وامتداد محور مأرب واتصالا مع محور البيضاء وإلى محور إب أيضا حيث عمليات العود تنوء بمعظم الجهد فيها قوات من خارج المحور قدمت من الساحل الغربي والجنوب علاوة على المقاومة القبلية والشعبية بينما قوات وقوام محور إب خارج المسرح العملياتي وحتى السلطة المحلية من طرف الشرعية لا حس لها وكأنها في عالم آخر.

ويتبقى قوات اللواء 35 مدرع وعملياته التأمينية في الأقروض بتعز وإخماد محاولات وهجمات حوثية لتحقيق اختراقات وخلخلة الجبهة علاوة على إحباط عمليات كبيرة لتهريب الأسلحة بالأطنان كانت ذاهبة للحوثيين.

وعند الساحل الغربي والحديدة سجال الخروقات التي باتت حربا فعلية يتواصل والتصدي من المقاومة المشتركة في مديريات التحيتا وحيس والدريهمي والجاح وداخل الحديدة.

لا أحد سيعرف لماذا تبرد كافة الجبهات وتتوقف العمليات وتخرج قوات وقوام المناطق العسكرية عن العمليات دفعة واحدة؟

وهل يراد مثلا، كما قيل وحدث في حجور حجة، أن يتاح وقت كاف وأكثر أمام المليشيات الحوثية لتتفرغ للحرب في العود وعلى مشارف الضالع وتغيير الوقائع ومجريات حرب تحكمت فيها مبكرا تعزيزات القوات القادمة من الجنوب ومن الساحل الغربي؟

ما الذي تفكر فيه الشرعية وقيادة الجيش أمام معطيات خارطة عسكرية بهذه التبدلات والفراغات والمساحات الباردة التي تتسع وتتكرس من دون أي فرصة للإجابات والفهم؟