دراسة استقصائية: 2% من اليمنيين يستأثرون على 80% من دخل البلاد

إقتصاد - Sunday 09 June 2019 الساعة 07:35 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أنتجت الحرب التي دخلت عامها الخامس في اليمن واقعاً اقتصادياً ومعيشياً جديداً، تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان في العالم، مدفوعة بالنزاعات والتراجع الاقتصادي والانهيار المستمر للمؤسسات والخدمات العامة.

وإلى جانب عشرات الآلاف من القتلى والإصابات الناجمة عن النزاع، تعطلت سُبل العيش، وفقد 45 في المائة من اليمنيين مصدر الدخل الرئيسية لهم، وغابت العدالة الاقتصادية، ودُمرت آليات إعادة التوزيع للثروة، ما أدى إلى زيادة حجم الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

وأكدت دراسة حديثه أعدها الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد سالم شماخ، أن 2 في المئة من اليمنيين فقط يستأثرون بما مقداره 80 في المئة من دخل أفراد المجتمع اليمني، مقابل 98 في المئة من المواطنين يعيشون ضمن فئتي متوسط وضعيف الدخل.

وأشارت الدراسة المعنونة بـ"الواقع الاقتصادي والمعيشي اليمني والآثار المترتبة عن الأزمة التي عاشتها البلاد منذ مطلع العام 2011"، أن شريحة واسعة من اليمنيين تعاني من الفقر المدقع ونسبة هؤلاء تتراوح بين 40 إلى 50%، يعيش 85% منهم في الأرياف مقابل 15% من ساكني المدن والمناطق الحضرية.

ويستأثر قله من الناس على موارد الدولة، إذ تقتصر ميليشيا الحوثي الانقلابية على صرف رواتب لما تسميه "المجلس السياسي، ومجلس النواب، ومجلس الشورى، ومجلس الوزراء، ومكتب الرئاسة" -العاملين تحت إمرتها- مع جميع المخصصات شهرياً، دون موظفي الدولة الحقيقيين الذين يتضورون جوعاً.

وأوقفت ميليشيا الحوثي رواتب موظفي الدولة والضمان الاجتماعي وإعاشة المتقاعدين، وتبرر صرف رواتب ومخصصات عناصرها "أنهم رموز دولة ومسئولون عن تسييرها"، ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها "نيوزيمن" يستلم وزراء ميليشيا الحوثي سبعمائة ألف ريال، اعتمادات من وزاراتهم شهرياً.

فيما تصرف دولة هادي رواتب للوزراء الذين يقيم غالبيتهم في الخارج، 7 آلاف دولار شهرياً، و5 آلاف لكل وكيل وزارة، والمستشار 3 آلاف دولار، والمساعدين 2500 دولار، والمدراء 2000 دولار، وبدل سفر ومنحا علاجية ومساعدات لطاقمها الحكومي طوال العام.

وقالت وكالة دولية إن نسبة كبيرة من اليمنيين يواجهون الموت والجوع والمرض، وبلغت درجة المعاناة مستويات غير مسبوقة، ويحتاج 80٪ من السكان إلى المساعدة الإنسانية، منهم 7.4 مليون طفل.

وأكد تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حصل "نيوزيمن" على نسخة منه، أن 19.7 مليون يمني يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، وباتت الأمراض غير المعدية تقتل الناس أكثر من الرصاص والقنابل.