الهجمات الإرهابية في عدن: الإمارات وليس الحوثي!

السياسية - Friday 02 August 2019 الساعة 02:49 pm
عدن، نيوزيمن، أمين الوائلي:

>> هجومان إرهابيان منسقان، تبنت مليشيا الحوثي أحدهما، لكن الإخوان يشددون على أن الحوثيين ضحية سوء فهم مع أنفسهم، فسارعوا يتبنون الهجوم!

يقول الإخوان، إنَّ القوات الأمنية والعسكرية في الشيخ عثمان والبريقة في عدن قتلت نفسها؛ تفجيراً بسيارة معبأة بالديناميت. وقصفاً بصاروخ وطيران مسير؛ ليتسنى للضحايا والقتلى فيما بعد (..) استخدام المجزرتين في مكايدة الإخوان في الشرعية ومكايدة الحوثي.

ليست هذه سابقة على الإطلاق. لقد أشاعوا كثيراً واستماتوا في الدفاع عن نظرية تقول إنَّ الرئيس علي عبدالله صالح هو من دبر كل شيء ليقتل نفسه وأركان دولته ونظامه في تفجير جامع الرئاسة بجمعة رجب. القتلة دائماً يأخذون المبادرة إلى تقديم النظريات ومساعدة الناس على الإمساك بالجاني مبكراً، وليس إلا الضحية نفسه. مفجرو النهدين وجمعة رجب يمتلكون تراكماً في الخبرة والفجور إلى ما لا نهاية.

>> قيادة "حراس الجمهورية" شدَّدت على أمن عدن والجنوب واستهجنت تحريض "تحالف الإرهاب والكهنوت" وأكدت: معركتنا شمالاً لتحرير صنعاء (بيان)

كتائب وذباب الإخوان والملحقين بهم في منصات التواصل الاجتماعي، أغرقوا الفضاء الافتراضي بصنوف التشفِّي والارتياح خلال تناول هجومي عدن الإرهابيين صباح يوم الخميس الأول من أغسطس. وسارعوا إلى الضغط العجيب على مسئولية الضحايا، من شرطة وحزام، عن الهجومين اللذين تعرضا لهما (..).

ولم يجدوا مشقة في إقحام اسم الإمارات أيضاً، بحكم العادة وكهدف أول على مدى أشهر من الحملات والتحريض مستخدمين كل مناسبة وبلا أي مناسبة. مؤخراً لم تعد الحرب مع الحوثيين على جبهة الإخوان ومساحة كبيرة يشغلونها في عقل وأجهزة الشرعية. لقد حولوا المعركة فعلياً ضد الجنوبيين والإمارات وحلفاء الاثنين. حدث ويحدث هذا بنظر ورؤية قيادة التحالف في عاصمة التحالف. والنتيجة الأقرب إلى الخبرة هي ما أضيف صباح الأول من أغسطس إلى خبرة عدن مع الإرهاب في كل من الشيخ والبريقة.

تبنت مليشيا الانقلابيين الحوثيين القصف الصاروخي على معسكر الجلاء. ويصر إخوان الشرعية والحوثيون على أن هؤلاء وقعوا ضحية سوء فهم مع أنفسهم وانطلى عليهم الخداع الذاتي فسارعوا يتبنون الهجوم!

وفي خلفية المجادلة الإخوانية عن الحوثيين، الحاجة إلى الإفلات من حيثيات ودلالات التزامن المنسّق مع الهجوم الإرهابي الذي استهدف شرطة الشيخ عثمان وخلف العشرات، شهداء وجرحى.

تبرئة الحوثيين من القصف ضرورة لتبرئة حلفاء الحوثيين من الهجوم. والحال أن الهجوم والقصف عمل إرهابي واحد من جولتين والغاية واحدة. أما التزامن فيشي بما هو أكبر من التنسيق وأكثر من مجرد مصلحة مشتركة طارئة.

نجح الإخوان، وهذا حقهم أن نعترف لهم، في تعطيل وتجويف معركة التحالف من الأهداف التي تبناها ونشأ لأجلها وبسببها. وما إسكات الجبهات وتسعير الصراعات والمعارك والانفسامات ضمن وداخل التحالف والشرعية إلا دلائل ومؤشرات يرفض البعض عن مقامرة ومكابرة التوقف عندها والإقرار بفداحة السوء الذي لحق بجبهة واسعة وعريضة راحت تتآكلها المؤامرات والاختراقات العميقة لمصلحة التحالف القطري الإيراني.

الانتصارات الحاسمة في جبهات شمال الضالع، وصولاً إلى يومي الثلاثاء والأربعاء، السابقين على خميس عدن الدامي، وتوجتها معركة تحرير بتار وما حولها، استتبعت ردة فعل ممن استفزتهم الحسابات المباغتة وخارج حساباتهم وتوقعاتهم التي راحت تتهاوى تباعاً وبداية من تبدد أوهام ورهانات التوغل الحوثي في الضالع وما بعد الضالع.

كل ما قاله وما سيقوله إخوان الشرعية والحوثيين قبل وبعد هجومي عدن الإرهابيين يجب أن يوثق، وهو يوثق. وفي ضوء يوميات الحرب والتحريض والشيطنة الفاجرة ضد الجنوب والأحزمة والانتقالي والمشتركة وضد الإمارات بالجملة سوف يمكن إعادة فهم وترتيب وتركيب القصة مقدمات ونتائج.