الجيش السوري إلى الحدود لمواجهة العدوان التركي.. وساطة روسية وانسحاب أمريكي واستنفار فرنسي

السياسية - Monday 14 October 2019 الساعة 03:15 am
نيوزيمن، (أ.ف.ب، روينرز، إعلام):

أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأحد التوصل إلى اتفاق مع دمشق ينص على انتشار الجيش السوري على طول الحدود مع تركيا للتصدي لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها المستمر منذ خمسة أيام ضد مناطق سيطرتها.

وقالت الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال سوريا يوم الأحد إن الجيش السوري سينتشر على امتداد الحدود مع تركيا بالاتفاق مع الإدارة للمساعدة في صد هجوم تركي. 

وأضافت أن نشر الجيش سيدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في التصدي ”لهذا العدوان وتحرير الأراضي التي دخلها الجيش التركي والمرتزقة“ وذلك في إشارة إلى قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

وقال البيان إن ذلك سيسمح أيضا بتحرير المدن السورية الأخرى التي احتلها الجيش التركي مثل عفرين.

وبرغم انتقادات لاحقته متهمة إياه بالتخلي عن الأكراد، وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليماته ببدء سحب نحو الف جندي أميركي من مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، وفق ما أعلن وزير الدفاع مارك إسبر.

وقال ترامب في مؤتمر يوم السبت إن على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم.

وتابع ترامب قائلا ”لا تنسى أنهم يقاتلون من أجل أرضهم. لم يساعدوننا في القتال من أجل أرضنا. هم يقاتلون من أجل أرضهم وهذا أمر جيد لكننا ساعدناهم“.

ومع إصرار ترامب، على موقفه وفي مواجهة تقدم تركي، أعلنت الإدارة الذاتية في بيان "لكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية (...) كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديموقراطية".

ويأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان الاعلام الرسمي السوري عن بدء تحرك وحدات من الجيش باتجاه شمال البلاد.

وقال سياسي من أكراد سوريا لرويترز يوم الأحد إن الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد تعقد حاليا مفاوضات بمشاركة روسيا معبرا عن أمله في التوصل إلى اتفاق يوقف هجوما تركيا في شمال البلاد.

وقال أحمد سليمان العضو البارز في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إن المحادثات تجري حاليا في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية وذلك رغم تصريح مصدر مقرب من الحكومة السورية بأنها تجرى في دمشق.

ولم يذكر سليمان ما إذا كان له أو لحزبه، المستقل عن قوات سوريا الديمقراطية، دور في المفاوضات.

ولدى سؤاله عن تصريحات سليمان، قال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية ”لا تعليق... كنا قد أكدنا منذ بداية الغزو أننا سندرس كل الخيارات التي من شأنها تجنيب شعبنا التطهير العرقي“.

وقال المصدر المقرب من الحكومة السورية إن الاجتماعات بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق عُقدت قبل الهجوم التركي وبعده.

وقال مسؤولان أمريكيان لرويترز يوم الأحد إن الولايات المتحدة تدرس خططا لسحب معظم قواتها من شمال سوريا خلال أيام فيما يعد جدولا زمنيا أسرع مما كان متوقعا للانسحاب الأمريكي في ظل تصعيد الهجوم التركي على المنطقة.

وفي باريس قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعقد اجتماعا دفاعيا طارئا لمجلس الوزراء يوم الأحد لبحث الخيارات المتاحة فيما يتعلق بالهجوم التركي في شمال شرق سوريا.

وفرنسا واحدة من شركاء واشنطن الرئيسيين في التحالف الذي تقوده لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ودعت إلى اجتماع طارئ للدول الأعضاء في التحالف.

وأصدرت وزارتا الدفاع والخارجية الفرنسيتين بيانا مشتركا حول العدوان التركي بسوريا، مؤكدة الهجوم التركى يهدد أمن أوروبا. 
 
وجاء في البيان "قررت فرنسا، التي تتوقع انتهاء هذا الهجوم، تعليق كل خطط تصدير السلاح إلى تركيا والذي يمكن أن يستخدم في هذا الهجوم. القرار يسري على الفور".

وتابع البيان أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سينسقون مواقفهم في اجتماع يُعقد يوم الاثنين في لوكسمبورج.