لقاء- الموسيقار أحمد فتحي تحدث مع نيوزيمن عن "أبشرك يا سالم" الأغنية وجدل الملكية

متفرقات - Wednesday 27 February 2019 الساعة 08:03 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

بعد الجدل الواسع بين مدير مكتب الثقافة في شبوة الشاعر محمد سالم الأحمدي، والشاعر صالح الأحمدي، حول ملكية قصيدة "ابشرك يا سالم الحال سالم" التي غنّاها -مؤخراً- الموسيقار أحمد فتحي، وبعد أن صرّح الأول بأنه سينقل المعركة إلى المحاكم المصرية، وتحميل الأخير المسؤولية القانونية.. كان "لنيوزيمن" لقاء مع الفنان أحمد فتحي لتوضيح الملابسات حول أحقية القصيدة وملكيتها، وقد أوضح الكثير من الملابسات والتجاذبات التي حدثت خلال الأيام الماضية، من خلال حوار شفاف دار في مكتبه تركّز حول إشكالية القصيدة ومواضيع أخرى.

ذكر الموسيقار فتحي، في معرض حديثه، بأنه تم التواصل، خلال الأيام القليلة الماضية، مع مدير مكتب الثقافة بمحافظة شبوة، محاولاً التوضيح له بأن الإشكالية بينهم وصالح الأحمدي الذي ادعى ملكية القصيدة، وكتب على إثرها التنازل، وأنه لم يعد طرفاً فيها. وقال وقد أخبرته بالحرف "عليكم أن تحلوا المشكلة فيما بينكم. بالنسبة لي أنا كل الذي أستطيع فعله الآن إعطاءكم صورة من التنازل الذي كتبه صالح الأحمدي، وهو شاعر معروف ومشهور في أوساط الناس".

يضيف: لكن، للأسف، كان كلام المدير غير لطيف معي، ممّا اضطرني للاتصال بوزير الثقافة، كونه الجهة المعنية بكل هذا، وتوضيح الأمر له، ووعدته بأن أرسل جميع الأوراق إليه. كان هذا بعد أن عرفت أن الأمر سيأخذ جدلاً دون فائدة، رغم أنني كنت واضحاً، وشرحت له الأمر -أي مدير مكتب الثقافة- غير أنه ادعى أن الأمر متعلق بشبوة وقبائل شبوة وأسرة الشاعر وإخوانه، مع العلم أن تعاملي كان وما زال قانونياً مع أي عمل أقوم بأدائه، حتى على مستوى الدكتور عبد العزيز المقالح، حفظه الله، موضحاً أنه يرفض العمل العشوائي دائماً، ثم متسائلاً: ما معنى الآن افتعلوا الضجّة، مع أنه غنّاها قبلي الكثير!

وفي معرض سؤالنا له حول الذين غنوها من قبل لمن نسبوها، أفاد بأن البعض ينسبها للشاعر الشبواني محمد عوض باكر، على اعتبار أن عمرها فوق الخمسين عاماً، ومع ذلك من المتعارف عليه أن أي عمل أدبي أو فني مرّ عليه هذا العمر من السنوات؛ يصبح ملكاً عاماً. وأضاف: هم يعتقدون أن الأمر وراءه أموالاً طائلة، لذا أنا وضّحت لهم بأن عليهم حل الإشكالية مع صالح الأحمدي.

وحول ما إذا كان قد تسرّع في تلحين الأغنية، أوضح أن القصيدة أعجبته فعلاً، وأنه كان حريصاً في هذا الجانب، كعادته، حيث قام بالإعلان بأنه سيقوم بغناء القصيدة، لأنه وجد أنها تحتمل لحناً آخرَ، يقول: كان هذا قبل شهور، وقد أبلغ الطرف المحتج اليوم بأن صالح الأحمدي يقول بأن القصيدة له، وطلب منهم أن يثبتوا عكس ذلك.

يضيف: انتظرت شهراً وشهرين وثلاثة، لكنهم لم يردوا -والحديث هنا للفنان أحمد فتحي- إضافة إلى ذلك تواصل معي بعض الشعراء وأخبروني أن الأمر مجرد تكهنات، ولا يوجد ما يثبت ذلك، وعليه بدأت العمل.

الفنان أحمد فتحي فسّر الأمر بأنه أخذ منحى مختلفاً، وأن المشكلة، على ما يبدو، في الصدى الواسع الذي حققته الأغنية.

في السياق نفسه، يذكر الموسيقار بأنه -على سبيل المثال- أخذ من البردوني فلسفة الفن "لا تسل ما شجو لحني"، وكان قد حصل على تنازل قبلها من أسرته، عن طريق الأستاذ محمود الحاج، مبيناً أن هذا يأتي في إطار حرصه الدائم على إخلاء مسؤوليته القانونية.

وتابع حديثه قائلاً: اليوم وطالما قد وثقوها منذ ثلاثة أو أربعة أيام في وزارة الثقافة، فهذه خطوة جيدة، ولم يبق أمامهم سوى التفاهم مع صالح الأحمدي وحل الإشكال. أما مسألة التصميم على أن المعارك القادمة ستكون في محاكم مصر؛ هذا كلام غير مسؤول ولا واع، بحسب فتحي، وأن الأمر ليس بتلك السهولة التي يعتقدونها.

ومن هنا كان عليه ترك الأمر بين يدي وزير الثقافة، الذي تجاوب معه في حل الإشكالية، مبيناً أنه لن يرد على أحد في الوقت الراهن، وأنه مستعد للخوض في نقاش جديد؛ في حال أتته تعليمات واضحة من قبل الوزارة والوزير تؤكد أن هذا النص لفلان ابن فلان.

وختم الموسيقار أحمد فتحي بالقول: ما مصلحتي -كفنان وملحن لي طريقتي وتاريخي الفني المعروف في أوساط الجمهور- أن أنسب القصيدة لغير صاحبها؟ لذا أنا لي التزامات كثيرة، وقد أحلت الأمر على وزارة الثقافة لحل الإشكال، خاصة وأن الموضوع قد أخذ منحى آخرَ متعلقاً بالحوثي، والشرعية، والقبيلة... وما إلى ذلك من مسميات.

الجدير بالإشارة أننا حاولنا البحث عن وزير الثقافة، لمعرفة على ماذا اعتمدت الوزارة في توثيق القصيدة باسم الشاعر (محمد عوض باكر)، لكن لم نستطع الوصول إليه بسبب انشغاله، ويعد للسفر خارج القاهرة، وكذلك الحال مع كل من صالح الأحمدي من البيضاء، وهو من نُسبتْ إليه قصيدة الأغنية، ومدير مكتب الثقافة الشاعر محمد سالم الأحمدي من شبوة، إلا أنهما لم يردا حتى كتابة هذا اللقاء.