وضاح العوبلي

وضاح العوبلي

تابعنى على

متى نكبُر بحجم الوطن؟

Monday 29 November 2021 الساعة 06:08 pm

واضح جداً أننا نعيش في وسط "فخ ملغوم"، بل في وحل ومستنقع "الفعل ورد الفعل" بين النخب، ولصالح تلك الرموز التي لطالما اعتبرناها وطنية، ولطالما عولنا عليها لتحرير البلد.

من خلال متابعتي لأداء إعلام وناشطي الأحزاب اليمنية خلال هذه الأيام أدركت خطر المربع الثقافي الضحل الذي نعيش فيه، وأيقنت باستحالة مغادرته، طالما استمرت هذه النخب وهذه الشخوص هي من تتصدر المشهد، بدوائرها السياسية والإعلامية الضيقة. 

أن يتم اختزال الوطن في أشخاص بعينهم، ومهما كانت مكانتهم القيادية، ومهما كانت أدوارهم، فهذه هي المصيبة والطامة الكبرى.

نحن في مرحلة مصيرية ومفصلية وفارقة، بينما هناك من القادة السياسيين والعسكريين يحيطون أنفسهم بالصبيان، صبيان السياسة والإعلام والفكر والعسكرية، وهذا ما انعكس سلباً على واقع الوضع، وعلى مستقبل المعركة، وحتى على تسريبات قادم التسويات التي انخفض فيها السقف الوطني والجمهوري عما كان عليه قبل عامين. 

الجغرافيا العسكرية وتطوراتها وطبيعة التعاطي مع التحولات والمستجدات الخطرة فيها، هي الأخرى تؤكد أن هذه النُخب والقيادات، ذات نظرات عقيمة، ورؤى كسيحة، ولا تنظر للأمور بأبعادها الاستراتيجية.

وهذه واحدة من تأثيرات الصبيان المحيطين، وقطعان المطبلين التي تزخر بهم كل الجهات.

ولا أشك أنهم -الصبيان- هم أصحاب النصيب الأكبر من التأثير على بناء وصياغة الخطط والسياسات، وهم من يؤخذ بما يقولون، وهم من يقودون إلى الفشل ويطبلون له، ثم يعملون على تبريره بالكتابات والعبارات الالتفافية والممجوجة، والتي لا تُغيّر من حقيقة الواقع شيئا. 

تتمثل مشكلتنا الكبرى التي تضرب كل القوى والمكونات في "ترك الأداء الحالي محصناً من أي نقد أو تشكيك، وخارج معايير التقييم والمراجعة الدورية، وغير خاضع لمعايير التحليل والتدقيق، وإغلاق الدوائر بمجاميع الجهلة، ومنحهم الامتيازات المختلفة، وإغلاقها بهم عن العقول والأدمغة والكوادر وأصحاب الرؤى الناضجة والاستراتيجية بأبعادها الوطنية، والإقليمية، والدولية". 

نؤمن أن كل كلمة أو رؤية قد تودي بصاحبها إلى المهالك وهذا "بديهي"، لكننا الآن بصدد كلمات ورؤى صبيانية و"مغامرات" تؤمن بها بعض القيادات، وتترتب عليها مهالك جماعية، بل تُعد بمثابة "مسالخ" سيُذبح فيها الشعب والوطن لعقود وربما لقرون قادمة. 

فهل يدرك هؤلاء خطر هذا النهج الذي يمضون عليه؟

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك