د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

شبوة تضيع.. و"بن عديو" يحتفل!

Tuesday 30 November 2021 الساعة 07:05 pm

في مفارقة مثيرة للسخرية والاستهجان: يحتفل محافظ شبوة القيادي الإخواني "محمد صالح بن عديو" منذ أيام بمناسبة الذكرى الثالثة لتعيينه محافظاً لمحافظة لم يحافظ عليها، ولم يخدمها بحال.!

في الشهر الماضي فقط. سقطت بعض من أهم مديريات هذه المحافظة، في يد الحوثيين، بسهولة بالغة بسبب سوء إدارة هذا المحافظ الذي إذا استمر محافظا، فالأرجح أنه سيحتفل باليوبيل القادم في اسطنبول.!

قبل أيام، أعلن هذا الرجل، عن عملية واسعة لاستعادة تلك المديريات التي سقطت من محافظته: بيحان وحريب وعسيلان وعين.. في حين أن أكبر نجاح يمكن له أن يحققه، هو المحافظة على بقية المديريات: الجابية والهجر والحوطة والريدة والمصينعة وعتق.. من السقوط.!

كما كان متوقعاً. لم يتمخض ذلك الإعلان الصاخب عن شيء، لكنه لم يكن فارغا تماما، وفي الواقع، كان يهدف لغرضين: 

الأول: في تزامنه مع إعلان القوات المشتركة في الساحل الغربي، عن بدء عملياتها الواسعة، للتشويش على انتصارات هذه القوات التي يتهيأ لإخوان اليمن أنها عدو وجودي.!

بمعنى أنه كلام هازل في مواجهة فعل جاد، ما يذكر بقول البردوني في "فنقلة النار والغموض":

أغبى الكلام هو الذي .. يبدي أوان الجد هزلا.

الغرض الثاني: للتمويه المكشوف على حشد الإخوان في إمارة شبوة قواتهم لانتزاع مناطق جنوبية تحت سيطرة التحالف العربي والمجلس الانتقالي.

قبل أيام فقط، وفي ظل الضغوط العسكرية الحوثية الهائلة على شبوة، وبشكل خاص على مأرب التي سقطت معظم مديرياتها، قام الإخوان، بسحب حشود عسكرية من مأرب لاجتياح منطقة بلحاف التي تتواجد بها قوات التحالف العربي.!

هذه هي سياسة الرجل وحزبه منذ سنوات، كانوا في نهم على مشارف صنعاء، ثم طارت نهم والجوف والبيضاء ومعظم مأرب وشبوة من أيديهم، في خضم محاولاتهم المستميتة للحصول عن مناطق صعبة على شجرة شائكة في الجنوب.!

شخص أو طرف يتخلى عن عشرة عصافير في يده لإمساك عصفور طليق على الشجرة، هو رجل غير مسئول ولا يصلح للقيادة خاصة في مثل هذه المرحلة التي هي أكثر مراحل التاريخ اليمني الحديث خطورة وتعقيدا على الإطلاق.!

‏سخّر هذا الرجل موارد شبوة، وهي بالمناسبة هائلة، وخارجة عن كل رقابة ومحاسبة، لتمويل الصراعات القبلية، وتمزيق النسيج الثقافي والوطني والاجتماعي، في محافظته، وتشويه الأطراف المناهضة للحوثي في الداخل والخارج.

هذه هي سياسة الإخوان عموما في شبوة وتعز، وفي كل مكان، امتدادا لأجندة فئوية انتهازية، وإيديولوجيا شمولية شاملة تصطدم في كل مرة بالواقع، وتقابل بالرفض الشعبي الواسع كما يحدث اليوم ومنذ سنوات في شبوة وتعز.

وبطبيعة الحال. لا تأبه حكومة الشرعية المنخورة حتى العظم بالإخوان، بهذا الرفض الشعبي الجارف، والتظاهرات الحاشدة والمطالب الجماهيرية: المدنية والقبلية الرافضة للإخوان في هذه المحافظة وغيرها.

كل ما يهم حكومة الشرعية في فنادق المنفى. هو التمكين، تمكين الإخوان بالسلطة في كل مكان ممكن في الداخل، ومراكمة الأرصدة والاستثمارات في الخارج، على حساب الشعب اليائس البائس الذي يقضي هذه الحقبة السوداء من تاريخه. كالأيتام في موائد اللئام.!