د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

"يونس" في بطن "الحوث"!

Tuesday 11 January 2022 الساعة 04:23 pm

للعام الثاني على التوالي. ما زال الكاتب الصحفي الشاب "يونس عبد السلام" معتقلاً لدى الحوثيين، في سجن الأمن والمخابرات، في الحي السياسي صنعاء، بتهمة: أنهم وجدوه يتجول قرب المطار في ساعة متأخرة من الليل.!

حسب القراءة الحوثية، فقد كان "يتجسس" على المطار. لكن من يعرف يونس. يدرك أن هذه التهمة لا أساس لها من الصحة، وأن أسخف ما يمكن أن يرمى به شخص مثله، هو مثل هذه التهمة التي تتنافى تماماً مع قيمه وأخلاقه فضلاً عن طباعه الشخصية.

يونس إعلامي محترف وقلم جريئ، وناقد سياسي مشاكس، يكتب ضد الجميع، ولا ينتمي إلى أي من أطراف السياسة أو الحرب، وصريح حد التهور، وهذا سلاح ذو حدين، إذ لم يجد في محنته من يقف معه أو يساوم عليه.

قبل سنوات زار مدينة مأرب، وكتب ضد الظواهر القمعية هناك، وخيف عليه من الاعتقال، فسافر إلى عدن، لكنه لم يصل إليها، إذ قبض عليه في نقطة منفلتة في مدخل المدينة، دون تهمة محددة، ويبدو أنه تعرض هناك لبعض العنف في غرفة انفرادية قذرة.

كانت قضية رأي عام، وسرعان ما أفرج عن الرجل بعد عدة أيام، فعاد إلى صنعاء، لكنه لم يعد كما كان، فقد تركت التجربة شروخاً عميقة في نفسه، وأثرت بقوة عليه، ومن حينه وهو يستخدم بانتظام أدوية لحالته النفسية المتردية.

ومن حينه وهو لا يبارح غرفته الرثة، إلا أحياناً ليهيم على وجهه بلا وجهة محددة، فقط للتفريج عن نفسه، من التوترات والضغوط النفسية الصعبة، والمؤكد أن الحوثيين قبضوا عليه في إحدى هذه الجولات التنفيسية.

والمؤكد أيضاً أنه لم يستخدم الأدوية الضرورية لحالته النفسية منذ اعتقاله في صنعاء، كونه مخفياً تماماً من ذلك اليوم، ولا أحد يعرف عنه شيئاً إلى أن قامت منظمة "مواطنة" و"رضية المتوكل" قبل فترة بالبحث عنه، والكشف عن تهمته ومكان اعتقاله.

المهم أن هذا الكاتب المبدع الكبير، بلا أسرة نافذة ولا قبيلة ضاربة ولا حزب ولا مال ولا حول له ولا قوة، والأهم أنه يعاني من متاعب نفسية هائلة، وحالته تسوء باستمرار، ولو لم يفرج عنه بسرعة فلن يكون للإفراج عنه متأخراً أي قيمة.. قد نخسره للأبد.