محمد عوض بن الوزير

محمد عوض بن الوزير

تابعنى على

رسالة من شاب إلى المجتمعين من أبناء الوطن في الرياض

Wednesday 30 March 2022 الساعة 05:52 pm

شاء القدر أن تجتمعوا في عاصمة الجزيرة العربية، مصدر القرار السياسي العربي والإسلامي، الرياض.

لكن اجتماعكم اليوم ليس كأمس، ولن يكون الغد كاليوم.

فدماء أبنائكم تسيل في جبهات لا تحصى، وبناتكم ترمل كل يوم، وشيبانكم تحت رحمة الأمراض. والكرامة تحت قانون الفقر.

وشاءت إرادة الله عز وجل، أن تكونوا سببا لرفع الظلم، فلا تخرجوا دون نيل هذا الشرف، فليس هناك أعلى منها عند الله العزيز القدير.

تذكروا، منذ أكثر من خمسين سنة ونحن نبحث عن الدولة المدنية، دولة العدل والأمن، دولة الجميع، التي يحكمها الجميع.

وخلال بحثنا عن هذه الدولة المنشودة، حصدنا الحروب تليها حروب، وثارات لا تنتهي، والانقلابات لا تتوقف.. والمناطقية الضيقة، شمالا وجنوبا، غربا وشرقا.

اليوم نعيش تكرارا للماضي القريب، والضحية، نفس الضحية: أولادنا، ونساؤنا، وشبابنا، ونحن الضحية، جميعنا دون استثناء.

والسؤال الذي يطرح نفسه علينا تكرارا ومرارا: لماذا نستمر في هذا العبث؟

نستمر في العيش في هذه الدائرة المغلقة؟

الأرواح تزهق.. والأسر تتفكك.. والأرض تحترق.. والظلم ينتشر.. والأمل في مستقبل زاهر، حلم كل يوم، والجوع يأكل العظام.. والأمراض تستوطن بين أطفالنا وكبارنا.. والجهل اعمى القلوب.. والمال افسد الأخلاق.. وأصبحنا بدوا رحلا بين الدول.. وغرباء داخل وطنا.. اقوياء على بَعضنا البعض.. اشداء في ظلم أنفسنا.

فماذا بقي لنا، حتى نصحو من هذا السبات؟

هل نظلم بَعضنَا البعض، ونحن جميعا مظلومون؟

هل نُسيل الدماء؟ ونزهق الأرواح؟ وندمر ما تبقى من المدمر؟

خلقنا الله كرماء على هذه الأرض اعزاء، لماذا نحرم أنفسنا من الأمن والأمان ونحن بحاجته؟

لماذا نحرم أولادنا من الحياة الكريمة: لا فقر، لا جهل، لا أمراض، ولا خوف؟

لماذا نحرم أنفسنا من الكرامة والعزة، ونحن اهل هذه الأرض؟

نحن ابناؤها جميعا قبل ان تسمى المسميات! وقبل ان ترفع رايات وتنزل رايات!

قبل نور الإسلام، وقبل مولد المسيح، عليها آباء عن أجداد.

فلا تجعلوا الأحزاب تتقاسمكم، تفكك نسيجكم الاجتماعي، ولا ترهنوا أنفسكم للمليشيات، مهما كانت المسميات ومهما اختلفت ألوان راياته.

لا يسر حالنا اليوم احدا لديه ضمير!!

ولكن، نحن علينا ان نستشعر خطورة الوضع، فنحن من يشعر بالألم.. نحن أبناء هذه الأرض الطيبة، نعرف قيمتها ومكانتها... وهي ليست رخيصة، الا في عيون الصغار.

القرار لكم، انتم أهل القرار..

هذه حياتكم..

وكرامتكم..

ومستقبل اولادكم..

هنا عزتكم، وحماكم..

هذا وطننا الكبير.

أو نستمر في العيش في الظلام؟ نشرب دماء بَعضنا؟ نبيع ونشتري في بَعضنَا البعض؟

هل نستمر في طحن بَعضنَا البعض؟

القرار لكم، أما أنا فقد اتخذت قراري، وكلي أمل في الله عز وجل.. كلي امل بالله خالق السموات والأرض، القادر على كل شيء، على هذه الارض.. ارض السلام، لا ثارات ولا مذهبية. قبلة لجميع البشر لا عنصرية ولا مظلوم فيها.. ملجأ لكل مظلوم وبيت لكل مهجر، حامية لقيم الانسانية، أرض التسامح والسلام.

على هذه الأرض، تتحق الأحلام وتولد السعادة، وتموت الأحقاد وتدفن الكراهية. نعم، البعض سوف يقول إن خيالي كبيير، أقول لهم، نعم، لأن الأحلام الصغيرة، هي لأصحاب النظرات الصغيرة... والوطن كبير، ومعه تكون احلامنا كبيرة وفق ما نحلم ونتمنى.

القرار لكم، وتذكروا قول الله: (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)

#الرياض

#المشاورات_اليمنية_اليمنية

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك