حسن الدولة

حسن الدولة

تابعنى على

غزال المقدشية

Wednesday 29 June 2022 الساعة 10:29 am

غزال بنت أحمد علوان المقدشي، شاعرة، حكيمة، وتعرف بغزال المقدشية.. نسبة إلى (المقادشة)، الذين يسكنون قرية (حَوَرْوَر) في ميفعة عنس محافظة ذمار.

عاشت في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت ذات حسن وجمال، سافرة كغالبية نساء الأرياف، ولكنها تبرز للرجال، وجريئة على مقارعتهم.

نشأت بينها وبين عدد من الشعراء الشعبيين، وعلى رأسهم العنسي والمشرعي من أهل ذمار مهاجاة شعرية كثيرة، وكانا يعيبان عليها جفاء البادية وخشونة الطباع، وتعيب عليهما رخاوة المدينة والضعف عند اللقاء.

وقد أثبت محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) بعض أشعار العنسي والمشرعي ولم يورد لغزال شيئاً في الرد عليهما، بينما أثبت لها نصوصاً في موضوعات أخرى، مثل قولها للشيخ الشغدي:

والله لو ما حورور يا علي ناصر

إن الحدا ذي تجر الفيد من عبوان.

حليت زغن النمر وأنا عليك قادر

ما بين قيفي وكوماني وبين ثوبان.

الوفاة:

توفيت غزال المقدشية بعد 1266هـ /1850م.

شعر غزال المقدشية..

شعرها مقطوعات مما يصلح للغناء في المناسبات كالبالة، والحال ونحوهما، ومعظمه من وزن بحر البسيط مع خصوصياته العامية، ومن شعرها الباله التاريخية للشاعرة غزال المقدشية، وجهتها إلى: الشاعر علي بن علي جميزة من قبائل الحدا عندما أخذ جملها خرصان وهي كالتالي:

يالله يا منصف المظلوم بك نتكل

لانته مهل يا إله العرش فانا عجل.

انصفني من علي صالح جميزة قبل

جعله الصوب يمسي من رسيسها يزل.

ماعاد احد يبكي الميت وقل له بحل

وبعض الاصحاب عين صحبته ما تحل.

ثم أصدرت حكمها في قضية الخلاف الناشب بين قبيلتها وقبيلة الحدا فقالت:

غزال قالت تعالوا يا وجيه القبل

أدي لكم حكم لا ينزل ولا يندل.

الهيج بالهيج والنعجه بدلها رخل

حاكبر يوم قلتم ياغزال الغزل.

ولها قصيدتها الشهيرة والتي صار أحد أبياتها مثلا دارجا ومتداولا بين الكبار والصغار والعوام والخاصة وهو يدعو للمساواة، الذي تقول فيه (سوا سوا يا عباد الله متساوية /ما حد ولد عبد والثاني ولد جارية) وكأنها تخاطب أولئك الذين خالفوا الدستور الذي كفل المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات فجاءوا بتشريع خطير يمزق النسيج الاجتماعي، حيث صنفوا المواطنين إلى صنفين هم أصحاب الخمس المحرم عليه أكل أوساخ الناس حسب زعم فقهاء السلاطين، وصنف آخر هم أصحاب الزكاة المباح لهم أكل أوساخ الناس في مخالفة لشرع الله الذي نص بأن خمس غنائم الحرب للدولة لتنفقها لمن نصت عليهم آية الغنائم وتركت الأربعة الأخماس للغانمين أنفسهم.

وقد تمادى الفقهاء بأن أدخلوا الركاز ضمن الغنائم وعاملوه معاملة غنائم الحرب، بينما الغانم للركاز كله اليوم ليس الأفراد، بل الدولة ومن فرية حديث أن الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام هي من أوساخ الناس ففيه مخالفة صريحة للشرع والعقل وصريح القرآن ولا يقل قبحا عن خمس قانون 1999م المسخ ولائحته الخديج تماما وإليكم ما قالت غزال المقدشية:

قالوا غزال وأمها شرعة بنات الخمس

ما به خمس يا عباد الله مابه سدس.

من قد ترفع لوى راسه وعد البقش

وقال لا بأس يحبس وما يحتبس

سوا سوا يا عباد الله متساوية

ما حد ولد حر والثاني ولد جارية

عيال تسعة وقالوا بعضنا بيت ناس

وبعضنا بيت ثاني عينة ثانية.

قصيده أخرى وجهتها الشاعرة إلى الشاعر الأسلمي الذي وقف إلى جوار سارق جملها "جميزه" فقالت:

يالاسلمي ذي فعلت السم والعله

فكيت باب البلا والدار ذي مقفول.

دنيت من وادي المطلاح لا النصله

وفعلت نفسك على خلق الله المسئول.

قد سار يطلع ولا استر يحكم الزله

ما يدري إلا وهو وسط الهوى مزقول.

هو يصلب الحول ذي ما ينسل البتله

والحب يؤيه ذي قد واديه مغيول.

من شل مال القبايل فالقضا مثله

ويدي الدين منه عرض والا طول.

ذلحين بشريك من قتله ورا قتله

لاما يقع يوم حد قاتل وحد مقتول.

العله أيش ذي يداوي هذه العله

أيش ذي يداوي حريق القلب ذي معلول.

وعندما كانت الحرب دائرة بين عنس والحدا، بعثت الشاعرة غزال إلى شعراء الحدا تحذيرات من ويلات الحرب بطريقة الشاعرة الخاصة، وقد سخرت من أولئك الذين فتحوا أبواب الشقاء على إخوانهم وأشعلوا الحرب:

بالله بالله يالعجزاء الهبوب

ذي في الهوى صفيه جنحانها.

شلي لنا خط من بيت الذنوب

حد الحدا والمساء ثوبانها.

لاعند ذي قد معه سبعه شعوب

المشرفه ذي سما جيرانها.

وايش كلفك يوم غرتوا للحبوب

لا بلها شان معظم شانها.

استعلم الشرق وإلا في الغروب

قد حد عثر في غنم ضيفانها.

يا ميلنا ما نقاضي في العيوب

لاما نلاقي حلق ميزانها.

الدهر غاوي وعند اجره غتوب

حران ما ينقطع مجرانها.

فتحت باب الشقابه والحروب

لاما نكمل حبوب مخزانها.

واربعمائه ذي معك خلف الثقوب

ما ينفعك لاعكر دخانها.

هو سيلنا لانزل شل الصلوب

وكل وادي قلع عضانها.

كانت قاسية الهجوم على من يحاول الإساءة إليها، أو المساس بشرفها مهما كان مركزه الاجتماعي. 

وقد تعرضت ذات مرة لمضايقات أحد محصلي الزكاة، فقالت:

يا رجال البلد قد

المثمر مخالف

جاء يطوف الذرة أو

جا يطوف المكالف.

قال يشتي غزال

ولا يزيد الغرامة.

باضربه في القذال

وإلا اربطه بالعمامه.

لا رجع يا رجال

ماشي علي ملامه.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك