محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

اليمن الحديث والجمهورية التحررية

Sunday 05 February 2023 الساعة 08:12 am

نحب اليمن هكذا يا أخي..

لا تسأل عن الأسباب، لأننا ببساطة لا نملك أسبابا وجيهة مقنعة.

نحن حمقى؟

فليكن.

نحبه ربما مثلما تحب البذرة شجرتها.

من الصعب تبرير الأمر من خلال المنطق أو المنفعة واللطف المتبادل.

إنها عاطفة فقط،

عاطفة غير مشروطة

والتزام.

ربما كان هذا الحب أُلفةً واعتياداً،

أو ربما بحكم الضرورة والتربية والواجب،

لكن لا تنتظر مني تحويل موقفي إلى أطروحة في الذكاء والعقل الخالص.

*     *     *

الجمهورية كلمة تستمد بريقها وجاذبيتها من تاريخها في اليمن كتجربة، وليس من مزاياها كنظرية ومثال مجرَّد.

لو لم تُحدِث هذه التجربة فارقاً إيجابياً مذهلاً في تاريخ اليمن شمالاً وجنوباً وعلى كل صعيد، لأصبحت كلمة "جمهورية" في قائمة الكلمات الموصومة والمشوَّهة، مثلها مثل كلمة "إمامة" التي ليس لها مزايا جليلة لا كمثال نظري ولا كتجربة تاريخية.

*   *   *

يستحيل على الإطلاق أن يكون لسلطة عليا في اليمن من القوة والموارد والقدرات ما يمكِّنها من تلوين اليمن، كل اليمن، بلونها الخاص، مظهراً وفكراً ومذهباً ولساناً.

وبما أن الحال هكذا،

فلن تكون هناك سوى سلطة وطنية وحيدة بمقدورها حكم وتوحيد اليمن من جديد: تلك التي تكتسي بألوان اليمن المختلفة، متخلّيةً عن الوهم الطائش بأنها ستستطيع تلوينه بلونها الصغير القاصر. 

"الجمهورية" هو اسم هذه السلطة وهو مبدأ حركتها وكيانها.

ليس أي جمهورية وانتهى الأمر، 

وإنما الجمهورية العظيمة بمبادئها وآفاقها التحررية السامية التي بدأ اليمن الحديث يتشكل في ظلها ويمتلك شخصيته القانونية الموحدة بين الأمم.

عدا ذلك،

أحلام كاذبة سقيمة ومغشوشة.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك