محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

إيران تريد إسكات بندقيتها في اليمن "مؤقتاً"

Tuesday 14 March 2023 الساعة 03:27 pm

بعد أن تم الاتفاق على عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، والتي يمكن أن ينتج عنها زحزحة في الملف اليمني، وعلى الرغم من الاحتفاء الواسع الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك بيانات الترحيب من الدول، إلا أن هناك شيئاً يمكن أن يحدث على خلاف التوقعات، وهو أن الاتفاق نص في أحد بنوده على أن لا يكون هناك أي تدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين، هذا يعطي تصوراً منطقياً لما يمكن القيام به من قبل قوات المقاومة الوطنية وكل الفصائل القتالية التي تصوب بندقيتها نحو الحوثية الإرهابية.

بعد الاتفاق سارعت ممثلية إيران في الأمم المتحدة إلى إعلان أن هذا التقارب بين السعودية وإيران سوف يسهم في حل الأزمة اليمنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، بدون أن تذكر أي نقطة تتعلق بالسعودية أو دورها كما هي عادتها عندما تتحدث عن الحرب في اليمن.

جيد هذا التعبير الإيراني الذي يكشف التبعية الحوثية لطهران، لكن السؤال الذي يجب أن يوضح طبيعة العلاقة بين الحوثية الإرهابية وبين مموليها في طهران، هل يمكن أن تستمر وتبقى كخنجر في خاصر اليمنيين، أم أن هناك تحولاً تدريجياً يستند إلى اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، باعتبار أن اليمن شأن داخلي وأحداثه تؤثر بشكل مباشر على المملكة، وأي دعم سوف تقوم به إيران وتقدمه لجماعتها الإرهابية يعتبر إخلالاً باتفاق بكين، وتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية التي تنعكس على أمن المملكة.

يمكن لليمنيين وهم يواجهون إيران وميليشياتها أن يستندوا إلى مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويبدأوا بترتيب معركة فاصلة مع الحوثية الإرهابية التي قد تكون في وضع يصعب أن تتلقى الدعم الإيراني الكبير الذي سيبقى تحت المراقبة السعودية والدولية، وربما أن إيران لن تجازف مجدداً في ظل هذه الظروف التي تمر بها وتنتهك اتفاقها مع السعودية، ولذلك سوف تتغاضى قليلاً عن أي تقدم للمعركة صوب صنعاء، وستغلق الباب في وجه الحوثي مع بقاء النافذة مفتوحة إلى أن يحين الوقت المناسب وقد تجاوزت أزماتها الداخلية والخارجية.

أي رهان على أن تتخلى إيران عن ميليشياتها في اليمن هو رهان خاسر، ولكن ربما أن تجمد الدعم لهم أو تخفف من تقديمه، ريثما تنهي كل أزماتها، وما الاتفاق الأخير إلا دليل على أنها استطاعت استخدام الوضع اليمني كرغيف من الذهب في مفاوضاتها مع السعودية وسوف تستخدمه في مفاوضات الاتفاق النووي. 

تقول إيران للحوثي: "من أجل أن تتجاوز طهران أزماتها ينبغي أن تجوع قليلاً، لكن لن تموت"، إنها مسائل لا يتقنها الحوثي، ولا يدرك خبابيرها، هو بندقية كل تكشف أنها تعمل لحساب طهران وإن أدعت الوطنية ولبست عمامة الدين.