محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الحرب ضد "الحوثية الإرهابية" كطريق ثابت نحو السلام في اليمن

Sunday 19 March 2023 الساعة 08:19 am

جاء اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد توقف منذ العام 2016م، لدواع تستلزم الطرفين، وظروف داخلية أرهقت إيران دفعتها سريعاً لأن تكون في الأشهر التي سبقت إعلان الاتفاق مندفعة بشهية كبيرة، في محاولة لتجاوز أزمتها الداخلية ومساعدتها في تقريب الدول الكبرى لتوقيع اتفاق البرنامج النووي ورفع العقوبات، ولكن الأمر الذي سوف ينعكس على الداخل السعودي هو أن إيران سوف تلزم ميليشياتها بعدم التعرض لأمن المملكة، ووقف إطلاق المسيّرات نحو الأهداف الاقتصادية، على الأقل ريثما تستعيد طهران أنفاسها في الداخل.

في الجهة الأخرى والتي طالما كتب الكثيرون عن انعكاسات هذا الاتفاق على الحرب في اليمن، وكانت أغلبها تسير في اتجاه أنه سوف يسهم في وقف الحرب، هذا الأمر يعكس أن هناك قصوراً كبيراً في فهم طبيعة الخريطة العسكرية في اليمن والتي أفرزتها سنوات الحرب، وكذلك قصوراً في استيعاب الأهداف الحوثية والإيرانية من استمرار الحرب ضد اليمنيين بصورة أخرى.

قد يحقق الاتفاق توقف الهجمات ضد السعودية، لكنه غير ملزم للحوثيين بوقف حربهم ضد اليمنيين، والدخول في حالة من السلام الدائم الشامل، لأن ذلك يناقض استراتيجيتهم في السيطرة على كافة المجتمع في الشمال والجنوب، وبناء دولتهم الطائفية التي سوف تسهم في خدمة طهران على مختلف المستويات، وخاصة إذا ما سيطرت على باب المندب، ومن يقرأ الخارطة العسكرية والانتشار العسكري سوف يدرك أن المعركة في اليمن لا تزال مؤجلة إلى وقت قريب، وأن تجدد المواجهات ما هي إلا مسألة وقت فقط، بحيث من الضرورة أن يكون هناك تحرك عسكري كبير من كل الأطراف اليمنية في الداخل لمواجهة المليشيات الحوثية وإجبارها على السلام.

قد تكون استعادة وهج المعركة في الداخل ضرورة ملحة، بل واستراتيجية من أجل ضمان أمن اليمن وحمايته من التشظي وكذلك أمن المنطقة ودول الخليج، لأن كل الطرق التي سوف يتم ممارستها مع الجماعة الحوثية لإقناعها للجنوح نحو السلام سوف تبوء بالفشل، ولن يكون لها أية نتيجة، ولكن استمرار مسار الحرب وخاصة أن هناك بعضاً من الترتيبات الجيدة التي اتخذتها بعض التشكيلات المسلحة مثل: المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والقوات الجنوبية، في إطار الاستعداد لأي مواجهة، قد تعكس حالة الترتيب والتنظيم والسير بالمعركة نحو النصر.