أدونيس الدخيني

أدونيس الدخيني

تابعنى على

بركان الغضب الشعبي ومخاوف زعيم مرتزقة إيران

Sunday 13 August 2023 الساعة 06:04 pm

بدا الخوف واضحاً في كلمة زعيم ميليشيات الحوثي من حالة الغليان التي تعيشها مناطق سيطرة ميليشياته.

 الخشية من تطور حالة الغضب الشعبي والإضراب إلى احتجاج، وكسر حاجز الخوف لدى العامة، أكثر ما يؤرق ميليشياته في الأثناء، باعتبار أن تحطيم هذه الحواجز بداية النهاية لأي سلطة حاولت إشاعة البشاعة والخوف في نفوس الشارع للسيطرة عليه وقتل معنوياته وشجاعته وإرادته.

أقر بوجود معاناة وحاول مراراً تبرئة ميليشياته من المسؤولية، وتوجيه بوصلة الغضب الشعبي صوب المعسكر الحكومي، مع التعهد بإجراء تغيير جذري في مؤسسات الدولة، ودعا إلى مواجهة ما اسماها المؤامرات الداخلية، والمواجهة إعلامياً.

يتحدث زعيم مرتزقة إيران في اليمن هنا عن حالة الغضب الشعبي في مناطق سيطرة ميليشياته، وهو في الواقع توجيه لقمع اضراب المعلمين الذي يدخل اسبوعه الثالث في معظم مدارس العاصمة (المختطفة) صنعاء وبقية المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي بقوة السلاح.

اتفق مع الرأي الذي يرى الفائدة الوحيدة للهدنة تعرية ميليشيات الحوثي بشكل أكبر في المناطق التي تسيطر عليها، وأسقط حجة قمع كل صوت باعتبارها تخوض الحرب، مضافٌ إلى ذلك، إدراك الشارع أن هذه المليشيات هي المسؤولة عن كل شيء: الحرب، والنهب، والفساد، وتعمل على ملء بطون قادتها ومراكمة أرصدتهم على حساب معاناة عشرات الملايين من اليمنيين.

أدركت ميليشيات الحوثي في الأثناء أن كل محاضرات "البداريم" لم تأت بنتيجة، وأنها في معركة حقيقية مع الشارع وغير مضمونة النتائج: هناك غضب شعبي متصاعد من فساد شل قدرة المؤسسات الحكومية وحولها إلى إقطاعيات خاصة للسلالة، وهناك موظف يطالب براتبه، والمعلم بدأ إضرابا، وبالتأكيد هو يؤسس لإضراب يمتد إلى مختلف القطاعات.

المعلمون في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وكل الأصوات التي تؤيد مطالبهم، يقومون بمهمة نضالية وطنية كبيرة، هزت عرش ميليشيات الحوثي وهي التي اعتقدت أن الشارع خضع ولن يقاوم. 

ولا يستبعد أن تهرب ميليشيات الحوثي مجدداً إلى الحرب خلال الفترة القادمة لمواجهة هذه القضايا.

 وبالفعل لوح زعيم مرتزقة إيران في اليمن بهذا الخيار.

باختصار، هي الورقة الوحيدة التي بيده، ذلك أن الموظف الملتزم منزله لم يعد يخشى شيئا، أساس العقد بين الدولة والموظف راتبه، وهذا الأساس انتفى، وإن قرر أن يذهب إلى الاختطافات، فكم سيختطف؟ عشرات الآلاف من المعلمين!

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك