محمد العلائي
المناسبات الدينية ومحاولة فرض النماذج المستوردة
قلت: ما هو شعورك لما تشوفهم يرنجوا جسرا أو حتى ينجزوه من الصفر؟
قال: والله افتجع.. ترتعد فرائصي.
قلت: ليش؟ المفروض تفرح!
قال: صعب تفهم..
واحد يمتهن الناس ويستعبدهم ويمجد نفسه ويقدسها وهو ما قد فعل لهم ولا حاجة ولا نفعهم بشيء.
تخيل بالله كيف سيكون حاله لو أنجز أو قدم للبلاد حاجة مهمة أو حتى غير مهمة!
قلت: معك حق..
كفانا الله بني آدم اللي يسكروا بزبيبة.
* * *
اليمن يجب أن يُفهَم ويُستَشرَف مستقبله في ضوء تاريخه وخصائصه وإمكاناته لا في ضوء تواريخ وخصائص وإمكانات الآخرين.
تستطيع -فرداً كنت أو جماعة- أن تبني نفسك فكراً واتجاهاً على نموذج سياسي مستورد من بلد أجنبي.
لكن ما لا تستطيعه هو أن تجعل من اليمن -وضعاً وموقعاً وتركيباً وتاريخاً ومناخاً وموارد ومصيرا وطنيا- صورة مطابقة لذلك البلد.
مثلاً يمكن أن تكون خمينياً، بالفكر والسلوك والهيئة، لكن يستحيل أن تجعل اليمن -كل اليمن- صورة من إيران.
يمكن أن تكون طالبانياً، بالفكر والسلوك والهيئة، لكن يستحيل أن تجعل اليمن -كل اليمن- صورة من أفغانستان.
يمكن أن تكون مثل "حزب الله" لكن يستحيل أن تجعل اليمن صورة من لبنان.
وفي القرن الماضي، كان من الممكن أن تكون ماوياً صينياً أو ماركسياً سوفيتياً لكن مع استحالة أن تجعل اليمن صورة من الصين أو روسيا.. وهكذا!
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك